مش حتئدر تغمض عينيك
دعاني صديقي (أبو راس دلخيمة ) على قعدة مطولة بيوم عطلة في بيت المزرعة , طبعا ما بدناش نشرح عن الرحلة وظروفها وبيت مزرعة صديقنا أبو راس كبير لكن ما استرعى انتباهي هو أنه من متابعي روتانا سينما وبقول صاحبنا أنه ما بيشوف الا هالقناة.
طبعاً بحكم المجبر أنا تابعت فيلم ورا فيلم حتى زهقني , ومن ضمن قائمة افلام روتانا سينما التي تابعتها اجباري وتخللها جميع أنواع المأكولات والمشروبات (عدا عصير التفاح طبعاً) كان فيلم طباخ الريِّس .
مختصر قصة هذا الفيلم أن طباخاً شعبياً في حواري القاهرة يقع عليه الاختيار ليطبخ لرئيس الجمهورية وهو (مبارك) وقت انتاج الفيلم ,وان الطباخ مع مرور الزمن في قصر الرئيس استطاع نقل صورة الشارع للريس من فقر وعوز وأن الريس المحترم والحنون على شعبه(حسب ما يصوره السيناريو ) وبَّخ أعوانه وحاشيته وزبانيته لِمَ لمْ يخبروه عن الشعب ولماذا حجبوا عنه حقيقة حاجة الشعب .
فقام الريّس بردّ الحقوق لأصحابها ونزل للناس وازداد حبهم للرئيس الذي يشعر بهمومهم وآلامهم .
بعد سقوط مبارك في ثورة يناير توضح أنه وسوزانته ونجليهما كانوا أبطال قصص الفساد السياسي العربي , فكيف للإعلام أن يصور أن الboss في العالم العربي دائماً ينحاز للشعب ولكن (الحق على اللي حواليه) ما ينبهوه وينصحوه وهمه مبعدينه عن الشعب والشعب يهلل ويزمر ويطبل للريس من باب انه صادق ولا يغش شعبه,والحقيقة يا إعلام ان الboss يكون هو زعيم عصابة الفساد والإفساد.
روى معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج الرواية مسلم والبخاري في الصحيحين قوله:" ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة".
فكيف بأدوات الحاكم اليوم من إعلام وسلطات قمعية وسحيجة يغشون الشعب , هذا الشعب الذي لم يغمض عينيه قبل سقوط النظام ولن يغمض عينيه عن سهر الليالي يدعو على من ظلمه وغشه خصوصا اذا اكتشفنا ان هناك آخرين من رتبة ريس مثل(مبارك) صوره في الاعلام نزيه وهو حرامي وسرسري.
في النهاية كرهت روتانا سينما .