عن العلاج
زمان ونحن صغار عندما كانت تداهمنا بعض الامراض ، ولأن الأسرة لم تكن مقتنعة كثيرا بأهمية العلاج والدواء ، كانت الام تسارع باستشارة احدى الجارات المسنات ، ليستقر الرأي بتدفئة الولد جيدا والانتظار يومين ثلاثة " بطيب لحاله " .
أحيانا ولكون الله هو المشافي المعافي ، يستقر وضعنا الصحي ونتماثل للشفاء ، ويزداد رصيد المرأة المسنة من الخبرة ويكال لها الثناء ويشهد لها بالمعرفة والدراية .
أحيانا أخرى كانت أوضاعنا تزداد صعوبة وتنتكس صحتنا اكثر ، فلا يبقى امامنا سوى مراجعة أقرب طبيب .
بعد الكشف والفحص وعبارات "أفتح ثمك" المتكررة ، " ونام على ظهرك " يشخص الطبيب العلة التي بالعادة ما تكون إما " مغص " أو " التهاب اللوز " وأحيانا " تسمم " اللحظة التي كنت أخشاها أنا وأقراني هي لحظة اعطاءنا وصفة الأدوية .
بعض الأطباء كان يصف لنا حبوبا لونها زهري ولها مذاق رائع ، أطباء آخرين كانوا يصفون لنا علاج شراب ، في حين كان هناك بعض الأطباء عديمي الرحمة ، يصرون على وصف التحاميل لنا كعلاج ، رغم دعواتنا وبكاءنا ورجاءنا له بأن يكون الدواء حبوب أو شراب .
كبرنا وتغلغل الشيب في رأسنا وما عاد مهما لنا أن نشفى أو نبقى مرضى فكلاهما سواء ومع هذا ما زالت عقدة المستشفيات والأطبة والأدوية ترافقنا.
أحيانا عندما أذهب الى أحد الصيدليات تصادفني احدى الامهات وهي تشتري دواء لطفلها ويتبين بأن الدواء " تحاميل "، أحزن وبحكم خبرتي أدرك ماذا تعني "التحاميل" من ألم وما يرافقها من استباحة المحاذير وفضح للمستور وخلو المسألة من أي رأفة .
في عالمنا ، ما زال التعامل يتم بنفس الطريقة التي كان يختار فيها الدواء لنا ونحن صغار .
أحيانا شراب للبعض وأحيانا حبوب زهرية لها طعم أخاذ لناس وناس وأحيانا " تحاميل ".
لا أريد ان أتحدث عن علاج الحجة " أم عادل " .... " غطيه بطيب لحاله " .