النسور : النواب أناس وطنيون ويعرفون أن القرار المر لا بد من تبريره
المدينة نيوز - رصد : - قال رئيس الوزراء المكلف الدكتور عبدالله النسور ان العلاقات بين الاردن والسعودية وطيدة ومستمرة ولا يمكن ان يحدث ما يفرق بينهما .
من جهة اخرى أكد النسور في مقابلة اجرتها معه " صحيفة عكاظ السعودية " ان الأردن لا يتدخل بالشأن السوري و لا يسمح بمرور المتسللين عبر حدوده إلى سوريا .
وتاليا نص المقابلة :
كيف تنظرون بداية لمستقبل العلاقات بين المملكة والأردن؟
ــ أود التأكيد بداية أنه لا يمكن لأي شخص أن يوتر هذه العلاقة الاستراتيجية لأنها تعود لأزمان قديمة وهي متجذرة وممتارة جدا في جميع المجالات.
? كيف تقيم العلاقة ما بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والملك عبدالله بن الحسين؟.
- يمكننا وصف العلاقة بينهما بأنها حميمية وصادقة وممتازة، فلا شيء يمكنه أن يفرق بين المملكة والأردن. والحمدلله لا يوجد بين البلدين قضايا حدود ولا قضايا تسلل ولا قضايا جدلية، والحدود بين المملكة والأردن هي أنظف الحدود، وبيننا وبين المملكة حوالي 750 كيلومترا مربعا من الحدود التي لم تشهد تهريب سلاح، ولا تهريب مخدرات والحمدلله، ونسعى دائما على تعزيز علاقاتنا مع المملكة في جميع الميادين.
? بعيدا عن الدبلوماسية، هل هناك سوء تفاهم على خلفية الملف السوري؟.
- هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، إن التنسيق بين المملكة وبين الأردن على كافة الأصعدة مستمر، وهو تنسيق معروف وواضح للجميع بما يخدم مصالح البلدين. إن الأردن بالنسبة لسورية كدولة حدودية تختلف واجباتها تجاه سورية عن باقي الأقطار العربية، فالأردن لا يتدخل بالشأن السوري، والأردن لا يسمح بمرور المتسللين عبر حدوده إلى سورية، ولا يسمح بمرور الأسلحة عبر حدوده، ولا يتدخل بالقضية السورية، فالأردن يعتبر أن التدخل في قضايا داخلية هي سابقة خطيرة على المدى البعيد.
صحيح أن قلب الأردن ينزف لما يجري على الأراضي السورية، فالسوريون ليسوا أشقاء بالنسبة لنا بل هم نحن إن صح التعبير، فنحن جزء من سورية، نحن جنوب بلاد الشام.
وبالنسبة للأزمة السورية، فلا تباين، بل إن هناك تنسيقا كبيرا فالمعلن من سياستنا والمبطن هو شيء واحد. موقف السياسة الأردنية من الأزمة السورية هي التي يشهد عليها العالم وأشقاؤنا العرب، والمملكة تقدر مواقفنا وتعلم أن وجودنا على حافة القضية السورية يرتب علينا المسؤولية والحذر. إن معدل اللجوء السوري إلى الأردن بلغ عدد الـ425 ألف نازح، ونحن إمكاناتنا محدودة ووضعنا الاقتصادي صعب جدا.
? إذن ماذا تطلبون من الدول العربية في هذا الإطار؟.
- نتمنى من أشقائنا العرب أن يؤدوا واجبهم كاملا تجاه إخوانهم السوريين وتجاهنا أيضا، فالدول العربية الشقيقة تدرك مدى سوء الوضع الاقتصادي الذي نمر به في هذه المرحلة، وهذا الوضع الصعب دفعنا لرفع أسعار المشتقات النفطية فعمت التظاهرات في البلاد، وهذا أخطر ما يمكن، أضف إلى ذلك البطالة فنسبتها مهولة، كذلك لدينا نقص في المياه، والسوريون الذين لجأوا الينا كبدونا تكلفة 600 مليون دولار، هذا عدا المئتي مليون التي تلقيناها من الخارج كمساعدات وذهبت مباشرة إلى النازحين السوريين على شكل مواد إغاثية وخياما. لكن الأردن دفع 600 مليون دولار من ميزانيته للنازحين السوريين. أضف إلى ذلك أنه حين ينجلي غبار المعركة في سورية ويهدأ الحال ويجوز أن يتغير النظام وربما لن يتغير، فالخشية أن يبقى السوريون في أراضينا، فلن نرى في ذلك الوقت أي وفد دولي يسأل ما هي الأخبار؟ سيتركون اللاجئين السوريين على أرضنا ويتوكلون هم على الله. فنحن لدينا لاجئون عراقيون ولاجئون فلسطينيون واليوم لاجئون سوريون. فما هو قدرنا يا إخواننا العرب؟ حسبنا الله ونعم الوكيل إنه لشيء محزن حقا.
? هل تجاوز الأردن رياح الربيع العربي عبر العملية الانتخابية الأخيرة؟ هل الأردن يتجه إلى الاستقرار؟.
- في الحقيقة، إن من فوائد الربيع العربي أنه قام بتوتير الحكومات العربية كي تتخذ قرارات صائبة. فمن خفت موازينه لم يتخذ مثل هذه القرارات. وأما من ثقلت موازينه اتخذ بعض القرارات. وليس مطلوبا من الدول العربية أن تتخذ قرارات، بل متى تتخذها، فمن تأخر عن أخذها لم تحسب له لأنها انتزعت منه، ومن تنتزع منه القرارات ستؤدي إلى مزيد من الانتزاع حتى تفشل. وهنا لا أقصد الدعاية لبلدي، ولكن الملك هو من قام بعملية الإصلاح لم يجبره عليها أحد، وليس صحيحا أنه عندما رأى العين حمراء بدأ يتجاوب، هذه مقولة غير صحيحة، الملك قام بإصلاحات سياسية وإجرائية وإدارية مفصلية وأهمها وعلى رأسها تعديل الدستور باتجاه المزيد من القوى لمجلس النواب، وباتجاه مزيد من القوة للقضاء، والمزيد من الرقابة على السلطة التنفيذية وتوازن السلطات فيما بعد، وبالإضافة إلى ذلك هناك معلمان مهمان في عملية الإصلاح السياسي، المحكمة الدستورية خارج الحكومة لا بل وخارج القضاء، قضاتها غير مسؤولين بموجب الدستور، لا أحد يسألهم إطلاقا فلا يجدد لهم حتى لا تؤخذ قرارات لإرضاء السلطة، كذلك المحكمة الدستورية عليها حصانة كبيرة، وهي هيئة مستقلة لإجراء الانتخابات ولا تتبع الحكومة، لديها قانون ومقدرات مالية وبشرية ونحن متلزمون بالصمت.
? الإخوان المسلمون قاطعوا الانتخابات ولكن كانت المشاركة الشعبية كبيرة، هل تعتقد أن الإخوان قد خسروا المعركة السياسية؟.
- أولا أنا أكن لهم كل الاحترام وإن كان لي أن أقيم ما فعله الإخوان باتجاه الانتخابات النيابية فقد كان قرارهم خاطئا، فقد اعتقدوا أنهم بمقاطعتهم ستفشل الانتخابات، والواقع أنها لم تفشل مطلقا، اعتقدوا أن المقاطعة ستجعل المواطنين يعزفون ولا يشاركون، وما حصل أن المواطنين شاركوا بنسب أعلى من المستويات العالمية. ربما ظنوا أن الهيئة المستقلة للانتخابات وليدة جديدة ولن تكون قادرة بأن تدير انتخابات بنجاعة وفاعلية فتبين لهم أن الأمر بخلاف ذلك، وظنوا أن المواطنين لن يقبلوا بنتائج الانتخابات ولكن المواطنين وثقوا بأن الانتخابات كانت نزيهة وبالتالي المجلس الجديد ولد وفيه مصداقية وروح كل مجلس نواب في العالم، رئته التي يتنفس بها هي مصداقيته أمام الناس، فلو أتيت بخيرة نواب الأرض ولكن لم يأتوا عبر انتخابات نزيهة ما قنع بهم أحد. النزاهة هي الصورة التي انطبعت في عيون شعبنا.
? هناك شروط كثيرة للكتل النيابية التي ستعيد تكليفكم، لا ضرائب ولا زيادة محروقات، والأردن في أزمة، من أين ستأتي لهم بحلول؟.
- النواب هم أناس وطنيون ومسؤولون ويعرفون أن القرار المر لا بد من تبريره، ولا أعني إملاءه. نحن سنضع على الطاولة أمام النواب المشكلة وبدائل الحل المتاحة ونتفاهم معهم على ما هو أفضل لبلدنا. الواقع أن القرار هو للسلطة التنفيذية ولا يحق للسلطة التشريعية أن تتخذ أي قرار.