منخفض سياسي
جاءني اتصال من صديق قديم لم أره منذ سنوات ، أخبرني فيه أنه مشتاق لي وقادم في طريقه إلى بيتي لزيارتي ، وكعادة كل الأردنيين هللت ورحبت وقلت له أنه مرحب فيه في أي وقت وأي ساعة ( وذلك ليقيني التام بقدرتي على استقبال الضيوف طبعاً )، دخل صديقي بيتي وركضت إلى صوبة الغاز لتشغيلها فهذا صديقي الغالي (والغالي للغالي) مرت ربع ساعة وإذا بالصوبة تنوس رويداً رويداً ، احمر وجهي وهرولت إلى المطبخ لأقدم ضيافة للصديق فربما أمده بقليل من الدفء بكوب شاي ساخن أو فنجان قهوة ، وهنا كانت الصدمة .. ماذا عساي أفعل في مطبخ خاو فأحضرت له كوب ماء وقدمته له وأنا في قمة الاحراج .. فكل ما في بيتي خذلني !!!
حالي هذا كحال مواطننا "المسخم" ومفاجئته أمام زائر الأردن الأبيض قبل ما يقارب الأسبوعين، والمنخفض الجوي الماطر الذي زار أغلب مناطق المملكة هذه الأيام، فلقد كنا نتغنى في البنية التحتيه للأردن وها قد جاء الزائر وكشف المستور فلقد غير المثل المعروف (بكره بذوب الثلج وببان المرج ) فقبل أن يذوب الثلج في الأردن بان المرج ، فقد اتضح لنا بأننا نغني مع من يغني ونرقص مع من يرقص حتى أن "Google" مقتنع بأن البنية التحتية للأردن ممتازة !!
آليات إنقاذ تتعطل ، أنفاق تغرق، انهيارات، سيول ....العديد العديد من المفاجئات حدثت في وطننا الحبيب في هذا الشهر لم نكن نتوقعها ، يذنب المسؤول ويتحمل هذا الذنب الدفاع المدني وفريق إدارة السير والقوات المسلحة والمواطنين الأوفياء، فهم من كانوا في الميدان.
الطبيعة كشفت لنا أموراً كنا لا نراها ( أو أننا لا نريد أن نراها ) لذا أتمنى أن تأتي عاصفة ثلجية مطرية رملية لا يهم .. المهم أن تضرب وزاراتنا ومؤسساتنا ودوائرنا واحدة تلو الأخرى.. لتضرب أولاً وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لنرى مدخلات ومخرجات التعليم الجامعي ثم أخرى لتضرب وزارة التربية والتعليم ونرى ماذا يدرس في مدارسنا وكيف ينجح طلاب الثانوية عندنا ! ... وعاصفة أخرى للصحة أقصد وزارة الصحة فصحة الشعب الأردني لم تعد تحتمل عواصف جديدة ... ولتأتي عاصفة لوزارة الاتصالات وأخرى دون تخطيط لوزارة التخطيط ... الخ لعل مسؤولينا يخجلوا من أنفسهم ويخافوا الله في وطن قدم الكثير لهم ويعملوا بما يرضي الله لرفعة وسمو الأردن
ومعاً أقسمنا أن نبقى ..يا وطني أبداً أحبابا ..