العثور على رجل شريف

تم نشره الثلاثاء 12 آذار / مارس 2013 12:02 صباحاً
العثور على رجل شريف
هادي جلو مرعي

في بلد يعج بالفساد وسوء الإدارة، وعدم توفر قدرات توقف الذين يستغلون سلطاتهم عند حدود الإلتزام بمعايير أخلاقية وقانونية ومهنية ،وفي ظروف كالتي أتاحت للبعض أن يعمل بطريقة لاترقى الى مستوى الحرفية ،ولايبدو واضحا ماإذا كان هذا البعض مع أو ضد القانون ،وهل يمارس الفساد ،أم هو متستر عليه ،أم جزء منه، يكون صعبا الحكم على المرحلة الحالية إنها يمكن أن تكون مرحلة إحداث التغيير، ومعالجة الأخطاء ،وكشف الفساد ،وتقديم المنتفعين منه والدافعين له والساعين إليه الى محاكمات عادلة تنصف الضحايا ،وتحمي المال العام من الإستغلال ،وتمنع القوى المتنفذة من حماية الذين يفسدون، ثم يتبجحون بأنهم في الخط الأول من المواجهة مع المستغلين والنفعيين وأعداء التغيير والمتربصين به وبأهله والعاملين على تخريب نتائجه التي وجد منها الشعب متنفسا ومساحة يمكن أن تكون مكانا لإقامة شئ نافع للأجيال القادمة ولإنصاف طبقات حرمت من حقها في ثروة بلد يفترض إنها تنتمي إليه.

بصراحة متناهية صرت أكثر قلقا من أي وقت مضى، وأخذت أتذكر بخوف المرحلة التي ظهر فيها مايطلق عليهم وصف ( العيارين ) فيها ،وهم قوم فقدت الدولة السيطرة عليهم في شؤون عدة ماأثار خوف العامة وإستيائهم ودفع المسؤولين لإتخاذ إجراءات رادعة لوقفهم ،وكان ذلك في عصور غابرة تكاد أن تعود الآن وبصورة أكثر قتامة وقلقا من خلال سلوك سياسيين إتخذوا من وسائل الإعلام منبرا للتشهير بسواهم ،ودفع وسائل إعلام لتكون محرضة ،وليست ناقلة للخبر والرأي والرأي الآخر ،والكل يمجد فعل مواجهة وكشف الفساد ويرمي باللائمة على المنافسين الآخرين بالمشاركة فيه والتستر على ممارسيه والمقربين منهم في لعبة مفضوحة تحت شعار ( متبايعين العيارة) ، فلايعود المواطن قادرا على التمييز، وهو يشاهد ويسمع الصراخ من خلال تلك الوسائل دون سواها ،خاصة تلك التي تضحك على جميع الأطراف وتدفعهم للتناحر والتنابز والتنابذ لغايات لايفهمها إلا العاملون بنظام الطابور الخامس، وأصحاب الأهداف بعيدة المدى معتمدين على جهل بعض السياسيين، ومراهقة بعضهم، وحماس جماعة منهم ،وصفاقة آخرين ،وشعور النقص والدونية عند سواهم مايدفعهم لسلوك يؤدي الى تدميرهم هم ذاتهم فيما بعد دون أن يشعروا عندما يعملون على تهيئة عوامل وظروف مواتية لمن يريد هتك الدولة القائمة وإماتة الحلم الذي سقط بسببه الملايين، وتحمل الشعب فاتورته الباهظة بدمه في مواجهة قوى الإرهاب والتكفير والتخوين وعملاء المخابرات الدولية والإقليمية.

هل نستطيع في هذه المرحلة الخطرة من فعل شئ يغير مانحن عليه من حال بائس أتيحت فيها الظروف للمراهقين أن يتحكموا في وجهة ومسار الأحداث؟أم نظل نمني النفس بتغيير قد لايأتي وكأننا بعجزنا جزء من مؤامرة تدار وتحاك من قوى هي الآن متمكنة بفعل تهاوننا وطريقة إدارتنا البائسة للأمور، وربما تنجح في وقت لاحق من إسقاطنا في هوة سحيقة لانخرج منها أبدا وينتهي الحلم؟

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات