تصفية حزب سياسي..!
قرر أمين عام حزب "الأفكار المتجددة" أن يصعّد من احتجاجه على جملة القرارات التي اتخذتها حكومة بلاده ومنها قرارها الأخير بفرض ضريبة على ارتياد أي مرفق من مرافق الدولة الترفيهية، وبالفعل أصدر الحزب بياناً نارياً هاجم فيه الحكومة وحمّلها مسؤولية أي تصعيد غير سلمي قد يحصل احتجاجاً على قرارها، مهدّداً بأن يقوم ممثلو حزبه في البرلمان بطلب حجب الثقة عن الحكومة أو عن وزير ماليتها على الأقل، وعندما تناقلت الصحف ووسائل الإعلام البيان الذي حظي بمانشيتات عريضة، قرر رئيس الحكومة دعوة أعضاء حكومته إلى اجتماع طاريء وقرأ عليهم بيان حزب الأفكار المتجددة، وطلب من وزير المالية إبداء وجهة نظره، وقال الوزير إن الحزب قد أساء فهم الضريبة المفروضة، فهي موجّهة للقادرين على الدفع فقط، أما غير القادرين فلا يلزمهم دخول مثل هذه المرافق، وقال وزير الداخلية: إن أمين عام حزب "الأفكار المتجددة" لا يفهم في السياسة، وأيّده في ذلك وزير التوجيه الوطني والتنمية السياسية لكنه أضاف بأن الصورة لم تكن واضحة وأن سوء الفهم كان بسبب التسرّع، فيما قال وزير البلديات بأن الأمين العام لم يفرّق بين مرفق ترفيهي في العاصمة ومرفق في المدن الأخرى، وأن الضريبة المفروضة ليست سواء، لاعتبارات تفاوت القدرات بين قاطني العاصمة وقاطني المدن والأرياف..!
رئيس الحكومة بدوره طلب من وزير التموين أن يعقد مؤتمراً صحافياً يعلن فيه قائمة السلع الغذائية الاستراتيجية التي تقرر تخفيض الرسوم الضريبية والجمركية عليها، وبالتالي خفض أسعارها للمستهلك، وأن ذلك قد يشفع لحكومته في فرض الضريبة على المرافق الترفيهية، فيما أكّد وزير الصناعة أن التخفيض المنوي إجراؤه سيخدم كبار المستهلكين، وأن المواطن البسيط لن يستفيد كثيراً من هذا القرار، ولكن بإمكانه الاستفادة في حال قام بترشيد استهلاكه إلى أقل حد ممكن، وامتنع عن ارتياد مرافق الترفيه العامة، وهنا اعترض وزير التموين قائلاً: إن جمعيات حماية المستهلك لن تقبل بهذا التحليل، ولن تقتنع بأي تبرير تقدّمه الحكومة لفرض ضريبة على مرافق الترفيه العامة إلاّ في حالة واحدة فقط، هي إعفاء ذوي الدخول المتدنية والمتوسطة من الضريبة وفرضها على الأغنياء والموسرين فقط..!!
رئيس الوزراء الذي هزّ رأسه يمنياً وشمالاً، لم يعجبه كلام الوزير، وقال: منْ سيرتادها إذن، هل الأغنياء بحاجة إلى هذه المرافق، ألا يملكون حدائق في فيللهم وقصورهم..!!
أما وزير الداخلية فقد أعلن أنه سيستدعي أمين عام حزب "الأفكار المتجددة" إلى مكتبه وسيُلقّنه درساً في الوطنية والانتماء، وأنه إذا لم يرتدع فسيلجأ إلى تهديده بفركشة الحزب، وإسقاطه من الداخل، مما لن يمكّنه من الحصول على أي مقعد برلماني في الانتخابات القادمة..!!
وهنا احتجّ وزير التوجيه الوطني على اللغة التهديدية التي استخدمها وزير الداخلية، طالباً من رئيس الحكومة إعطاءه الفرصة لكي يحل المشكلة مع أمين عام الحزب، لكن الرئيس تجاهل طلب الوزير، وأومأ برأسه لوزير الداخلية موافقاً على خطته..!!
وفي صبيحة اليوم التالي، تسرّبت أخبار تقول بأن خلافات واسعة تدور بين أعضاء الحكومة وأن تهديدات حقيقية بإسقاطها بدأت تظهر، فيما لا يزال رئيسها يتبجّح بأنه الأقوى والأحصف والأوفر حظاً في البقاء، وأنه لن يتراجع عن قرار الحكومة بفرض الضريبة المذكورة الذي جاء لإنقاذ مرافق الدولة من الخراب..!!!