الخلايا المسلحة في الضفة حقيقة أم خيال
هل لتلك الدرجة القصوى تتمتع أجهزة الأحتلال الامنية بالقوة والنبوءة .فيما يجول في خاطر الفصائل الفلسطينية التي تعمل في الضفة الغربية . أم أن مجرد صدفة وان ما يدور في خلد الفصائل هي مجرد فقاعة صابون وكذبة نيسان يتم تداولها في أروقة الأحتلال الذي عجز صاغرا أمام غزة.لكي يشعر نفسه بالإنجاز أمام جمهورة وهو اليوم يعيش بدون حكومة حتى انه بدى يتداول مصطلح التفاوض فيما بين كتل الكينيست الاسرائيلي . التي لا ترغب في تشكيل حكومة يقودها نتنياهو والى هذا اليوم لم يصلوا الى حل أو الى قاسم مشترك من شأنه أن يجد إئتلاف يؤدي الى حكومة .هي تشبه أخواتها في ملامح الاستيطان ومشاهد التغول وسياسة القتل والأعتقال الممنهجة .
لكن إسرائيل وجيشها الذي ينتشر في طرقات الضفة الغربية وعلى مداخل المدن كإنتشار النار في الهشيم ويتعامل مع مناطق السلطة بمنطق الساحات المفتوحة التي لا تحتاج الى اذن لدخولها او انه يضع منطق الامن فوق كل اعتبار لحماية مستوطنية وجنودة من أي محاولة للتفكير بالمس بهم من قبل أي كان من الفصائل الفلسطينية المشلولة فعليا على ارض الواقع . ومع الهدوء النسبي الذي تشهده الضفة الغربية وهذا بفضل تغييب كافة المقاومين عن الساحة .التي خلت من أي عمل ونشاط يشبه المقاومة منذ فترة طويلة . حتى وصلت قائمة المطلوبين الى الدرك الاسفل والى نقطة الصفر .حيث لم يعد أحد غير مرضي عنه من قبل الاحتلال في هذا الوطن .
وعلية تكون اسرائيل نجحت بطريقة أو باخرى بترويض قدرات الفصائل وعلى راسها حركتي حماس والجهاد الاسلامي في الضفة الغربية من خلال الأعتقال والمراقبة والسيطرة الكاملة على المناطق وأيضا من قبيل قبضة الأجهزة الامنية التي أحكمت سيطرتها أيضا على كل الأنشطة والفعاليات التي تخص حركة حماس كونها كانت ندا لفتح في فترة الانقسام العقيم والى اليوم تحمل الحركتين نوعا من الضغينة . ناهيك عن الحديث المتكرر عن المصالحة وولودها المبكر وموتها قبل أن ترى النور في كل الاجتماعات والمؤتمرات .
في الاونة الأخيرة كان الاعلام الاسرائيلي يخرج دائما بحجج واهية وذرائع وهمية يتوهم بها أمام جمهورة الناقم على حكومته وسياستها التي تضعف المواطن الاسرائيلي . ومفادها دائما أن جهاز الشين بيت . أو الشاباك تمكن من اعتقال أو إكتشاف خلية لهذا الفصيل أو ذاك . حتى بدت تلك الاسطوانة ترتفع وتيرتها بعد اطلاق سراح الجندي جيلعاد شاليط الذي خرج مقابل اكثر من 1000 اسير موزعين داخل الضفة وتركيا وغزة وقطر وسورية وجميعهم كانت تعتبرهم اسرائيل من اسرى اللون الاحمر اي الملطخة أيديهم بالدماء بحسب التصنيفات والمصطلحات الأحتلالية التي تطلق على معاني المقاومة والصمود .
ففي كل مرة تخرج الصحف الاسرائيلية تزف لمستوطنيها وللداخل الاسرائيلي خبر إعتقال خلية هنا ومجموعة هناك كانت تسعى لقلب الساحة من خلال خطف جندي أو اطلاق نار او التخطيط او التفكير لعملية او لتفجير. حتى بدى يتبادر في ذهن المواطن البسيط أن اغلب الفصائل هي مخترقة ومكشوفة للاحتلال الذي يعتقل منها متى يشاء . وفي الوقت الذي يختار فهي بهذا المشهد بدت فصائل ساقطة امنية في الضفة الغربية سعرها بسعر المؤسسات الامنية في رام الله والتي تتعامل معها القوات الاسرائيلية كما لو انها حارس بدون راتب يخدم مصالحها ويحمي أمنها . حسب ما يصدر عن بعض قيادات الاحتلال الذين يتغنون دائما بالهدوء الحذر وبالهدوء الذي يسبق العاصفة .
جيش الاحتلال الذي بات يتحدث كثيرا ويدور في فلك تلك الأخبار التي يعتبرها انتصار له وكبح لجماح المنظمات الفلسطينية التي تحاول النهوض في الضفة الغربية على غرار الجبهه الشعبية وحركة حماس . فالاعلام الاسرائيلي قبل مدة تحدث عن ايقاف جهاز ما يسمى بالأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) لاربعة من عتاصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (اليسار قومي) بدعوى انهم خططوا لاختطاف إسرائيليين بحسب بيان أصدره الجهاز..
موضحا ان عمليات التوقيف تمت في أيار.مايو وأعلن عنها حين ذاك بعد رفع التعتيم الإعلامي الذي كان مفروضا على المسألة وهو إجراء يطبقه الشين بيت بانتظام على الوسائل الاعلامية . حتى يتسنى لهم معرفة كل المعلومات . التي من شانها ان توصلة الى تفكيك كافة الرموز التي يجهلها مع انه يعيش حالة هستيريا بعد نجاح صفقة شاليط .
ومن ثم عاود نفس الجهاز وبنفس الطريقة والتويرة بالحديث عن خلية جديدة قبل أيام تتبع للجهاد الاسلامي كشف عنها بعدما قامت بالتخطيط حسب ادعاءة لاختطاف جندي أو مواطن إسرائيلي لمبادلته باسرى ومن ثم تمكنت الاجهزة الاسرائيلية من توقيف أعضاء الخلية في الأول من يناير في شرق بلدة كفر سابا، الواقعة شمال شرق مدينة تل ابيب . وقبل ايام ايضا تم الحديث عن اعتقال خلية تتبع حركة فتح وأغلب عناصرها من الاجهزة الامنية وهي تنشط في رام الله . تخطط لعمليات ضد أهداف اسرائيلية في الضفة والداخل .
وقبل بضعة ايام اعتقلت اسرائيل خلية كبيرة الحجم من حيث عددها وادعت انها منظومة تتبع لحماس في مدينة الخليل التي تعتبر مصدر ثقل للحركة الاسلامية . ويديرها احد الاسرى المحررين والذي يقيم في دولة قطر والتي ابعد لها بعد الصفقة . باعتبارة المسير والمدبر والممول لهذا العمل الذي من شأنه ان يعيد الضفة الى مربع المقاومة والمواجهة مع الاحتلال .
حتى باتت تلك الاخبار تعتبر بالروتينية نظرا لكثرتها وانتظامها من قبل الاحتلال . فاغلب الفصائل تم اكتشاف خلايا تعمل بالسرية لحسابها في الضفة وتم اعتقال كافة عناصرها ودكهم في السجون . ما يعني هنا ان اسرائيل تراقب الوضع بكثب وما يجعلنا نتساءل عن صحة تلك الاخبار او عن جديتها . وإن كانت جدية فهذا من باب الفخر لنا . بأن كافة الفصائل تجتمع على محور واحد ورابط مشترك ألا وهو المقاومة وتحرير الاسرى بالقوة وتحرير الارض بنهج المقاومة لا المفاوضات العقيمة ومن بين تلك الفصائل حركة فتح التي بدأت تاخذ منحى اخر عبر ظهور ملثميها ومقاتليها في شوارع المخيمات الفلسطينية .
