حول تحذيرات نصرالله وتهديدات العامري

تم نشره الثلاثاء 05 آذار / مارس 2013 03:25 صباحاً
حول تحذيرات نصرالله وتهديدات العامري
ياسر الزعاترة

في يوم واحد، حذرنا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من تداعيات سقوط بشار، وكذلك فعل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، فيما أطلق وزير النقل في حكومته تهديدات لتركيا وقطر بسبب دعمهما لثوار سوريا. ولا داعي للتوقف عند تصريحات كثيرة صدرت قبل ذلك لمسؤولين ورجال دين في إيران، وصل الحال بأحدهم (مهدي تائب) حد اعتبار سوريا واحدة من محافظات إيران، فيما ذهب آخر إلى أن الدفاع عن طهران سيكون متعذرا فيما لو سقطت دمشق بيد المعارضة!!

نصر الله ربط بين الفتنة في لبنان وما يجري في سوريا، موضحا أننا نريد سوريا “موحدة ومتماسكة”، ومضيفا “نحن ضد تقسيم سوريا لأنه مشروع إسرائيلي”، لكن نصر الله لم يجد بدا من الاعتراف بوجود عناصره في القرى القريبة من حمص، وساق ذات التبريرات القديمة حول دفاع أهالي تلك القرى عن أنفسهم، فيما تشير تقريرات بلا حصر عن تورط متزايد للحزب في المعركة في ظل تضييق الثوار الخناق حول العاصمة دمشق.

أما المالكي، فقال إنه “إذا ما انتصرت المعارضة (على النظام في سوريا) فستندلع حرب أهلية في لبنان، وتحدث انقسامات في الأردن، وتشتعل حرب طائفية في العراق”. ثم انضم هادي العامري، زعيم منظمة بدر الشهيرة، والذي يشغل منصب وزير النقل في حكومة المالكي؛ انضم للزفة، حين خرج مهددا، وليس محذرا، إذ اعتبر أن “تقديم السلاح علنا للقاعدة من قبل تركيا والدوحة”، هو بمثابة “عمل مسلح ضد العراق، لأن هذا السلاح بالتأكيد سيصل إلى صدور العراقيين”، لكنه تجاهل دعم نظامه المتعدد الأشكال لنظام بشار، كما تجاهل عناصر منظمته الذين “يجاهدون” في سوريا إلى جانب النظام، ويدافعون كما يُقال دائما عن مقام السيدة زينب، وهي مشاركة فضحتها الصحف والوكالات العالمية، حين التقت عناصر تشارك بالفعل في القتال في سوريا في ظل حشد يعتبر أن المعركة في سوريا هي دفاع عن أهل البيت ضد النواصب، ودفاع عن عموم الشيعة ووجودهم في المنطقة، في خطاب طائفي مقيت يتجاهل أن أهل سوريا لم يخرجوا من أجل مشروع مذهبي، بل من أجل الحرية والتعددية. ولعلنا نذكر هنا بأن لمنظمة بدر سجلها في ممارسة العنف ضد نظام صدام حسين لأنه “استبداد سنّي”، بينما لا يرى زعيمها بأسا في حكم بشار العلوي لغالبية سنية (دعك هنا من النسب، بين سنة يشكلون نصف السكان، إذا أضفنا الأكراد، وبين علويين لا تزيد نسبتهم عن 10 في المئة من السكان).

نحن إذا أمام سيل من المواقف المنضوية تحت اللواء الإيراني، والتي تصب في مصلحة نظام بشار، ليس على المستوى العسكري والمالي فقط، بل على المستوى السياسي أيضا.

هل أصبح نظام بشار هو الضامن لأمن المنطقة برمتها، وهل حقا سيؤدي سقوطه إلى كل تلك الحروب التي تحدث عنها المالكي. وأية انقسامات تلك التي ستحدث في الأردن بعد سقوط بشار (نفهم طبعا ويفهم الكثيرون ما يرمي إليه المالكي)؟!

من هو الذي يستثير الأحقاد المذهبية؛ هل هو الشعب الذي خرج يطلب حريته مثل كثير من الشعوب العربية التي سبقته على هذا الطريق، أم أولئك الذين وقفوا إلى جانب طاغية يقتل شعبه ويدمر بلده من أجل البقاء في السلطة؟! لقد بات هذا الخطاب مقيتا إلى درجة لا تطاق، ومن الطبيعي أن يغدو نصر الله والمالكي، ومن ورائه الأسياد في إيران من ألد الأعداء في وعي الغالبية الساحقة من الأمة.

ثم لماذا يغدو بشار هو الضامن لوحدة سوريا بحسب خطاب نصر الله؟ ألا يعني ذلك تلويحا بالدويلة العلوية التي لم تغادر العقل الإيراني إلى الآن، وتبعا لها التقسيم بعد أن ترك النظام للأكراد مناطقهم من أجل أن يستقلوا بها في حال ذهب نحو الساحل لتطبيق السيناريو المشار إليه؟! والخلاصة أن التقسيم هو مشروع إيراني أكثر منه مشروع إسرائيلي.

إذا اعتقد نصر الله و غيره وسادتهم في إيران أنهم بهذا الخطاب يخوفون الأمة فهم واهمون، فالمعركة في سوريا لن تتوقف قبل سقوط النظام، وبعد سقوطه لن تكون هناك حروب مذهبية، بل تصحيح طبيعي لمشهد سياسي مشوه في العراق وفي لبنان، ومن وراء ذلك كله تحجيم لمشروع إيران الذي استخف بالأمة كلها.

فليقدموا لبشار ما يشاؤون من دعم وإسناد، وليقفوا في مواجهة غالبية الأمة كما يريدون، لكن ذلك كله لن يحول دون سقوط نظامه ، وإذا اعتقدوا أنهم سيذلون غالبية الأمة، فهم واهمون كل الوهم، والأيام بيننا. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات