الخصخصة ومعضلة حرفي الخاء والصاد

مهما تكن نتائج عمل لجنة تقييم الخصخصة، ينبغي ألا ننتظر تحولاً مهماً في الموقف الشعبي. وقد يقال هنا بأن القضية ليست مطروحة كقضية شعبية، بل هي مجرد موضوع فني اقتصادي محاسبي.. الى آخره.لكن المشكلة أن المخصخصين قدّموا مشروعهم كقضية شعبية باعتباره سيفتح أبواب النمو وصولاً الى أبواب النعيم.
لسوء حظ لجنة تقييم الخصخصة أن جموع الناس لديهم الآن فكرة مكتملة بلغ عمرها المحلي أكثر من عشرين عاماً. لهذا، ومن باب النصيحة، من المفيد أن يكون نقاش اللجنة داخلياً بالدرجة الأولى، أي أن يقنعوا أنفسهم بالنتائج ثم يتوجهوا إلى باقي أنصار الخصخصة ثم الى نخبة خصوم الخصخصة.. وهكذا، قبل الوصول الى الأوساط الشعبية.
لقد جاء مفهوم الخصخصة الى الأردن مكتظاً بالعناصر السلبية، ومن حسن الحظ ان أشقائنا المصريين سبقونا الى الخصخصة ومن ثم الى نقدها والتهكم منها، وهم كما تعلمون أساتذة في ميدان التهكم.
الواقع ان مشكلة الخصخصة على المستوى الشعبي تبدأ من الكلمة ذاتها التي تجعل قائلها يستحي قليلاً. ولهذا حاول مخصخصون تغيير التسمية، وعثروا على مفهوم "التخاصية"، فهو يباعد بين حرفي الخاء والصاد، بينما يتجاور الحرفان مرتين متتاليتين في كلمة خصخصة. كما حاول آخرون طرح بدائل، وأذكر في سنين مبكرة أن بعضهم اقترح كلمة "خوصصة" فيما اقترح غيرهم كلمة "خاصخصة"، ولكن الشعب بالمقابل تمسك بكلمة "خصخصة" المصرية المنشأ، للسبب ذاته الذي جعل المخصخصين يحاولون تجنب الكلمة، أقصد تجاور حرفي الخاء والصاد. ( العرب اليوم )