وايضا عبر القوة التي اظهرتها حماس في الشارع وقت إنطلاقتها . ما دعى اسرائيل لاعتقال شبكة قياداتها في الضفة الغربية ونواب التشريعي المحسوبين على الحركة في الضفة الغربية قبل ايام قليلة . حين شنت حملة منظمة ضد عناصر حماس في الخليل ورام الله وقبلها كانت الحملة تستهدف كافة نشطاء العمل الشبابي والوطني الذين يتبعون للجبهه الشعبية في مناطق الضفة والتي شنت اسرائيل حملة مسعورة ضد هذا الفصيل بعد يومين من إعلان الدولة من خلال اقتحام بعض المؤسسات المحسبة على الجبهة .
ما يدعونا أيضا مرة أخرى للتساؤل هنا . هو أن فصائلنا الفلسطينية هي تختلق شماعة الخلايا النائمة والخلايا الصاحية فقط لابراز دورها أو لشغل الاعلام بالتحليل ام انها لتلك الدرجة مكشوفة ومتعرية للاحتلال الذي يعتقل الناشط لمجرد تفكيره . حتى ان اجهزة الاحتلال باتت تقرا في افكارنا وما يدور في خلدنا من تفكير لهذا دائما ما تكون مصيدة الاحتلال فاتحة ذراعيها لاختطاف والاعلان على توقيف خلية هنا ومجموعة هناك . يقوم الشاباك فيما بعد بالكشف عن خيوطها . واغلب المجموعات لم تنفذ شئ سوا التفكير . ولم تقم بأي عمل مسلح . او بأي محاولة جدية للخطف او لاسر جندي او مستوطن ولم نسمع عن حادثة تعرض احد المستوطنين الذين يتجولون ويتفتلون في الطرق الالتفافية دون حسيب او رقيب الى محاولة خطف .
لكن باعتقادي وبتحليلي المتواضع ان كل ما يدور وكل ما هو بالامر لا يعدوا سوا محاولات شبابية فردية خارج اطار الفصيل ونص الحزب . وهذا ياتي من باب العجز والخجل من قبل الشرفاء والوطنين الذي اصبحوا يتوارون خجلا من فصائلهم التي لا تحرك ساكن اتجاه اخوة لهم عاشوا معهم حياة الاسر وذاقوها ومن هذا المنطلق والباب . يبدوا انهم اخذوا على كاهلهم تلك الافكار وتلك المهمة بعيدا عن الفصيل الذي بات لهم جزء من الامل المفقود . إذا ما غعتمدوا عليه .
والاسرى الأن يعيشون مرحلة الصراعى الاخيرة مع المحتل . فهي عملية تكسير للعظام وقد تكون شر هزيمة تلحق بالأحتلال الذي كان دوما يركع امام تضحيات الأسرى الذين كسروا انفه .حين كانو يضعونه في خانة الاسير وليس السجان فاليوم هم على محك المواجهه معه بعدما أخترقوا أشهر من التضحية والاضراب عن الطعام دون ان تحرك فصائل الخلايا المسلحة والتنظيمات التي بنى الأسرى لها مجدا أي ساكن . فقط من باب التحرك الخجول والموت البطي للحركة الشعبية والفصائيلية التي بدت تتلاشى وتذوب إلا فقط من يوم ذكرى الانطلاقة التي تعتبر المناسبة والمتنفس الوحيد الذي قد تظهر فيها أكتاف الفصائل . التي بدت تسير في طريق النسيان والانتهاء والتحلل في حين ان أسرى تلك الفاصل هم الوحيدون فقط من يقودون ويحملون شعارات الصمود الخاصة بالوطن وبتلك الفصائل التي اثبتت للقاصي والداني انها عاجزة ومقصرة بحق نفسها وأسراها والقضية .
من لايتبع الثورات العالمية ونهجها المنظم في العمل السري الذي كان يجابه أجهزة الاستعمار والمحتل .ومن لا يدرس ثقافة الصمود ويقرا كتب المقاومة وأخلاقها ومن يتبع نهجها ونفسها الطويل في الاستمراية والمواصلة. من الصعب ومن المستحيلات العشر أن تنجح في كسر بندقية مجند ويرحل إسم الإحتلال الى خارج كتبة وثقافته . وهو نفس الإحتلال الذي دائما ما ينظر الى القلوب المخلصة لقضيتها والمؤمنة بها على انها اخطر واشد انواع السلاح في مواجهة فلسفة الاستعمار والاحتلال .