نايف حواتمة وفياً لدمشق

تم نشره الأحد 24 شباط / فبراير 2013 02:42 صباحاً
نايف حواتمة وفياً لدمشق
أحمد ابوخليل

أكتب هذا المقال تحت تأثير الدهشة التي أصبت بها بعد قراءة مقالة الزميل العزيز (فعلاً) أسامة الرنتيسي يوم أمس بعنوان "حواتمة.. ماذا تفعل حتى الآن في دمشق؟"، بعد أن تعرض لإصابة في تفجير دمشق الارهابي الأخير.

من المنطقي أن تضفي إصابة المناضل الكبير نايف حواتمة المزيد من الأهمية على خبر الانفجار، رغم أن إصابته والحمد لله طفيفة، ورغم أن الانفجار بحد ذاته خبر كبير، حيث أودى بحياة أكثر من 80 مواطناً سورياً.

لكن تعالوا ننظر الى القيمة الأخلاقية النضالية لبقاء حواتمة في دمشق، فهو لم يخف خلافاته من النظام السوري لا اليوم ولا في الماضي، ولكن أي منطق يجعلنا نستغرب وفاءه للمدينة التي عاش فيها واحتضنته وحمت مشروعه، وهو الذي امضى عمره ملاحقاً ومستهدفاً من قبل العدو؟

تعالوا نتأمل موقف حواتمة هذا بالمقارنة مع مواقف قيادات فصائل أخرى ممن لم يكونوا يجرؤون على الاختلاف مع النظام السوري كما فعل حواتمة، ثم عندما وقعت الأزمة سارعوا للهروب، مع ما يعنيه ذلك، وعناه بالفعل، من انتقالهم الى الموقف النقيض في القضية الأساس: قضية الصراع مع العدو. إن صمود حواتمة في دمشق يشكل نموذجاً للوفاء الذي يعد من القيم الكبرى في العمل النضالي، على المستويين الفردي والجماعي.

قبل أن يظن أحد أنني أدعو الرجل الى مخاطرة البقاء في ظروف أمنية صعبة وهو في عقده الثامن، اطال الله عمره، كما اني لا أعرف أين يقيم معظم وقته الآن. إن المقصود هنا هو الوفاء السياسي والأخلاقي، فحواتمة لم يعلن خروجه من دمشق رغم إغراءات الخروج المعروفة، ولكنه لم يتخل عن موقفه المستقل عن النظام هناك.

زميلنا أسامة الرنتيسي يدعو حواتمة الى العودة الى السلط لأنها "الأقرب الى رام الله" (ربما وردت كلمة رام الله سهواً فهي وجدانياً مجرد مركز سلطة محمود عباس). نعم إن السلط ترحب بحواتمة، لكن لا أظن ان السلط أو عمان تريدان له أن يعود إليهما وقد أدار ظهره لدمشق. لقد خرج حواتمة من الأردن زعيماً وطنياً قومياً مناضلاً، ومن المحبة له والحرص عليه أن نرحب به محملاً بقيم الوفاء. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات