المقاطعون خارجون عن مفهوم مصلحة الوطن
كل المشاهد التي نراها هذه الأيام ، تدل على أن الحكومة تعتقد جازمة أنها انتصرت ،و حققت ما تريد حسب خارطة الطريق التي وضعتها و نجحت من خلالها في لي ذراع المعارضة، ووضعتهم على الرصيف جانبا, كما أنها باتت تعتقد أنه لا قيمة ولا لزوم الآن لهم و لا لكافة الحراكات .
أغرب ما في الموضوع حد الفجيعة أن الحكومة إقتنعت بصوابية موقفها ونظرتها للأمور ،وأنها صاحبة رؤية بعيدة المدى ،علاوة على إيمانها بان جل ما فعلته إنما يصب في مصلحة الوطن ،وان رموزها فقط هم الحريصون على المواطن و مستقبل الوطن.
وهم يعتقدون أيضا أن خارطة طريقهم ،هي الطريق الصحيح لما قاموا به ، و ربما يشعرون بأن المثل القائل " رب رجل خير من ألف رجل " يعني فقط الـ 30 % من المشاركين فيمن يحق لهم الانتخاب و الذين يؤمنون بأن قانون الصوت الواحد المجزوء، هو الحل الصحيح و ان الـ 70% الذين قاطعوا الإنتخابات ممن يحق لهم الانتخاب قد ثبت للحكومة أنهم على خطأ .
أريد أن أتوافق مع الحكومة على ذلك ، وأن أدعمها في حال آمنت بما تقول و خلصتنا لوحدها من المشاكل التي نعاني منها ،و بوجود البرلمان الذي تحقق من رؤيتها و كثر الله خيرها ،وأن نشكرها على بذلته من جهد، و تحمًلها لكافة المسؤوليات الجسام وسهرها على حل المشاكل التي نعاني منها و على رأسها التالي :
1- النظرة الحقيقية لحل مشكلة المديونية و التي تجاوزت الـ 25 مليار دولار .
2- حل عجز الموازنة و الذي بلغ الـ 3 مليارات من الدولارات .
3- حل مشكلة ارتفاع الأسعار المستمرة و ضررها البالغ على الطبقة التي تمثل الأغلبية في المجتمع .
4- ايجاد فرص العمل للشباب و للعاطلين عن العمل .
5- تحسين مستوى الدخل للفرد بحيث يستطيع المواطن ان يواكب متطلبات الحياة , ان كانت تعليمية او معيشية او مرضية ..سكنية .....الخ , لأنني أعتقد أن الحد الأدنى الذي يمكن أي رب الاسرة من العيش بكرامة ،يجب أن لا يقل دخله الشهري عن الـ 600 دينار .
6- أن لا نصل الى مرحلة تكون فيها باخرة نفط في العقبة و اذا لم ترتفع الأسعار فلا نستطيع دفع ثمنها .
7- حل مشكلة الكثير من القوانين بالتعاون بينها و بين البرلمان حتى تكون هنالك خارطة طريق للمستقبل و على رأسها قانون الإنتخاب و قانون الأحزاب و قانون الضمان الاجتماعي و قانون المالكين و المستأجرين و قانون ضريبة الدخل و قانون محاربة الفساد و قانون من أين لك هذا ؟ ..........الخ .
حاولنا مرارا أن نكون شركاء في تحمًل كل تلك الأعباء السابقة المتراكمة و ذلك بدخولنا في انتخابات ليست على قانون الصوت الواحد المجزوء , و انما على قانون يجمع عليه الجميع و أن تكون نسبة المشاركة عكسية اي أن تذهب الاغلبية للإنتخاب و لكن الحكومة ( ريح الله بالها ،ريحتنا من ذلك ) ،رأت و استعدت لتحمل المسئولية لوحدها و ان تعمل كل ماسبق و شمًرت عن ذراعها , وسنقول لها شكراً و نرجو الله سبحانه و تعالى ان يوفقها و يرعاها , لانهم هم فقط يشعرون أنهم يعرفون مصلحة الوطن و الحرص عليه و هم فقط ( بدون دوشة ) من الطرف الآخر يعرفون كيف الخلاص من كل المشاكل السابقة .
في إنتظار النتائج ..... لكم تحياتي .