مزيد من العزلة لنظام بشار

تم نشره السبت 09 آذار / مارس 2013 01:04 صباحاً
مزيد من العزلة لنظام بشار
ياسر الزعاترة

بوسع نظام بشار وشبيحته في الداخل والخارج أن يشنوا حملة عرمرية ضد الجامعة العربية، ويحولوها إلى “عبرية” بعد قرارها منح الائتلاف الوطني مقعد سوريا في الجامعة العربية، فقد فعلوا ذلك من قبل، وبوسعهم أن يتهموها بالتبعية للصهاينة أيضا، لكن كل بلاغتهم الإعلامية لن يكون بوسعها التغطية على دلالات القرار المهم الذي تم اتخاذه يوم الأربعاء، لاسيما أنه جاء معطوفا على تشريع عميلة الدعم العسكري للثوار، حيث قال بيان وزراء الخارجية العرب إن من “حق كل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر”.

لعل اغرب ما رد به مندوب العراق (هوشيار زيباري) هو قوله إن من الممكن منح مقعد مصر في الجامعة العربية لجبهة الإنقاذ؛ في مقارنة غير منطقية بين نظام جاء بإرادة شعبية، وبين نظام جاء بعملية توريث أهانت شعبا بأكمله، بينما هو يتورط في قتل شعبه الذي خرج إلى الشوارع يطالب بالحرية والتعددية.

والحال أن القرار العربي ما كان له أن يمضي في هذا الاتجاه لولا شعور الدول العربية بأن الوضع يمضي في اتجاه تغيير النظام، أكان بسبب التطورات العسكرية على الأرض، أم بسبب ملامح التغير في المزاج الدولي، والذي يتحرك أيضا على إيقاع التقدم العسكري للثوار.

بعد تحرير محافظة الرقة، والضغط المتواصل على مدينة دمشق واقتراب معركة الحسم، بل انطلاقها عمليا، صار بوسع الجميع أن يروا بأم أعينهم ملامح سقوط النظام، بصرف النظر عن حديث الحل السياسي الذي لا تتوفر ملامح على إمكانيته في ظل رفض النظام وحلفائه الروس والإيرانيين لفكرة رحيل بشار الأسد.

صحيح أن الحوار بين واشنطن وموسكو لا يزال مستمرا من أجل التوصل إلى حل سياسي، لكن أحدا لن يكون بمقدوره أن يفرض على الشعب السوري ما لا يريد، كما أن الثوار لن يقبلوا بأية تسوية تبقي بشار في السلطة، الأمر الذي ينطبق على القوى الداعمة للثورة، والتي لن نتقبل أمرا كهذا لأنها تدرك طبيعة النظام الذي يجعل أي تغيير لا يشمل رأسه بلا قيمة، مهما قيل عن التعددية التالية.

لم يعد بوسع أحد أن يقدم رؤية حول قدرة النظام على البقاء، فالجميع اليوم ينام ويصحو على مخاوف سقوط النظام، وحين يستنفر الكيان الصهيوني كل أدواته وتحالفاته من أجل السيطرة على الأسلحة الكيماوية، فهو لا يفعل ذلك إلا لأن تقاريره تؤكد أن سقوط النظام لا يعدو أن يكون مسألة وقت، بل ربما كان الوقت قريبا، مع أنه حسم التوقيت يبدو صعبا إلى حد ما.

الأمر ذاته ينطبق على الغرب الذي أخذ يبدي تسامحا مضطردا فيما يتصل بتسليح الثوار، مع أن القوى الداعمة للثورة لم تعد تتردد كثيرا في التمرد على شروط التسليح عبر تهريب بعض السلاح النوعي للثوار، وإن بشكل محدود.

من هنا يأخذ قرار الجامعة العربية أهميته القصوى، إذ يعكس المزاج السائد في الأوساط العربية والإقليمية بأن سقوط النظام قد أخذ يقترب شيئا فشيئا، وإذا قيل إن النظام لا يزال قويا وإنه لن يتأثر بالقرار، فإن مثل الكلام لا يبدو مقنعا كما يعكس ذلك الوضع على الأرض، فضلا عن حقيقة أن مسألة صموده تظل برسم التساؤل بعد نزع شرعيته، الأمر الذي قد يؤدي لانهياره بأسرع مما يتوقع كثيرون.

في أي حال، فإن قرار الجامعة العربي يُعد بالغ الأهمية، إذ يعكس حسم الموقف العربي من القرار الذي لم تعترض عليه سوى ثلاثة دول (لولا تبنيه من طرف مصر لكان تمريره صعبا)، اثنتان منهما تتبعان الموقف الإيراني، فيما تأخذ الثالثة (الجزائر) موقفا غريبا يعكس مخاوفها الداخلية أكثر من أي شيء آخر. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات