رداً على ضارب الودع
منذ أيام أطل علينا الوزير والسفير السابق محمد داودية بعنوان "ضارب الودع" ، ومن على صفحات موقع جفرا الالكتروني ، وما كتبه داودية لم يكن مقالاً ولا خبراً ولا خاطرة ولا مقابلة ، والعجيب الغريب في الأمر أن الموقع حجب التعليقات حول ذلك، فقديماً كان الناس يلجأوون لضاربة الودع "النوريةأو الغجرية"، حين يدب بهم اليأس أو يتملكهم الشعور بالنحس وعدم القبول ، أو تضيق بهم الدنيا ، فتنسج لهم من القصص والحكايات ما يطيب نفوسهم ويريحها، ومهنة الضرب على الودع لا شك أنها مهنة سوقية لا يجيدها سوى قلة من البشر الذين نحترم حقهم الإنساني في الحياة، كما أنه لا يؤمن بها إلا السذج من القوم .
مع الإحترام للكاتب ، الذي لطالما كنا ننتظر كتاباته في يوم من الأيام ، فإن من حق القارىءوالمتابع مثلي أن يتساءل : ماذا يريد أبا عمر الآن ، وهو المثقف والسياسي وابن الطفيلة التي دفعت به ليأخذ نصيبه في أكثر من موقع في الدولة الاردنية ، أما آن له أن يستريح ، فالطفيلة الجميلة طالما أنجبت الكثير من النجباء والمؤهلين ، فهلا نمنحهم الفرصة.
وفي مقاله "ضاربة الودع" جاء داوودية وهو السفير الذي احيل على التقاعد مؤخراً بعد أن قفز برعاية الله وقدرته عامه الخامس والستين ، وهو الذي ينظر بعين الناقد الى الدوران المتسارع لعجلة التغيير الحكومي في البلاد ، ولطالما كان يدعو لإستقرار الحكومات ومنحها الفرصة لإكمال برامجها ، جاء داوودية ليوجه سهام نقده لوزيره الذي منحه فرصة عز على الكثير الحصول عليها ، فوزير الخارجية الذي كان في نظر داوودية قبل أيام فقط الوزير المطاع والرائع وصاحب الرأي السديد ، هو الآن رئيس فريق لوزراء عابري للحكومات ، عليه أن يرحل فوراً ، لا لشيء ، ودونما أدنى مبرر يقنع به داوودية قارئيه ومريديه .
وحينما يتصدى السفير السابق المحترم لقضايا الرأي العام ، فعليه إذن أن يعي تماماً بأن البلاد تعيش حال من التغيير الحقيقي، وأن الطفيلة التي أسعفته في شبابه ، ومنحته يوماً فرصة ثمينة لتمثيلها ، فإنها كذلك تمنح أبناء لها آخرين كأمثال المحترم نضال القطامين المؤهل علمياً وفنياً وأخلاقياً وعشائرياً الفرصة لخدمة الوطن العزيز.
وهنا أود أن أشير الى أن الجنوب الصابر وأهله الأنقياء الأطهار ، طالما خذله البعض من أبنائه ، ورقصوا على جوعه وفقره ، حين أخذتهم عمان بضوضائها وصخبها ، وأتساءل هنا ، هل صحيح أن الوزير المحترم هو الذي يمول موقع جفرا الالكتروني بسبب علاقة النسب التي تربطه بمالك الموقع نضال الفراعنه ، وهل صحيح أنه هو الذي يقود حملة إعلامية منسقة تستهدف وزير الخارجية ناصر جوده ، وهل هو فعلاً وراء إنتقاء بعض الكلمات السوقية التي لا يتقنها سوى ضاربي الودع من بني البشر، وختاماً فإن على الكاتب أن يعلم جيداً بأنه إذا كان هذا هو رأيه بالوزير المحترم ناصر جوده ، فإن هناك ما يربو على خمسة ملايين أردني ينظرون لجوده أنه وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية ، وأنه في موقعه الصحيح ، ولا أنسى أيضاً أن أذكر الوزير المحترم ، بأنه وإن عاب على الوزير جوده وقطامين والفايز على أنهم أعضاء في نادي الوزراء العابرين للحكومات ، فإنني أربأ بمعاليه أن يلتحق بنادي ضاربي الودع ، ولا يفوتني أن أذكر الوزير المحترم أيضاً ، أن العباءة البدوية هي رمز عزيز وغالي في ثقافة الاردنيين ، وأن على من يلبسها أن يعطيها حقها ، ويراعي أصول لبسها والإ فلا.