وردة ""ورصاصة؟؟
إن الفرحة بالحياة وجمالها يكون عندما نحس فيها بالراحة والطمأنينة والأمن والأمان والبعد عن الخوف والمنغصات.
ولكن زمان نحن فيه ونعيشه لهو التعب والبؤس والشقاء والكبد لأن هذا الزمن تحولت فيه الحياة الى صراع ، تحولت الحياة فيه الى مكاسب وطموحات وتحقيق بطولات ، حياة تحولت وانحرفت عن السلوك القويم والنهج السليم ، صراع في الشرق والغرب وعلى مختلف ساحات الوطن الممتد على سطح هذه البسيطه . الكل يبحث عن مجد يخلده وتاريخ يسطره ولو على جماجم الأطفال واجساد الضحايا الأبرياء من ابناء الشعب الذي كان لك العون يامن تخليت عن الأنسانية ورحلت من قلبك الشفقة والرحمة ودست على ما يمت للقيم والشرف والرحمة والأنسانية.
ان دبابتك التي نسج العنكبوت على فوهات مدافعها بيوته عقودا من الدهر اصبحت ميادين الشام ساحات وغى لها تقذف الحمم مخلفة الموت والدمار على رؤوس اهلها الصامدين القابعين المتلحفين بدعاء من الله ان ينجيهم من بطشك وطغيانك ، اصبحت اسلحتك ذات جدوى ، وانطلق لسان حالها يصب الحمم على من هم لك الأهل والقوم والأبناء، واعشيرة ، والعزوة ، دون شفقة ورحمة أو إنسانية ، وبلا خوف او وازع من خلق ، أو ضمير ، او دين .
اماعلى الجبهة المقابلة لحدودك سحبت اسلحتك على من يقابلون جنودك على خطوط المواجهة من الأعداء ، فجنودك الأشاوس أعتقد أن ليس لهم القدرة حتى مجرد امعان النظر لمن هو خلف الحدود يصوب وينصب كل سلاح باتجاهك.
وعندما قصفت طائرة يهودية قصرك المنيف قبل ثورة شعبك ، لم نسمع مجرد ردة فعل منك ، ومن إعلامك ، بل تناسيت الخبرمن ان لديك سلاح ولديك قوة وقدرة على مواجهة الأعداء وحتى بتنا نقول بأن اسلحتك تخطئ ولا تصيب ولا تحقق الهدف ولا تردع. وقد أصابها فيما سبق الثورة النوم والخور والعجز والتعب ، ولم تصحو من نومها وبقيت في تثاؤب ، لتصبح ذات جدوى على أبناء الوطن الثائرين ، المطالبين بالحرية ، بعدما أعجزتهم المطالب بسلمية المظاهرات ..
سنوات وسنوات مضت من عمر ابناء شعبك المكافح الصامت الصابر على ظلمك وجورك ، حتى طفح الكيل ، وضاقت النفوس ، وبلغت القلوب الحناجر من اجرامك وقتلك لأبرياء، حتى خرجوا بداية الأمر لمواجهتك بصدور عارية ودون اسلحة تذكر وحين وجدوا ان لا امل منك ولا فائدة ترجى ثاروا على ظلمك وبطشك و قالوا لا بد لصوتهم ولصوت الحق من ان يسمع ، فأشاحت بوجهك ، والأذن منك اصابها صمم ، واطلقت لزبانيتك العنان وامرتهم بالقتل والتدمير والحرق والنهب والأغتصاب ، يامن لم يكن قي قلبك شفقة وذرة حب لهذا الشعب الذي بإذن الله لن يركع إلا لخالقه وبعد ان يتحقق النصر له ويستعيد الكرامة والحقوق لأهلها لا بد من ان ترجع ، وعند ذلك تنصب باقة النصر ، وتنصب خيم الفرح في مدارج الوطن و تتيه فرحا ، وتعلو بسمة على شفاه قد تحجرت فوق الشفاه ، وفي العيون المدامع بدموع الفرح بدل دموع الحزن ستنهمر .
وان كان الحزن كبيرا على فقد الأحبة والخسارة ، فلا بد لليل الحزن ان ينجلى ، ولا بد للألم من انقضاء ، والظالم عليه تدور الدوائر وهو بقدرة الله الى انكفاء ، وشهوة اجرامه الى انكسار وانطفاء.
اما اهل الوطن المنغرسين فيه والمدافعون فيه عن الشرف والكبرياء والمجد فسيحمل كل واحد من اهل هذا الوطن الكريم المعطاء سيحمل في يديه وردة بدل رصاصة تسدد الى الصدور وان كان للقاتل فيه دور او هو على القتل مجبر.
وستزهر الورود ويعود لزهر الشام الق وزهو وتطاول في سماء المجد والعز بعد ذبول وارتخاء ، وورد الشام في القلب له الحب وله الكبرياءلأنه رمز الصفاء والوفاء والأرتقاء للعلى .
وللورد الجوري في الشام امل بحقول تخضر وتزهر وللعلياء تسمو ، وتصفو النفوس والأمل برب غفور رحيم قدير مقتدر ، وليبنى المجد ويعود الألق والكبرياء لدمشق العروبة ، والوردة لا بد من ان تزهر ويفوح شذاها ، وعلى الرصاصة لا بد من ان تنتصر .