"يلعن أبو هظاك اليوم"

"يلعن أبو هظاك اليوم اللّي قلنا فيه حكومة برلمانية"... تلك ستكون واحدة من الخلاصات التي ستخرج بها الأوساط الشعبية وهي تراقب المشهد السياسي الداخلي الجاري حالياً.
سيبرز مَن لا يوافق على هذه الشتيمة السياسية، لكي يقول -كما جرت العادة في مثل هذه المواقف- أن العيب ليس في الفكرة بل في منفذيها. هذا صحيح ولكنه غير مفيد في حالتنا إلا شكلياً فقط، لأن الثابت، في المرحلة الحالية على الأقل، هو "المنفذون" وليس الفكرة، أي فكرة الحكومة البرلمانية، التي من الواضح أن طارحيها ومناقشيها ومنفذيها وباقي أطرافها جميعاً، حولوها الى فكرة مرنة وليّنة ومركوبة وحمّالة للكثير من الوجوه، وقابلة للطي واللي والعجن واللف والدوران والتدوير، ومع ذلك فشلوا في دفعها لنهايتها.
مخرجات العملية الانتخابية، "خرجت ولم تعد" وربما "لن تعود"، او هي غير قابلة للعودة.
إن مواصفات العملية الانتخابية من حيث قانونها وأنظمتها وظروف إجرائها وسيرة العشرين عاماً التي تثقل كاهلها وخاصة لجهة تراجع مكانة النيابة في الثقافة السياسية الأردنية... الى آخره، كل ذلك جعلنا وجهاً لوجه أمام هذه "المخرجات"، وهي التي يتضح يوماً بعد يوم أنها غير قادرة على حمل وإنجاز فكرة الحكومة البرلمانية، مهما بلغت الجهود المبذولة لإبداع صيغة أردنية لها.
لا يمكن اعتبار صياح النواب و"تعصيباتهم" ضد بعضهم وضد الحكومة ومشاجراتهم و"مجاحراتهم"، صراعاً سياسياً. إن المشهد كله لا يمكن قراءته بأدوات السياسة، إنه مشهد "دون سياسي" بامتياز.
"سقا الله أيام تغوّل السلطة التنفيذية"... يُخشى أن الأوساط الشعبية ستضيف هذه الأمنية الى الشتيمة الواردة في مطلع المقال. ( العرب اليوم )