الفقراء وحكومتنا الرشيدة
القاسم المشترك بين حكوماتنا الرشيدة المتعاقبة هو رفع الاسعار الذي لن يمس ذوي الدخل المحدود بالعربي الفصحى ( الفقراء ) وبالعامية ( المسخمين الطفرانين ) وظلت هذه المقولة تتكرر عند كل رئيس وزراء ولم يعي الشعب معناها ففسرها لنا معالي وزير الطاقة بقوله بان رفع اسعار المحروقات لن يؤثر على الفقراء في هذه الاشهر الربيعية لكونه لايحتاج للمحروقات لان الجو جميل وشاعري حسب قول كاظم الساهر وقبلها اصدرت وزارة الصناعة والتجارة وعلى لسان وزيرها بان الحكومة لن ترفع سعر الخبز ففقرائنا في احسن حال والحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه فلم كل هذا الحقد على حكومتنا ، فالفقير لايحتاج الا للخبز الحاف وفضل وكرم الحكومة علينا كان بدعم كل فرد بسبعين دينارا سنويا بدل محروقات علما انه لايستعملها فسيوفرها ضمانا لمستقبل اولاده و اذا اشتهى ليغمس الخبز الحاف بشيء فيستطيع ان يشتري صحنا من الحمص او الفول مع عدد من حبات الفلافل الساخنة حتى لو زاد سعرها كما نشرت بعض المواقع حول نية المطاعم الشعبية برفع اسعار وجباتها فلن يتأثر الفقير باعتباره من السبعين دينارا الحكومية فتخيل اخي القارئ كرم حكومتنا الغالية على قلوبنا الذي زاد عن كرم حاتم الطائي ، والله يبدو ان فقراءنا طماعون لدرجة الجشع بقولهم نحتاج لركوب السرفيس لشراء بعض الاشياء اليس ذلك ترفا لا داعي له فطالما انك ضمن زمرة الفقراء لماذا لاتبقى في بيتك ؟؟؟؟؟ ولماذا لاتترك الشوارع فارغة ليتنزه بها احباؤنا الاغنياء بدلا من مزاحمتهم ومشاركتهم الهواء النقي في شوارع ومتنزهات ومولات عمان عاصمتنا الحبيبة .
يبدو ان معالي وزراؤنا يستغبوننا الى حد الاستخفاف بعقولنا بطريقة اقل مايقال لهم ( عيب ) فانتم من هذا الشعب وان كتب علينا ان نكون الفقراء وانتم الاغنياء فهذا فخر لنا لان اغلب اهل الجنة من الفقراء ونحن ننام قريرو العينين على وسادة اذا وجدناها وانتم تنامون بعين واحدة على اجمل وانعم فراش اذا استطعتم النوم فالاموال شغلتكم ودعاء الناس عليكم لاينقطع وليس بينه وبين الله حجاب .
رحم الله عمر بن الخطاب عندما قال لو عثرت دابة في ارض العراق فسيسأل عمر عنها ولأجل ذلك يذكر دائما بالقوة والعدل حتى لقب بالفاروق وبشر بالجنة فتخيلوا الفرق بينه وبين حكوماتنا المتعاقبة كيف يفتخرون بظلم الناس والاستخفاف بهم ويخرجون علينا بتصريحات ضالة ظالمة وليتهم سكتوا بدلا من قول يفضحهم لاجل ذلك اختاروا اي كان لرئاسة الوزراء فلن يعنينا ذلك شيئا طالما اننا لانعني لكم شيئا ولسنا في حساباتكم وتمنون علينا الخبز الحاف وتستكثرون ركوبنا السرفيس او الباص وليبقى الديزل والبنزين لكم لعلكم تحتاجونه يوم الحساب امام ذي العرش المجيد .