مشهد التأمين الصحي والبطل " جحا "
بينما كان معلماً واقفاً أمام السبورة يشرح درسه المعتاد ..
انتابه ذاتَ اليومٍ السُعال وشعرَ بالألم وأخذ الجسمُ بالهزال والحرارة بارتفاعها عبّرَتْ عن الحال وأخذ نموذج الثمانين للعلاج كما يقال ..
فتوجه الى عُشِّ الدبابير للمعاينة ليأخذ العلاج فإذا هو أصبح حديقة " فيرساي " يجول فيه الدبابير والنحلات
ليوقفوا صدى الصيحات والويلات وكأنهم فراشاتٌ رقيقات ..
فإذا " بجحا " يدخل من أوسع الأبواب ووجدَ من الاستقبالِ ما لذَّ وطاب وألتفَّ الدبابيرُ حولهُ بالترحابْ وأخذَ يسيرُ
بالسرداب ملتفتاً يميناً ويساراً يسترقُ الأنظارَ وكأنهُ العرّاب فوجدَ المعلمُ جالساً في قاعه صغيره نالت من الوصفِ
الخراب ..
فوقف أمامها كالمذهول و أخذَ يصرخْ ( هذا غيرُ مقبول )
فأدركَ " المعلم " أنه شخصٌ معروف وصاحبَ وجهٍ مألوف
فضحك "المعلمُ" لما يقول ..
فتوجه " جحا " اليه يطلب السلام وسأله عن سبب الضحك وقلة الاحترام
فقال المعلم : أنا صاحبُ الطبشور والأقلام أتنقلُ بها منذُ أعوام ، شامخاً دونَ كللٍ أو استسلام الى أن وصلنا لحالةٍ
سادها الظلام ..
تأخذون منا أمولَ الجباية وتعاملونا كما تعامل الذبيحة وتنظرون إلينا بنظراتٍ قبيحة إلى أن أصبحت كرامتنا جريحه
نتناول العلاج في كلِّ صبيحه حتى أصبحتْ صحتنا طريحه
فخذ مني هذه الرسالة وانقلها إلى تلك الوزارة بأي طريقة فقد أصبحت حالتنا كئيبة وحان الوقت لتدفعوا الضريبة
تــــأمـــيــن صــــحي بطاقة .. من الــحــول للـــحـول خالـــــــصة
بـطـاقـة تتمختر بــاقتــطــاعها .. وخـدماتــها ومنــافــعها ضايعـة
الوصـــفة بالكبسولات حــاضره .. مـــن طــبــيـب بنظره جارحــه
أيــــده للـــعلاج كـــارهـــه .. ولـــلإجـــازة عــــاجــزة ورافضـــة
ورقة بدون ختم فارغة .. بدها يوم عرضية لتصبح ورقة رسمية
وزارتنا للقرار راضــخة .. والنقابــة بنـــار القـــانــون واقـــعـــة
معلمنا للــمرض والعدوى ضحيــة .. والأمر كبير صاحب أهميــة
مـــعــلــمــنا صـــاحــب قــــضيــة .. بنادي بعالي الصـوت حريــة
مـــن مــراكــز بــحــكــولها صحية .. وللعــلاج جاهزة وحــاضرة
والظلم واقع في الازدواجـية .. وأمورنا بالتصعيد والاضراب مقضية
نـــقـابـتــنا هــمـتـــــها عـــــالــيــة .. وللتأمــيــن بــقـرارها لاغــيــة