فلنعبد لهم الطريق
عندما يكون هناك ... بيننا... من يتق الله فإن الراحة ستسود حياة الناس , و تتسيَّد نفوسهم وتشعر بالراحة والطمأنينة ,وتشكر ربَّها على أن حباها ببيئة اجتماعية تعطيه راحة البال الذي تطلبه النفس البشرية.
تقوى الله تقتضي أن يكون الانسان معطاءاً ومرسالاً للخير ومبعاداً ومغلاقاً للشر ,كيف لا وهو يستشعر مراقبة الله له فيسعى جاهدا لفعل ما يلبي رضاه جل جلاله .
من أهم ما يظهر على الانسان أنه تقي لله هو فهمه للحاجات النفسية والرغبات التي يريدها انسان ما في الاطار المشروع ,فتراه يسعى لمساعدتهم وتسيير أمورهم بل والدفع باتجاه إنجاحها ,كيف لا وهو بذلك قد يصنع سعادة أبدية لأناس قد يلهجون بالدعاء له ويمتنّون لجهوده في مساندتهم في تحقيق حاجةٍ تعلَّقت بها القلوب وأرادتها النفوس وترضي بها الله ,هنا يتجلى لدينا أهل الله وخاصته ,أما إن فعلوا العكس من تعكير للصفو وتكسير للمجاديف وتضييق على الخناق والوقوف سداً منيعاً أمام الحق وبجانب الباطل لإرضاء رغبته غير الانسانية وغير الدينية في اهوائه الجاهلية لا لشيء الا لهذه الاهواء والرغبات وليعبر لنفسه وللآخرين عن مرضه , غروراً من غرور الشيطان وأنه قوي يفعل ما يشاء ويقيم ويقعد الدنيا كيفما يشاء ,هذا الشخص حين يقوم بما يقوم به وينسى قتله لروح أو أرواح عن عمد وإصرارٍ وترصد لن يذيقه الله طعم الراحة في حياته ؛فيكفيه تعذيب روح انسان بغير حق (وهذا يتكفل بالرد عليه ربه) ثم ربما يلحقه دعاء عليه من هنا وهناك لا يتوقعه لكن حتماً سيشعر به قد يمتد سنوات يدعو عليه بالمرور بمثل الحالة التي أسقطها على الناس وفرضها ظلما وزورا وبهتانا لا لشيء الا لانه ظالم أولاً وجاهليٌ ثانيا وعنجهي ثالثا ولا يفهم معنى الروحانية في حياة البشر لانه لم يجربها رابعا ولا يتقي الله خامسا.
لماذا لا تقوم بتعبيد الطريق يا انسان يا من تدعي انك تتق الله امام من ارادوا السير فيها بدل تكسيرها وقطعها خصوصا ان قطعك للطريق دونما وجه حق.
لماذا نسمع هنا وهناك فتناً كقطع الليل المظلم ؟ ليس السبب فيها من قام بها (أي الفتن) بل من دفعهم اليها ثم يعود هو نفسه (الدافع باتجاه الفتن) وينتقد سلبيات المجتمع وأخلاقياته مؤكدا لنا جهله من جديد بأنه خالق هذه المشكلات ومحدث وجودها.
اذا لم تستطع أن تكن في جانب الحق فلا تكن على الاقل في جانب الباطل ,لا تضيق طريق الحق حتى لا يبقى شبرا واحدا فيها للمرور وبنفس الوقت تسعى لتوسعة شارع الباطل وتدعو الناس الى انه الشارع الوحيد للمرور او ارجعوا فيتحتم على اهل الروح الصادقين ان يعودوا لانهم حتما لن يسيروا في طريق الباطل الواسع ولانهم يتقون الله على عكسك تماما فسيعودوا من الطريق الذي ارتأوه حقا بعد ان أُغلق ..... وأمرهم الى الله.
رحمك الله يا عمر يا ابن الخطاب عندما كان يحمل هم البغلة ان ييسر لها الطريق في ارض بغداد أنه سيُسأل عنها ,فما بال من يعثر الطريق امام أرواح تسرح في ارض الله الحلال وبأمره وبمنهجه كيف سيُسأل؟! خصوصاً إنهم يتقون الله وبنفس الوقت يرجون منه أن ياخذ الحق ممن ظلمهم.
عبّدوا الطرق أمام الشباب وأرواحهم وأعطوهم المفتاح فإغلاق طرق الحق دلالة على غياب التقوى وغياب فهم انسانية الانسان ومقصد وجوده , ودلالة على شقاء الظالم (العثرة دونما وجه حق)في (تالي )حياته.
(مقالي هذا من وحل الواقع ومعاناة شباب يومية لا تستطيعوا تخيل رؤيتهم أمامكم وأهاليهم يعيشون عام 10000قبل الميلاد)