الرئيس أوباما وعلاقته بحلوى " الأوريو " !
أمريكا والإبادات الجنسية – 400 سنة من الحروب على الفقراء والمستضعفين في الأرض – هو كتاب بالغ الأهمية ومن الضروري الإطلاع عليه ، مؤلف الكتاب منير العكش ، هو أستاذ الإنسانيات واللغات الحديثة ، ومدير البرنامج العربي في جامعة " سَفُك " ببوسطن ، وهو سوري المولد ، وفلسطيني بالإختيار ، وقد قامت دار الريس للكتب والنشر بترجمة الكتاب إلى العربية وتقديمه للقارىء العربي بهدف توسيع المعرفة والإطلاع .
كتاب من مئتين صفحة ، ولكن مادته الفعلية تحتل نصفها فقط ، أما الباقي فيحتوي على الهوامش والمراجع وبعض الفهارس ، وبغض النظر عن أهمية ما هو وارد فيها من معلومات قيمة فقد احتلت النصف الثاني من الكتاب بهدف دعم وتقوية الموضوع الفعلي الذي يتضمنه النصف الأول ، وهذا لم يأتي من فراغ ، فقد كان مقصودا من مؤلفه الأستاذ العكش الذي أراد لكتابه أن يخرج للقارئ على هيئة مادة بحثية أكاديمية مركزة ، وهذا سبب آخر يعكس الأهمية القصوى لفحوى ومضمون هذا الكتاب .
بالمصادفة يعثر المؤلف على وثائق أمريكية رسمية ترسم بدم بارد خططاً " لقطع دابر نسل ربع نساء العالم القادرات على الحمل " وذلك في ثلاثة عشرة دولة تأتي مصر في مقدمتها ، كما سيكون بينهن 14 مليون ضحية أمريكية أيضا ، وذلك بشهادة مدير مكتب الحكومة الإتحادية للسكان الدكتور " ريمرت رافنهولت " ، وهذه المذبحة التي تستهدف القضاء على نسل الملايين من الفقراء والمستضعفين داخل أمريكا وخارجها ، تبلغ اليوم أوج سعيرها في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما هي صلب ما يبحثه موضوع هذا الكتاب .
إن ما توصل إليه المؤلف من إستنتاجات لفلسفة وتقنيات واساليب هذه المذبحة انما يعكس إستمرار ثقافة الإبادات التي عاشت عليها فكرة أمريكا الممتدة من فكرة " إسرائيل التاريخية " على مدى أكثر من 400 سنة ، ولهذا السبب فقد أنهى المؤلف كتابه هذا بفصل خاص يبين فيه وبشهادات نادرة أن " الهولوكوست الأمريكي هو السحابة التي أمطرت الهولوكوست النازي " كما يقول الفيلسوف الصهيوني ستيفن كاتز .
واضع وثيقة خطة هذه الإبادة هو الدكتور هنري كيسنجر وذلك في عام 1974 وكان في حينها مستشارا للأمن القومي ، ولقد وضعت الوثيقة بتوجيه مباشر من الرئيس جيرالد فورد ، وبتورط من جامعتي واشنطن وجونز هوبكنز ، ولقد قامت الحكومات الأمريكية المتعاقبة منذ رئاسة فورد وحتى اليوم على مواصلة رصد الميزانيات الكافية لتأمين الشروط والوسائل اللازمة لعملية التعقيم هذه التي ستطال خمسمائة وسبعون مليون إمرأة !.
في أميركا يطلق الهنود الحمر الذين تعرضوا لأبشع حرب ابادة على من يخونهم من بني جلدتهم مع المستعمرين البيض اسم " التفاحة " لأنه لم يبق له من هنديته إلا البشرة الحمراء ، أما من الداخل فقد أصبح كالمستعمر الأبيض في سياساته وأخلاقه ، كذلك فإنهم يشبهون " مكتب الشؤون الهندية " الذي أنشاه لهم المستعمرالأبيض ليكون بمثابة سلطة وطنية " بالنمل الأبيض " ، وهو من أخطر ما يواجهه الأميركيون في حياتهم لأنه ينخر قواعد بيوتهم ويعطبها وربما يؤدي بها إلى الانهيار .
من يقوم بدور النمل الأبيض لدى الأميركيين السود يشبهونه بحلوى تسمى " أوريو " ، وهي طبقتان من البسكويت الأسود وبينهما مادة سكرية بيضاء ، ولقد شبه الأمريكيين السود الرئيس الأسود المتأبيض أوباما بهذه الحلوى ، وأطلقوا عليه أيضا اسم " أنكل توم " المأخوذ من رواية " كوخ العم توم " التي صدرت عام 1852 للروائية الأمريكية ستو ، وذلك للدلالة على من يخون بني جنسه من السود عبر أساليب الذل والخنوع والمبالغة في التملق للسيد الأبيض ، فكل وعود أوباما للفقراء وأبناء الطبقة الوسطى تبخرت ساعة دخوله البيت الأبيض ، على غرار كل من سبقه من أصحاب اللسان المشقوق .
لم يغفل المؤلف فلسطين المحتلة التي سيزورها الرئيس أوباما في الشهر المقبل ، فكان لها حصتها التي تليق بها وبقضيتها في هذا الكتاب ، وعليه فلا بد من تذكير كل المراهنين على الزيارة بما قاله أوباما في رحلة سابقة له إبان ولايته الأولى ومن مدينة رام الله وأمام مجموعة من الطلاب الفلسطينيين وبحضور قيادة سلطتها الوطنية ، لقد خطب فيهم قائلا : " إسمعوا جيدا ، إذا كنتم تنتظرون من أمريكا أن تبتعد عن إسرائيل فأنتم واهمون ، واهمون . إن التزامنا ، والتزامي أنا شخصيا بأمن إسرائيل لا يقبل نقاشا " .
يفتخرأوباما وبعد أن أصبح رئيسا بأن اليهود وراء نجاحه ، ولذلك فهو أقرب إليهم من السود ، وهو موافق و يعترف ويعتز بأنه أول رئيس أمريكي يهودي ، وأنه تعلم فن الأخلاق من اليهود ، وبناء
على ذلك فلا شيء سيتغير في زمن العم أوباما ، وأن كل ما يستطيع فعله هو أن يبني للقضية الفلسطينية غرفة غاز يسميها " دولة فلسطين " ، كما نصب سلفه كلينتون للفلسطينيين خازوقا سماه " السلطة الوطنية " ، وكما نصب كارتر قبلهما في جسد العرب سرطانا اسمه " كامب ديفيد " ، من هم الذين سيخرجون للترحيب " بالضيف أوباما " في رام الله هذه المرة ؟ بغض النظر عن الإجابة ، فإنهم لن يكونوا إلا نملاً أبيض أو حلوى أوريو ، وعلى الراغبين في التأكد قراءة الكتاب .