امتحانات الثانوية العامة تفقد قدسيتها
بداية أهنئ ابناؤنا الناجحون في امتحان الثانوية العامة ، والذين جلبوا الفرحة لذويهم واسعدوا معلميهم الذين شاهدوا ثمرت عطائهم ، وها هي النتائج اعلنت ففرح من نجح وعبر عن فرحته ، فهناك من احترم ابناء حيّه وراعى مشاعر زملائه ممن لم يحالفهم النجاح واقتصر فرحته على الاهل والاقارب الدانين ، وكذلك اخذ بعين الاعتبار عدم ازعاج الاخرين وخاصة المرضى والاطفال وممن ينزعجون من الاصوات الناشزة التي تصدح بما لا يليق ،من تزمير وعيارات نارية او العاب نارية تفوق اصواتها اصوات القاذفات الصاروخية والمدافع الرشاشة ، فلهم جزيل الشكر والامتنان .
وهناك من اطلق المزامير بشتى الاصوات العالية ...واحضر المغنين بشتى الالحان الناعمة والصاخبة واطلق شتى انواع الاعيرة النارية ، فرحة بطعم النجاح ، وهنا نقول لهم هداكم الله وأدام افراحكم ولكنا نتمنى عليكم ، احترام من حولكم ممن فقد عزيزا او اصيب بحادث سير او ابتلي بمرض ، ورحمة بأطفال رضّع ، يصيبهم الرعب والهلع نتيجة هذه الضوضاء والاصوات الصاخبة ، اخاف ان ترفع ايدي للمولى عز وجل لتدعوا عليكم بدعاء يستجاب لأذيتكم احدا ، دون قصد منكم .من هنا نحذر ابناؤنا وذويهم واقاربهم واصدقائهم بمراعاة مشاعر الاخرين . افرحوا وارقصوا وعبروا عن سعادتكم ، ولكن دون ازعاج الاخرين وترويع الاطفال ... علما انه لا يوجد مساحة للفرح والامة تتعرض لنكسات !!فمن غربنا فلسطين المغتصبة يعاني اخواننا فيها من ظلم العصابات الصهيونية ، وشمالا بسوريا يعاني اخواننا من عصابات الاسد والصفوية الايرانية والطائفية ومن عصابات ما يسمى حزب الله قتلا وتدميرا وتشريدا ، وشرقا نجد اخواننا العراقيين يثورون على ظلم اذناب الاحتلال وهم منذ اكثر من ثلاث عقود وهم يصارعون قوى الشر والطغيان وبالمجمل فان الامة تتعرض لأقسى انواع التهديد بالانهيار والضياع .
اما لو نظرنا لما يحصل منذ سنوات وكيفية ادارة امتحانات الثانوية العامة ، لوجدنا تعديات صارخة على قدسية الامتحانات ، يندى لها الجبين من انتشار الغش وتسريب للأسئلة ، واستقوى بعض الطلبة وعصابات الغش حتى بلغ بهم المناداة بالسماعات لإملاء الاجابة لبعض الطلبة الممتحنين ، هذا عدا عن اساليب حديثة من وضع جهاز كالخرزة بالإذن يتلقى الطالب الاجابة من خلالها والاساليب والوسائل كثيرة ويزداد تطويرها دورة بعد دورة ، وهذا يؤثر على مخرجات التعليم ،ويساهم في خلق جيل فاشل يعتمد على الغش والتزوير فلا يراعي حرمة قسم ولا احتراما لوظيفة مما يسبب بانهيار المجتمع ، ونقمة ابناؤه الذين اغتصب الاخرين جهودهم من جراء الغش فالطالب المميز يحارب بخلق جو يثنيه عن الاجابة الصحيحة من خلال التشويش والازعاج ،فكثير من طلابنا شكوا مما يحدث ، ويستنكرون هذه الافعال الخارجة عن القانون والاخلاق والادب . وما يجب ان ترقى له الامتحانات .
لهذا كله ننبه المسؤولين ونضع هذه المعلومات بين ايديهم وهم يعلمون عنها وعن ما هو اكثر من ذلك واصبح الغش والتزوير والرشوة تتحكم بتصرفات اغلبية شعبنا ، فالانتخابات النيابية والبلدية وحتى الجمعيات والنوادي واتحادات الطلبة تعتمد على اساليب قذرة وتصرفات غير مقبولة وتصل لخيانة امن الدولة .فما بالكم ايها المسؤولين ويحق لنا ان نطلق كلمة كفـــــــى استهتارا ونحذركم من خطورة هذه التجاوزات والتي اصبحنا متأكدين بانها تنم عن سياسة تجهيل المجتمع خدمة لأغراض استعمارية خارجية وداخلية لنذكركم بما خاطب به الرئيس التونسي الراحل بورقيبة العقيد الاممي معمر القذافي الراحل الذي ثار عليه شعبه لتتحقق نبوءة بورقيبة
قال بورقيبة للقذافي لماذا تستثمر اموالك في السلاح ولا تستثمره في التعليم ؟ فكانت اجابة القذافي :أخاف من شعبي ان يثور علي في يوم من الايام ؟ فأجابه بورقيبة : يثور عليك شعب مثقف افضل من أن يثور عليك شعب جاهل ..!!
اللهم اشهد اني
قد بلغت