مصالح الاردن في قمة قطر
واضح من اجندة مؤتمر القمة العربية في قطر ان الشأن السوري سيتصدرها وان دولا خليجية بقيادة قطر تضغط لاتخاذ قرار قمة لاستبدال التمثيل السوري الرسمي في الجامعة العربية بالمعارضة والسؤال هنا ما مصلحة الاردن باتخاذ مثل هذا القرار ؟.
الاردن جار للشقيقة سورية وهو الأكثر تاثرا وتضررا من تداعيات الأزمة السورية وقد قارب مجموع اللاجئين السوريين الي يستضيفهم من نصف مليون انسان رغم محدودية موارده وامكاناته والازمة الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها فيما باقي الدول العربية اذا ما استثنينا العراق ولبنان وان اتخاذ القمة مثل هذا القرار في هذا الوقت يعد الخطر بسبب ضبابية الوضع في الدولة السورية بالنسبة للقوة المسيطرة هناك .
من حق كل دولة ان تقترح ما تراه من افكار أو ان تتقدم باية مشاريع لكن ليس من حقها ان تطلب أو تصرعلى الزام اية دولة اخرى بموقفها أو توجهاتها فما يحكم هو المصالح العليا لكل دولة .
نعي تماما في الاردن الضغوطات التي مورست وما زالت تمارسها بعض الدول عربية وأجنبية على الاردن ليدخل أتون الأزمة السورية كما كان الأمر ابان تداعيات الأزمة العراقية حيث رفض المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال الرضوخ لتلك الضغوطات رافضا مشاركة الاردن في الحرب على العراق وكما تمكنا من الصمود في وجه تلك الضغوطات قادرون أيضا ان نصمد امام الضغوطات الحالية لا بل ان الاردن يملك ارواقا كثيرة يستطيع تحريكها في كل الاتجاهات ان لم يتراجع الاشقاء على اقل تقدير والذين من حقنا عليهم ان نطالبهم بمساعدة الاردن ليتجاوز ما يمر به من ازمات وفي مقدمتها كثافة اللجوء السوري الى اراضيه .
الأردن يمثل صمام الامان ليس بالنسبة لدول الجوار فقط بل لجميع دول الإقليم وبالتالي من حقه إن قصر الاشقاء أو استمروا في إيلامنا ولم يفيقوا من غفوتهم ان نشرع فورا باغلاق الحدود مع الشقيقة سوريا وان ُنخير اللاجئيين السوريين للسفر الى اية دولة يرغبونها سواء كانت مجاورة لنا أو ضمن الإقليم وهو ما ينسجم مع المعاهدات الدولية وحقوق الانسان ولا ضير في هذه الحالة من تحمل الاردن تكاليف سفرهم .
واما في شان ما تسعى اليه بعض دول الخليج ليتم استبدال التمثيل الرسمي السوري في الجامعة بالمعارضة " والمتوقع بفضل قوة تاثير أموالها على بعض الدول " فالمؤمل بحكمة ساسة الاردن معارضة القرار أو الامتناع عن التصويت مع التاكيد بان التزام الاردن باية قرارات تتخذها القمة مرتبط يمصالحه العليا .