الاخوان ومحاكمة الاعلامي باسم يوسف
لقد شكل الاعلامي القدير باسم يوسف في برنامجه الاسبوعي البرنامج حالة نقد موضوعية وواقعية لطبيعة الاحداث الجارية علي المستوي العربي والدولي بعد ثورات الربيع العربي التي اطاحت بدكتاتوريات استمرت بالحكم الي اكثر من اربعون عاما ..
وبعد هذا العصر السابق بكل ما فيه من مشاهد ومن بين انقاض الثورات العربية خرج برنامج البرنامج ليشكل مفهوما متجددا للواقع الاعلامي العربي ويعد تطورا ملحوظا في اساليب المتابعة والبحث والتحري والمراقبة والانتقاد حيث كان لهذا الفهم الاعلامي واقعا كالسحر لدي المشاهد العربي لما له من احترافية ومصداقية وبساطه في المضمون والمحتوي وليشكل الدكتور الاعلامي باسم يوسف نموذجا واعدا لإعلام الثورات العربية ..
بكل تأكيد حرصت علي متابعة برنامجه الاسبوعي وتسجيلاته بل حرصت أن احضر حلاقاته تباعا اكثر من مره حيث اشاهدها بشكل متمعن ومتفحص علي مواقع اليوتيوب وصفحته الشخصية حيث اثارت في داخلي مفاهيم الحرية والديمقراطية والإعلام الحديث لما له من ابداع وسحر علي المتلقي وتفاعل ما بين منهجية صناعة الاعلام والجمهور ليمنحنا بساطة الفكرة وواقعية الطرح وبساطة المضمون ويصل الي اكبر قاعدة جماهيرية ممكنة ..
برنامج البرنامج لم يكن سوى اداه اعلامية لنقد الواقع العربي وانه لم يشكل قرار النائب العام المصري باعتقال الاعلامي باسم يوسف وإصدار التهم الجاهزة له أي مفاجئه تذكر حيث وبعد كل حلقة يقدمها كنت انتظر اعتقاله وممارسه الضغط عليه ومن اول حلقة له لإيقاف برنامجه الذي يتناول واقع الاخوان المسلمين في مصر وفوز الرئيس محمد مرسي ( 51.73% ) بالانتخابات الرئاسة المصرية ..
لم يكن لنظام الاخوان في مصر سوى تقيد الحريات العامة وفرض واقع جديد وسياسة الامر الواقع من اليوم الاول لوصول مرسي للحكم وهذا كان واضحا من خلال سيطرتهم علي كل مؤسسات الاعلام المصرية ...
أن واقع الحال ولغة القوة والهيمنة لا يمكن لها أن تنال من الاعلامي القدير باسم يوسف ولا يمكن أن تعكس حقيقة التجربة الاعلامية للثورات العربية .. فبكل تأكيد سعت الثورات العربية علي ضمان حرية التعبير والانتقاد وتوجيه النقد فهذا من ابسط قواعد الممارسة الديمقراطية التي لم يتمتع بها الاخوان في مصر وسارعوا الي تكميم الافواه ومحاكمة الاعلامي باسم يوسف ..
انني اعلن تضامني الكامل مع الاعلامي القدير باسم يوسف وأسجل احترامي لبرنامجه وأسلوبه الموضوعي والذي يشكل مدرسة نوعية علي صعيد النقد والإعلام الهادف الي ايصال رسالة متميزة حيث كان له سرعة انتشار واسعة ليس علي المستوي العربي فحسب بل علي المستوي الدولي وهذا كان واضحا من خلال اهتمام وسائل الاعلام الدولية في برنامج البرنامج الذي وجهت اليه جماعة الاخوان في مصر ضربة قاضية باعتقال الاعلامي باسم يوسف ..
أن اعتقال باسم يوسف يشكل ضربه قوية للثورات العربية وخاصة في مصر التي لم يحترم فيها الاخوان أي نقد ولم يحترموا الشهداء والتضحيات التي قدمها الشعب المصري البطل من اجل نجاح الثورة وكتابة التاريخ المشرق للثورة وإجراء عملية التغير في اتجاه تقدم عجلة التاريخ ..
أن واقع الاعلام العربي في ظل الثورات العربية ما ذال يشهد الاحتكار ويمارس علية الضغوط والإرهاب الفكري والقمع وهذا يعكس حقيقة فكر الاخوان المنافي للتعبير عن الرأي وممارسة الديمقراطية والناقد الذاتي من اجل اجراء التغير ..
انني اتوجه بالتحية والتقدير للإعلامي القدير باسم يوسف الذي يواجه تهم متعددة صاغتها اركان اخوان مصر للسجن والمطاردة ومحاصرة برنامج البرنامج الذي شكل انطلاقة واقعية لمفهوم الاعلام الثوري الناجح والمعبر والهادف ما بعد الثورة ..
تحية لطاقم برنامج البرنامج ونأمل أن لا يتم ايقاف بث حلقاته وعدم التأثير علية والاستمرار في اداء رسالته الاعلامية الهادفة والتي نحن بحاجة ماسة اليها في واقعنا العربي ..
كما نأمل من اتحاد الصحافيين العرب والمنظمات الإعلامية العربية استنكار اعتقال الاعلامي باسم يوسف والتضامن الكامل معه من اجل حرية التعبير التي شكل برنامج البرنامج قاعدة مهمة لها وللمستقبل الاعلامي العربي .