الملك يؤكد أهمية تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين القطاعين الخاص الأردني والتركي
المدينة نيوز- أكد جلالة الملك عبدالله الثاني الأربعاء أهمية تعزيز علاقات الشراكة بين القطاعين الخاص الأردني والتركي، بما يسهم في تعزيز التعاون بينهما، وإقامة مشاريع مشتركة تعود بالفائدة على الشعبين الشقيقين من حيث توفير فرص العمل، وزيادة حجم التبادل التجاري.
وقال جلالته، خلال حضوره جانبا من لقاء مجتمع الأعمال الأردني التركي، الذي نظمه إتحاد غرف التجارة وتبادل السلع في تركيا، والتي انطلقت أعماله يوم أمس على هامش زيارة جلالة الملك الرسمية إلى أنقرة، إن هذا اللقاء يعد فرصة لتعميق وتطوير علاقات التعاون في وقت يحتاج بلدانا فيه إلى تعزيز مثل هذه العلاقات.
وأضاف جلالته أنه وبالرغم من التحديات التي تشهدها المنطقة إلا أن الفرص متوفرة أيضا من خلال تعزيز الشراكات بين دول الشرق الأوسط، لافتا إلى أن الأردن يشكل من خلال موقعه الاستراتيجي بوابة للمستثمرين للوصول إلى أسواق عديدة.
وأشار جلالة الملك إلى الميزات الاستثمارية التي تتمتع بها المملكة، مبينا أن الأردن ملتزم بالعمل مع تركيا لتقوية أواصر التعاون الاقتصادي، والتبادل التجاري، وتشجيع السياحة البينية.
وقال جلالته إن اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن وتركيا وفرت فرصا كبيرة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية، وساهمت في رفع حجم التبادل التجاري بينهما، "وبالرغم من أن الربيع العربي أثر اقتصاديا على دول المنطقة إلا أنه وفر فرصة للعمل مجددا بين هذه الدول لاستكشاف سبل تطوير أواصر التعاون في المجالات الاقتصادية".
ودعا جلالة الملك خلال اللقاء مجتمع الأعمال التركي لاستكشاف فرص زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات التجارة، وتكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والسياحة، والتصنيع، والطاقة، والمياه، والنقل.
وقال جلالته إن الأردن بموقعه في قلب منطقة الشرق الأوسط، يشكل بوابة للخليج العربي، والأسواق الأميركية، "ويستطيع المستثمرون الأتراك اغتنام اتفاقات التجارة الحرة التي يتمتع به الأردن مع دول العالم للوصول إلى أسواق جديدة، والتي يقدر عدد المستهلكين فيها بمليار مستهلك".
وعبر جلالة الملك عن تطلعه بأن تشهد الفترة المقبلة بدء مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي، والشراكة التجارية المميزة بين الأردن وتركيا، بما يخدم تطلعات البلدين الاقتصادية، والتجارية، والاستثمارية.
من جهته، عبر رئيس إتحاد غرف التجارة وتبادل السلع في تركيا، رفعت هيسار أوغلو خلال اللقاء، عن شكره لجلالة الملك عبدالله الثاني على دعمه للقاء مجتمع الأعمال التركي الأردني، والذي ضم عددا من رجال الأعمال الأردنيين، وكفاءات أردنية في القطاع الخاص تمتلك باعا طويلا في مجالات الاستثمار، والصناعة، والتجارة.
وقال إن الأردن يعد أحد أهم الدول الإستراتيجية في الشرق الأوسط بالنسبة لتركيا، بسبب موقعه الفريد، مشيدا بالإصلاحات التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في المجالات السياسية والاقتصادية، والتي ستلعب دورا مهما في جلب المزيد من المستثمرين إلى الأردن، وتوفير فرص عمل جديدة للأردنيين.
وبين هيسار أن الأردن باستقراره، وبيئته الاستثمارية، وبإصلاحاته يعد نموذجا في المنطقة، مما يسهم في كسب ثقة المستثمرين الأتراك.
وعبر عن تطلع اتحاد الغرف التجارية التركية، من خلال لقاء مجتمع الإعمال، الخروج بآليات لتطوير التعاون بشكل مؤسسي أكبر بين القطاعين العام والخاص في البلدين، مبينا أن هناك عددا كبيرا من المشاريع الريادية التي يمكن العمل عليها سويا.
وأشار هيسار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي900 مليون دولار بفضل اتفاقية التجارة الحرة بينهما عام2009، "ونأمل أن يرتفع هذا الرقم الى ملياري دولار خلال السنوات المقبلة".
وقال في هذا الصدد ان هذا هو عصر التعاون الإقليمي للوصول إلى أسواق جديدة، ومن شأنه أن يصب في مصلحة الأردن وتركيا معا.
