كله فساد!

تم نشره الخميس 14 آذار / مارس 2013 01:56 صباحاً
كله فساد!
جمانة غنيمات

رئيس الوزراء المكلف د. عبدالله النسور، مشهود له بالنزاهة ونظافة اليد. وهكذا سجل كثيرا ما يشفع له عند الأردنيين الذين اكتووا بنار الفساد، حتى صار أول وآخر مطالبهم محاربة هذه الآفة.

الرئيس تعهد أن تكون حكومته المقبلة نظيفة. وللأسف، فإن هذا الشرط لم يعد هينا بعد أن استشرى الفساد، كما يقول رئيس هيئة مكافحة الفساد سميح بينو، الذي أكد للنواب يوم الاثنين الماضي، أن حجم الفساد أكبر بكثير مما يتوقعه المرء.

بينو نفسه يشكو من كثرة الملفات وتشعبها، كون الفساد تسرب إلى المؤسسات الصغيرة قبل الضخمة، ولدى الخاصة منها قبل العامة. ولنا في كثرة الملفات الموضوعة على طاولة بينو عبرة.

ما الحل حتى يتسنى للنسور الوفاء بتعهداته، والالتزام بتصريحاته؟

ملف الفساد ما يزال يشغل المجتمع؛ ويمكن القول إن أكثر القضايا التي يتحدث فيها الأردنيون، همسا وبالصوت العالي، تتعلق بموضوع الفساد وقضاياه.

خلال العامين الماضيين، فُتحت الكثير من الملفات؛ منها ما تم التستر عليه، ومنها ما أُعلن للرأي العام، واتخذت بخصوصها إجراءات مهمة، كسرت فيها "تابوهات"، وطالت أسماء شخصيات لم يخطر ببال الأردنيين أن يمسها شيء من قريب أو بعيد.

اليوم، على النواب تحمل جزء من المسؤولية في إدارة هذا الملف الشائك، خصوصا أن الملفات التي طويت في عهد مجلس النواب السابق كثيرة ومتنوعة.

توفر النوايا النيابية كفيل بفتح ملفات حُفظت. والهدف هو طي صفحاتها إلى الأبد بمبررات مقنعة. ومثل هذا الإنجاز إن تحقق، يضمن تحسين المزاج الشعبي، ويمهد لإعادة بناء جسور الثقة مع الدولة، والتي تقطعت أوصالها نتيجة كل خيبات الأمل الشعبية المتوالية.

الشراكة بين النواب والحكومة، والتعاون بالتأكيد، سيكونان مفيدين ومنتجين لناحية تحقيق نتائج إيجابية ترضي المجتمع، بتعزيز سبل الحفاظ على المال العام، واسترجاع ما أمكن منه.

الحكومة من جانبها تملك الحق في فتح الملفات، والتنسيب بالتشريعات والقوانين المطلوبة للوصول إلى الهدف؛ فيما النواب عليهم بذل جهود كبيرة لتمرير القوانين، وتغليظ العقوبات على كل من يتطاول على المال العام، وذلك بدءاً من فساد التعيينات بالواسطة والمحسوبية، مرورا باستثمار الموقع العام والخاص، وليس انتهاء بالتهرب الضريبي.. وهذا كله فساد.

المشكلة ليست في المؤسسات، إذ لدينا منها الكثير؛ إنما المهم هو تطبيق القانون ولا شيء غير ذلك. وقد آن الأوان لتقديم أدلة تثبت جدية الحكومات في محاربة الفساد كظاهرة، بعيدا عن التجزئة والتوجيه.

وتطبيق القانون بحاجة لتفعيل دور المؤسسات الرقابية على الشركات العامة، والتي تسببت، ونتيجة لسياسات غض النظر، بكثير من المخالفات التي أفقدت الناس أموالا بالملايين.

الهرج والمرج حول الفساد كثير ومتشعب؛ بعضه علمي، والبعض الآخر ناجم عن الإحباط واليأس الشعبيين، نتيجة غياب الشفافية عن معالجة المسألة.

لدى النسور الكثير من المشاكل، بيد أن الملف الأكثر سخونة بلا شك هو محاربة الفساد، الذي يحتل درجة عالية من الأهمية عند العامة، ودافعي الضرائب، كونه يفتح الباب لاستعادة جزء من الثقة. ( الغد )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات