يا حرام سمعة النواب وصلت السجادة!!
بالأمس تم نشر الورقة الثالثة لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله وبين جلالته دور كل سلطة وحدد دور مجلس النواب والنواب "أن يكون هدف النائب الحقيقي خدمة الصالح العام. وهذه مسؤولية لا يمكن المساومة عليها. فالجميع يريدون من النواب أن تكون الغاية من أدائهم تحقيق المصلحة العامة في مختلف الظروف والأوقات. أما أولئك الذين يعملون من أجل تحقيق مصالح شخصية أو فئوية، أو لاعتبارات شعبوية، أو أخرى لا تأخذ مصلحة الوطن العليا على المدى البعيد بعين الاعتبار، فإن أفعالهم تمثل خذلاناً لمن انتخبهم وللأردنيين جميعاً. وتعني مثل هذه الأفعال في الواقع أن النائب تخلّى عن مسؤوليته الرئيسة، وهذا يعد شكلا من أشكال الفساد."
وفي المساء نسمع ونشاهد على التلفزيون الأردني جلسة النواب وفيها من الصراخ والبكاء والنواح وما يدمي القلوب والكلام الجارح الكثير والغير مدروس.
فحسبنا أن رئيس الوزراء والوزراء يقومون بجلد النواب أو أن هناك موضوع رواتب النواب وطلب الزيادة أو طلب جوازات سفر دبلوماسية مدى الحياة أو طلب تقاعد للنواب وحسبنا أن رئيس الوزراء لا سمح الله يريد حرمان النواب من هذه الامتيازات التي طالما حاولت المجالس السابقة بتثبيتها واتخاذ القرار الذي يعطي النواب هذه الامتيازات الذين يطمحون للوصول إليها.
ولكن بعد ذلك تم توضيح الصورة وإذا بهذا العراك والصراخ هو بسبب سمعة النواب فكم كانت ردة فعلنا بها نوع من الصدمة على رئيس الوزراء الموقر الذي لا سمح الله كان قد سود سمعة بعض من هؤلاء النواب الذين يعملون دائما للصالح العام ولا يهمهم أي شي سوى مصلحة الوطن والمواطن فقط لا غير فهؤلاء النواب الذين باعوا كل ما يملكون والذين استعملوا جميع ما يملكون لمصلحة الوطن فمنهم من سخر الفضائيات التي يملكها لحملته الانتخابية ومنهم من سخر شركاته وموظفيه لخدمة حملته الانتخابية ,و أوقف المقاولون عطائتهم خدمة لحملتهم الانتخابية وخسروا الكثير من الأموال على أمل تعويضها عند نجاحهم بالانتخابات والوصول لمجلس النواب.
ولا ننسى أنهم كانوا قد وعدوا مرشحيهم بعدم زيادة الأسعار عند نجاحهم وان همهم هو مصلحة الوطن والمواطن , ولكنهم للأسف لم يستطيعوا عمل أي شي عندما وصلت الأمور لمصلحة الوطن وعندما تعلق الأمر بالاقتصاد الصعب الذي نمر به وكان لا بد من اتخاذ قرار صعب لمصلحة الوطن واقتصاد الوطن وهذا القرار لا يتخذ إلا من الرجالات المخلصين لهذا الوطن ولا يستطيع أن يتخذه إلا الأشخاص الذين تهمهم مصلحة الاقتصاد الأردني حتى يحاول أن يتخطى أي انتكاسة قد تعمل على الانهيار الكامل للاقتصاد وقام هذا الرجل بمواجهة النواب بالحقائق التي من شأنها إنقاذ اقتصاد الوطن ,كانت الصدمة الكبيرة لهؤلاء النواب المخلصين للوطن إن هذا القرار سيؤثر على سمعتهم الطاهرة النقية ويخالف ما وعدوا به مرشحيهم ولم ينظروا إلى الصالح العام للوطن إنما كانت نظرتهم إلى سمعتهم هم وليس سمعت الوطن.
وبداءت المزايدات والوطنية في كلاماتهم فالبعض منهم تفوه بكلام لم يكن هو مقتنع به ولكن سمعتهم كانت همهم الأول و الأخير أما سمعة البلد فجاءت بمرتبه متأخرة جدا , والبعض من النواب كان يتكلم عن رفع الأسعار وكأنه يعيش في عالم أخر ولا يعلم أي شي عن الوضع الاقتصادي السيئ الذي يمر به الوطن.
وللأسف كانت أول المساومات لرئيس الوزراء على عدم ترشيحه ليكون هو رئيس الوزراء المقبل علما أن هذا التفكير بعيد كل البعد عن دولة رئيس الوزراء عبدا لله النسور ولو كان يفكر بهذه الطريقة لما تعامل مع ملف رفع الأسعار على الأقل بهذه الفترة.
وكانت المفاجئة من بعض النواب الذين يطالبون رئيس الوزراء بتأجيل الموضوع بعد اختيار رئيس للوزراء أي أنهم موافقون ضمنيا على هذا الرفع ولكن ليس بالوقت الحالي وإنما بعد فترة ويحسبون أن المواطن الأردني لا يعلم أو يعرف أي شي أو كأنه يعيش بعالم أخر, ألا يكفيكم استخفاف بعقل المواطن الأردني لقد أصبح وعي المواطن الأردني هو صمام الأمان للأردن.
وكانت هناك أفكار اخرى على إلغاء قرار رفع الأسعار بالوقت الحالي ,لنفرض جدلا أن القرار قد تم إلغائه فكيف يا نواب الأردن ستعوضون المواطنين الذين استهلكوا هذه المواد التي تم رفع سعرها ودفع المواطن الأردني ثمنها.
أتمنى على رئيس الوزراء الموقر عدم الانصياع لرغبات النواب الذين تهمهم سمعتهم ولا تهمهم الأزمة المالية والاقتصادية التي نمر بها , بعض من هؤلاء النواب ليس لديه نظره مستقبلية لمصلحة الوطن والمواطن , وربنا لا يسود سمعة احد ولا حتى نوابنا المحترمين المخلصين.
كنت أتمنى أن تكون بداية المقال هي عنوان للنواب الذين لا يقرؤن ولا يتابعون ما يكتب على المواقع الالكترونية في الأردن حتى يعلموا ما يجري حولهم وما هو المطلوب منهم ,أكيد السبب هو نقص بأجهزة الحاسوب في مكاتبهم إنهم يشكون من عدم قدرتهم على التواصل مع المجتمع المحلي لضعف الإمكانيات في المجلس وعدم توفر طرق اتصال في مكاتبهم مع الوطن والمواطن.
لذلك نتمنى أن يحسن الله سمعتهم ألعطره ويوفر لهم سبل الاتصال مع المواطن وان يثبتهم على كلمتهم التي قالوها أمام مرشحيهم والوعود التي قطعوها لهم وجعل الأردن واحة اقتصادية مزدهرة كما وعدوا واستخراج ما يوجد بباطن الأرض.