وعبر عن تطلع تركيا لزيادة استثماراتها في الأردن، وإقامة مصانع في العديد من المجالات، بما يوفر فرص العمل للأردنيين، ويعود بالفائدة المشتركة على الشعبين، مشيرا إلى أن هناك22 استثمارا تركيا ناجحا في الأردن، وفرت حوالي3700 فرصة عمل حتى الآن.
وطلب هيسار دعم الأردن في مساعي تركيا لاستضافة معرض اكسبوا الدولي2020 في منطقة أزمير التركية، حيث يعد اكسبوا الذي يقام كل خمس سنوات، فرصة لتعزيز العلاقات الدولية، والتنوع الثقافي، وتقدير الإبداعات التكنولوجية.
وقال إن العالم يتغير، وسيكون اليوم مختلفا عما كان عليه سابقا، وهذا يتطلب من الجميع أن يكون لديه القدرة على التغيير، والنهوض بالمجتمعات سياسيا واقتصاديا، واستثماريا.
وعرض رئيس اتحاد الغرف التجربة الاقتصادية التركية، التي اعتمدت على تطوير القطاع الخاص في حال غياب المصادر الطبيعية، بحيث يكون المولد لفرص العمل، وعليه فقد فتحت تركيا الأبواب للقطاع الخاص المحلي والعالمي للاستثمار فيها.
وقال إن القطاع الخاص وفي ظل أجواء الأمن والاستقرار يمكنه توفير فرص العمل بما ينعكس ايجابيا على الدول الحاضنة، وإلى جانب هذين الميزتين يجب أن يكون هناك ثقة بأجواء الاستثمار، ما يفتح الطريق أمام التطوير الاقتصادي في أي بلد، مشيرا إلى أن تركيا تعتبر قصة نجاح اقتصادية على مستوى العالم.
من جهته، عرض رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين، حمدي الطباع خلال اللقاء المزايا الاستثمارية التي يوفرها الأردن للمستثمرين، والتي تمنحهم المزيد من سهولة الإجراءات وتبسيطها.
وقال إن مجتمع الأعمال التركي ينظر بكل تقدير واحترام للأردن كدولة مستقرة وآمنة، مشيرا إلى العديد من الاستثمارات التركية في الأردن، وأهمها مشروع الديسي الذي تنفذه سبع شركات تركية.
وبين الطباع أن رجال الأعمال الأردنيين، ونظراءهم الأتراك، تباحثوا في لقاء مجتمع الأعمال في أهمية الاستفادة من التجربة التركية في الجامعات، والصناعات، وتبادل الخبرات في المجالات الاقتصادية.
وفيما يتصل بتجربة الجامعات، قال إن هناك نهجا جديدا للجامعات التركية بحيث تكون متصلة بالمجتمع المحلي، ويكون جزءا من مناهج تدريسها وفق برنامج دراسي ميداني عملي تقوم به شركات متخصصة بالشراكة مع الجامعات، مشيرا الى أنه تم الطلب من الجانب التركي الاستفادة من هذه التجربة، والتي تتطلب من الحكومة الأردنية حال تطبيقها أن تعيد النظر بنظام الجامعات بحيث تخرج أفواجا يحملون المهن المطلوبة لسوق العمل الأردني والإقليمي.
وأضاف أن رجال الأعمال في البلدين تدارسوا إقامة مشروع مشترك لإنتاج الأسمدة للسوق التركي، فيما طلب الأردن من الجانب التركي إعطاء الأفضلية للأدوية الأردنية في التسجيل والصناعة، وإعطاء الفرصة لتسويق منتجات البحر الميت في المطارات التركية، ودعوتهم للاستثمار في قطاع الملابس، والاستفادة من ارتباط الأردن باتفاقية التجارة الحرة مع أميركا.
وفيما يتعلق بالقطاع السياحي، قال الطباع إن الطيران التركي أعلن القيام بثلاث رحلات أسبوعية مباشرة من تركيا الى العقبة في مسعى لزيادة أعداد السياح الأتراك إلى الأردن.
وبين أن الجانب التركي طالب بإنشاء منطقة حرة خاصة بالمنتجات التركية في الأردن، تسهم في تسويق الصادرات التركية عبر المملكة الى دول الخليج وإفريقيا.
وتحدث خلال اللقاء عدد من رجال الإعمال الأتراك والأردنيين وركزوا على أهمية تعزيز وسائل النقل بين الأردن وتركيا، وتأمين انسياب أقوى للبضائع، وتعزيز برامج الترويج السياحي بين البلدين.
وقالوا إن هناك أهمية أن يعمل البلدان على تذليل جميع العقبات التي تقف بوجه تعزيز التطور الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وحضر اللقاء، رئيس مجلس النواب المهندس سعد هايل السرور، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفير الأردني في أنقرة أمجد العضايلة.
ويهدف مجتمع الأعمال الأردني التركي، الذي تأسس عام1996 إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الأردن وتركيا، وجلب مزيد من الاستثمارات للبلدين.
(بترا)