أمهات صغيرات! *

تم نشره الجمعة 22nd آذار / مارس 2013 03:17 صباحاً
أمهات صغيرات! *
حلمي الأسمر

اعتادت الطالبة الصغيرة أن تستأذن «المس» بُعيْد الانتهاء من «الفرصة» بدقائق قليلة بحجة الذهاب إلى الحمام، لم يستوقف هذا السلوك الغريب في البداية المعلمة، ولكنه حينما تكرر أثار فضولها كثيرا، كانت تقول للطالبة الصغيرة: لماذا لا تقضين حاجتك أثناء الاستراحة؟ فتجيب بأن الحاجة جاءت بعد الاستراحة، المعلمة من جهتها فوتت القصة مرتين إلى ثلاث، لكنها عمدت في الرابعة إلى إعطاء الإذن للطالبة لكنها تبعتها خلسة كي تعرف ماذا تفعل، وكانت المفاجأة!

كانت البنت الصغيرة تدور على سلال المهملات في ساحة المدرسة فتلتقط منها بقايا الطعام الذي تتركه البنات، بخاصة بقايا البسكويت الذي (كانت) توزعه إدارة المدرسة ضمن برنامج التغذية المدرسية المتوقف!

القصة عمرها سنتان أو أكثر، وكتبت عنها في حينه، وغير بعيد عن هذه القصة «الجميلة قصة أخرى تشبهها إلى حد بعيد: مديرة إحدى المدارس قررت القيام بـ «كبسة» على طالباتها لمعرفة ما تحويه حقائبهن، أغلقت الصف فجأة دون سابق إنذار، وطلبت بحضور المرشدة ومعلمة الصف تفتيش كل الحقائب، وبدأت بهن واحدة واحدة، إلا طالبة تمسكت بعدم فتح حقيبتها، ما أثار الشكوك وأشعل الخيال، بعد إصرار المديرة على فتح الحقيبة، وتحت توسل وبكاء الطالبة، تم الاتفاق على فتحها بحضور المديرة فقط وفي غرفة الإدارة، وهكذا تم، كي تجد المديرة أن ما تحويه الحقيبة لم يكن غير «فضلات الطعام» الذي جمعته الطالبة من مخلفات الطالبات من بقايا السندوتشات والشيبس، في القصة الأولى، سألت المعلمة الطالبة عن سلوك غريب، إذ أنها كانت تأكل جزءا مما تجمع، ثم تدخر البعض الآخر في الحقيبة، قالت الطالبة بعيون دامعة، شاركتها فيها معلمتها: آكل ما تيسر لي، ثم أدخر الباقي لإخوتي في البيت، لأنهم لا يجدون ما يأكلونه!

لا أدري على وجه التحديد لم استدعيت هاتين القصتين في عيد الأم تحديدا، لكنني أعرف تماما أن ثمة أمهات صغيرات وكبيرات لم يزلن يفعلن ما تفعل بطلتا القصتين، لأن الزمن الذي يفصلنا عن وقت حدوثهما حفل بالكثير من الكوارث الاقتصادية، أعتقد أن ذينك الطالبتين لم تعودا تجدان ما تجمعانه من فضلات الطعام!

مسألة أخرى تلح على خاطري، في هذا الوقت بالذات من السنة، كانت أمي تأخذني معها في رحلة «تسوق» من «مول» الطبيعة، لنجمع الحمصيص واللوف والزعتر البري والخبيزة والشومر والهندبة (الهندباء!) وغيرها من حشاش الأرض، كي تحولها فيما بعد إلى وجبات شهية، لأننا كما «نمل» من أكل اللحم والدجاج والكستاليتا والجمبري(!) كنا نهرب إلى الطبيعة طلبا للتنوع الغذائي!

رحم الله امهاتنا جميعا..

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات