تشافيز رئيس دولة من طراز رفيع

تم نشره السبت 09 آذار / مارس 2013 01:10 صباحاً
تشافيز رئيس دولة من طراز رفيع
د. رحيّل غرايبة

الرئيس الفنزويلي الراحل "تشافيز" يستحق الإعجاب والاحترام ، فقد استطاع ان يقود بلاده الغنية بالنفط، التي تحوي اكبر احتياطات النفط على مستوى العالم الى الحرية السياسية والاستقلال الاقتصادي، واستطاع ان يخط مسارا سياسيا واقتصاديا ناجحا يعود بالمصلحة الحقيقية على شعب فنزويلا واستطاع ان يحرر قطاع النفط من هيمنة الشركات الاجنبية ومافيات النفط العالمية ، لمصلحة الطبقات الفقيرة والوسطى بعيدا عن سطوة الهيمنة الاميركية المفروضة على دول امريكا اللاتينية.

الرئيس الفنزويلي ،استطاع الى جانب زعماء اخرين في امريكا الجنوبية ان يقودوا عملية نهوض سياسي واقتصادي ناجحة وموفقة على مستوى القارة ، ورسموا معالم تجربة جديدة تستحق الاعجاب اولا ، وتستحق الدراسة واخذ العبرة ثانيا ، كما حدث في البرازيل وبوليفيا وغيرها ، واستطاعت البرازيل ان تحتل المرتبة الاولى عالمياً في نجاح الخط التنموي الذاتي بعد أن كانت الدولة الاولى في معدلات الدين والعجز وارتفاع مستويات الفقر والبطالة على مستوى العالم.

الرئيس الفنزويلي كما البرازيلي يستحقان الاعجاب، لانهما استطاعا ان يجمعا بين خطاب التحرر والاستقلال السياسي والاقتصادي من جانب، وبين النجاح الفعلي في احداث التنمية ومحاربة الفقر والبطالة وايجاد اقتصاد ذاتي قوي متميز بجهد شعبي مشترك من جانب آخر، وفي الوقت نفسه حظيا بفوز شعبي عن طريق صناديق الاقتراع، بعيداً عن القهر والتسلط ومصادرة إرادة شعبيهما .

هناك من يمدح تشافيز لانه كان على علاقة جيدة مع القذافي وبشار الاسد وبعض من اوهموا العالم انهم ضد الهيمنة الاستعمارية الامريكية والغربية فقط ، ولكن شتان شتان بين الثرى والثريا، لان تشافيز لم يعش على التناقض بين خطاب الممانعة والمقاومة ، وبين ان يكون زعيما وطنيا منتخبا ناجحا يحقق الاستقلال السياسي والاقتصادي لشعبه ودولته دون ان يكون تابعا ذليلا لدولة من الدول الكبرى .

لقد حاول زعماء دول امريكا اللاتينية ان يمدوا ايديهم نحو الزعماء العرب، وعمدوا الى انشاء قمة عربية – لاتينية ، من اجل انشاء منظومة جديدة من علاقات الشعوب المستقلة عن دول الاستكبار والهيمنة الغربية والشرقية على حد سواء، ولكن خذلهم زعماء الدول العربية ولم يستطيعوا إنجاح هذه التجربة الجديدة، لأن تشافيز لم يكن يعلم أن الزعماء العرب قوّالون وليسوا فعّالين، وأن الممانعة والمقاومة عبارة عن شعار خادع ومضلل للتغطية على ممارسة الاستبداد والفساد، وإهدار كرامة شعوبهم وسلبهم قوت عيالهم.

نحن باختصار نريد زعماء وطنيين يقودون الشعوب العربية إلى الحرية السياسية والاستقلال الاقتصادي بطريقة ديموقراطية حقيقية، تجمع بين نزاهة الصندوق واحترام كرامة الشعب من جهة وبين التحرر من هيمنة دول الاستعمار الغربية والشرقية على حد سواء، وإقامة منظومة علاقات متكافئة مع الشعوب الحرة والدول الديمقراطية على طريقة تبادل المصالح بلا تبعية أو ارتهان.

يجب التوقف فوراً عن المسار السياسي والخطاب الذي يضع الشعوب بين خيارين فقط الاستبداد والقمع والحكم البوليسي البطاش من جهة أو العمالة للأمريكان والغرب والعمالة للأجنبي من جهة أخرى!! فهذا مسار ظالم وقبيح وقميء وخادع ومضلل في الوقت نفسه، فنحن نريد الحرية والاستقلال والديمقراطية والتحرر من التبعية للأجنبي في وقت واحد، ولا يجوز ممارسة خطاب مقاومة الصهيونية تحت ستار إبادة الشعوب وتحطيم إرادتها وحكمها بالحديد والنار والعسكر والسجون والزنازين والإبادة الجماعية!!! لأن الذي يحارب شعبه لن يستطيع محاربة عدوه فضلاً على أن يكون مستبداً فاسداً فاقداً للشرعية. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات