ام كلثوم ... عبد الحليم حافظ ... فيروز ... كانوا سلفيين
احسنت دولة الكويت صنعا قبل عدة سنوات عندما ارسلت للاردن ثلة من مفكريها و من الدعاة الافاضل و منهم الشيخ الدكتور محمد العوضي بمناسبة انعقاد الاسبوع الثقافي الكويتي في الاردن احتفالا بالعيد الوطني لدولة الكويت .
و ما تتطرق اليه مقالتنا اليوم هو لقائنا بالدكتور الشيخ محمد العوضي الداعية الاسلامي المعروف في لقاء جمعنا و اياه على العشاء اقامه احد شيوخ منطقة الهاشمية على شرفه , بعدما القى الدكتور محاضرة شيقة كانت من ضمن برنامج الحفل اقيمت في منطقة الهاشمية من محافظة الزرقاء , حضرها اكثر من الفي شخص , و لحسن الحظ كانت شركة المروى " شركتي " من احد رعاة الحفل .
و لهذا كنت من بين المدعوين العشرة لهذا العشاء الذي اقيم خصيصا على شرف الدكتور الشيخ محمد العوضي في منطقة الهاشمية .
كان لقائنا بالدكتور لقاءً شيقاً تبادلنا فيه وجهات النظر و تبادلنا القصص و العبر, اذكر منها ما حدثنا به عن حادثة غريبة حصلت معه في الكويت , و هي موضوع مقالتي اليوم التي اكتب عنها .
حدثنا الدكتور قائلا انه و في احد الايام و بينما كان مع اصدقاء له جالسين داخل احد المطاعم في الكويت و كان في نفس المطعم صحفي كويتي معروف و متميز بتحقيقاته الاستقصائية يجلس في مكان اخر , و ان هذا الصحفي لمح وجود كل من الدكتور محمد العوضي و الفنان المصري الشاب عمرو دياب في نفس المطعم و اذ بهذا الصحفي يستأذن الدكتور و الفنان للجلوس معا على طاولة واحدة و تبادل النقاش لمعرفة رأي الفريقين في مواضيع متعددة .
يقول الشيخ الدكتور محمد العوضي انه خرج في نهاية الجلسة مع الفنان الشاب عمرو دياب بإنطباع مفاده ان ام كلثوم و عبد الحليم حافظ و فيروز و غيرهم من المطربين ممن كان يعتقد ان الاستماع اليهم يعتبر خارج المفهوم الديني يعتبرون سلفيين امام جيل بعض المطربين في هذا العصر لما يمثلونه من هبوط و اضمحلال في رسالة الفن .
بعد ذلك بادرت الدكتور مازحاً و متسائلا .... و هل يا شيخ كنا نؤجر على الاستماع لام كلثوم و عبد الحلبم حافظ و فيروز ما دام اتضح انهم سلفيون مقارنة بجيل اليوم من المطربين ؟؟؟
في الحقيقة ان رأي الدكتور اعجبني , و اعجبني انتقاده ايضا و هذا ما دفعني للكتابة هذا اليوم حول هذا الموضوع .
و في اعتقادي ان المثل القائل " لن تعرف خيري حتى تجرب خيري " لمثال حي و شاهد على مثل هذه الواقعة و الحدث ... فبالفعل فان كل جيل يختلف عن جيل بثقافته و سلوكه و ما كنا نعتبره خارج المفهوم الديني يوما ما ,,, يتضح لنا اليوم انهم ارحم بكثير مما نشاهده اليوم .
فلقد عاصرت الكثير من السياسين و من الحكام الذين كنا نعتقد بخيانتهم و عمالتهم في ذلك الوقت و بعد ان رأينا تصرفات اكثر سوءا من بعض حكامنا الحاليين اصبحنا نترحم على الحكام السابقين و على ايامهم و بتنا نعتبر السابقين كالشهداء اذا ما قارناهم باللاحقين من الحكام .