يحيا المفاعل النووي

"يعيّر" الدكتور خالد طوقان خصوم المفاعل النووي بقلة عددهم في آخر اعتصام أقاموه قبل أسبوع بمناسبة ذكرى كارثة فوكوشيما النووية.
سوف أزايد على الدكتور طوقان بالتذكير بأن خبر إقامة مفاعل نووي كان في الأصل محل ترحيب واحتفاء، ونشرته الصحف وأعلنته نشرات الأخبار بما يليق به من ابتهاج، وقبل ذلك حظي خبر إقامة مسارع نووي بالحفاوة ذاتها، وأذكر أننا على المستوى الشعبي اعتقدنا وقتها أن المسارع هو ذاته المفاعل، الى أن قام الموضحون بتوضيح الفرق، ومع ذلك فالتوضيح لم يقلل من الفرح الشعبي ذي الأصول النووية، فالمهم أن في الأمر "نووي".
كان على الدكتور طوقان ان يلتفت الى أسباب ميل الناس الى النفور مع مرور الوقت، كان عليه أن يلاحظ المسيرة المرتبكة للهيئة المشرفة على المشروع التي يقودها.
هل نذكّره بالتغيير المتواصل للموقع وما رافقه من تمويه على المعلومات؟ هل نذكره بحملات استبعاد الخبراء المعارضين أو أصحاب وجهات النظر المخالفة من داخل الهيئة؟ هل نذكره بالمخالفات والتجاوزات المتصلة بهيئة الرقابة الاشعاعية وتبديل إدارتها باستبعاد المعارضين؟ هل نذكره بمحاولات رشوة المجتمع المحلي في أكثر من منطقة بهدف الحصول على سكوتهم حتى على المفاعل التعليمي في جامعة التكنولوجيا؟ هل نذكره بالفكاهة السياسية التي أبدعها عندما راح يقول أن اسرائيل تقف خلف مناهضة المشروع؟ (وهو المعروف طبعاً بمواقفه الصارمة تجاه التعامل مع اسرائيل!).
ولكن هل نذكره بنوع الكلام الذي وجهه هو شخصياً لمعارضي المشروع ووصفه إياهم بالحمير؟ لكن ماذا أيضاً عن المحاولات المضحكة لتحريك مدافعين عن المشروع؟
إن إدارة الخلاف حول مشروع كبير كالمفاعل النووي لا تكون بالمغالبة في حشد الجمهور، ومع ذلك فهناك جمهور كبير تحرك واعلن رفضه. ويعرف الدكتور طوقان أن احترام موقف الناس ذوي العلاقة يعد مواصفة دولية في هذا الميدان. هو لا يريد أن يرى ذلك؟ إذن تعالوا نهتف: يحيا المفاعل النووي. ( العرب اليوم )