"ولادة من رَحْم البرلمان".. يا عيب العيب

أبدى نواب كثيرون رغبتهم بأن تتشكل الحكومة من "رحم البرلمان"، بل إن بعضهم أراد أن يكون الرئيس أيضاً من رحم البرلمان وليس فقط الوزراء.
الغريب أن أكثر المتحمسين لفكرة رحم البرلمان كمنشأ للحكومة، هم من النواب الجدد، أي من أصحاب التجربة "البكر"، بل إن المجلس بمجمله لا يزال "بكراً". إن النواب لا يلتفتون الى أن الأمر سوف يدخلهم في إشكال كبير لن يخلصوا منه بسهولة.
سؤال "الأب الشرعي" للتشكيل الوزاري سوف يطرح بقوة، وغير ذلك سوف نكون أمام تشكيل حكومي "مجهول النسب". مع هذا، وللإنصاف، يمكن أن يكون التشكيل "ابن حلال"، ولكن عدم الاعتراف بنسبه سيدخله بالتأكيد في مشكلة.
أسبوع كامل تقريباً مر على بدء "مخاض" المشاورات، والولادة لا تزال متعسرة. لا أحد يريد أن يعلن مسؤوليته عن المولود المنتظر، يتضح ذلك من الحرص على عدم تقديم أسماء. جميع النواب خلال الحملات الانتخابية أصروا على أنهم رجال أفعال، لكن يبدو أنهم يدركون الآن، أن هناك فرقاً بين الفعل و"الفِعْلة".
إذا طال الانتظار واستمرت "مقاساة" النقاش، فقد يسارع كثيرون الى الاستنتاج بأننا كنا أمام حالة "حمل كاذب"، وقد يبالغ آخرون بالاستنتاج أن الحياة السياسية أصبحت "عقيمة"، ولكن في هذه الحالة، فإن السؤال الشهير: "العوقْ مِن مين؟"، أي مَن يعيق الحمل؟ سوف يطرح على الفور.
كما ترون، إن فكرة حكومة مِن رَحْم البرلمان، قد تدخل البلد في نقاش من مستوى آخر يمكن أن يقترب في بعض الحالات من أمور حساسة مثل قضايا الشرف.. الوطني بالطبع. ( العرب اليوم )