العرب والعالم بين القدرة والرغبة

تم نشره الجمعة 22nd شباط / فبراير 2013 12:14 صباحاً
العرب والعالم بين القدرة والرغبة
د. فهد الفانك

هناك فرق شائع بين القدرة على القيام بمهمة كبرى على صعيد العالم وما بين الرغبة في القيام بتلك المهمة، فقد تكون جهة ما قادرة تماًماً على الاضطلاع بفعل معين باقتدار، ولكنها ليست راغبة في تولي مسؤولية هذا الفعل وتحمل تكاليفه.

بهذا المقياس يقال أن أميركا هي الدولة الوحيدة في عالم اليوم القادرة على القيام بدور الشرطي العالمي، وبالتالي حراسة الأمن الدولي وقيادة العالم، ولكنها في عهد رئاسة باراك أوباما غير راغبة في التصدي لهذا الدور، لأنها لا تريد أن تتحمل تكاليفه بعد ما جرى لها من تجارب مرة في العراق وأفغانستان.

في المقابل فإن الاتحاد الأوروبي قد يكون راغباً في القيام بدور قيادي عالمي ولكنه غير قادر على ذلك في ظل أزماته المالية والاقتصادية، فالإمكانيات المادية المتوفرة لأميركا ليست متوفرة للاتحاد الأوروبي.

إذا صح هذا التحليل، فإن النظام العالمي الجديد الذي بدأ بانهيار الاتحاد السوفييتي وبروز أميركا كقطب أوحد يكون قد انتهى أو أوشك على الانتهاء ليفسح المجال لنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.

الأقطاب المرشـحة للعب دور عالمي جديد في ظل التعددية القطبية هي، إلى جانب أميركا، الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، أما الأدوار الإقليمية في منطقتنا فهي متروكة لإيران وإسرائيل وتركيا.

أين يقع العالم العربي على خارطة القوى العالمية في ظل هذه الأوضاع المتحركة والمتحولة من حال إلى حال؟ أغلب الظن أنه يقع في محل المفعول به وليس الفاعل.

العالم العربي ليس تحت رحمة القوى الكبرى كأميركا والاتحاد الأوروبي فقط، بل أيضاً تحت رحمة قوى إقليمية هي إسرائيل وإيران وتركيا. وكلها تنظر إلى العالم العربي كغنيمة متاحة لمن يكمش!.

موضوعياً، هناك فرصة لبروز قوى إقليمية عربية وازنة، ليس للتصدي لدور عالمي فهذا كثير، بل للقيام بدور إقليمي ذي طابع دفاعي. والمقصود هنا دولة الثقل البشري أي مصر، ودولة الثقل الاقتصادي أي السعودية، فهناك قدرة على القيام بهذا الدور الإقليمي، ولكن هل هناك رغبة في الاضطلاع بالمهمة، وهل تتوفر الإرادة.

التنبؤات الشائعة حول ما ستؤول إليه حالة العالم في المستقبل تخدم غرضاً واحدأً هو معرفة ما سوف لا يحدث في العالم، فالمستقبل لا يسلم نفسه للتوقعات مهما كانت ذكية، وتظل الدنيا حبلى بالمفاجآت.

( الراي ) 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات