السرطان ..... و الضرُة
حدثني صديق حميم لي عن زوجته و هما في العقد السادس من عمرهما و قال لي : أنه وجد كل مقومات السعادة مع زوجته و عندها وجد السكن و المودة و الرحمة و وجد جمال الحياة الزوجية و قال لي : أنه كل يوم يزداد عشقاً و حباً لها .
و في أحد الأيام اشتكت هذه الزوجة من ألم بسيط في صدرها فذهب بها إلى الطبيب و بعد فحصها طلب منها أن تقوم بعمل صورة أشعة و بالفعل ذهبا للمستشفى لعمل الصور و لسوء الحظ فان الصورة الاولى كان فيها خطأ و طلب طبيب الاشعة إعادة التصوير و هنا بدأ الخوف و القلق على وجه زوجته بدون معرفة أي شيء و لكنه القلق و الخوف. و هذه الزوجة يقول عنها زوجها أنها صاحبة دين متميز فهي مؤمنة حقاً و محافظة على صلاتها و عبادتها و قراءتها للقرآن بالاضافة الى كونها متصدًقة دائماً و لديها أولاد و بنات و أصبحت جدة و لها العديد من الاحفاد .
و عندما بدأ التأثر عليها و رآها زوجها مضطربة، قال لها من باب التهوين عليها : احمدي الله سبحانه و تعالى على كل شيء فهو القائل” قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" أي أن أي مصيبة تصيب المؤمن إنما هي لصالحه سواء كان ذلك عاجلاً أم آجلاً , و من ضمن حديثه إليها قال لها : أريد أن أسالك سؤالاً ... إذا خُيرتي بين أن تكوني أنت المريضة أو أن يكون أحد أبنائك هو المريض، فماذا ستختارين ؟
فقالت : بعيد الشر ... لا أحد .
و قال لها مكرراً السؤال .. إفرضي ذلك من باب الافتراض و ليس من باب التمني.. فردت الزوجة قائلة : أنا و لا الأولاد .
و بعدها قال لها : هل تفضلين المرض أم أن أتزوج عليك ؟ فانتفضت الزوجة لمجرد سماع مثل هذا السؤال. لأنه قال لي بأنه لم يتطرق لمثل هذا الموضوع مع زوجته في حياته أبداً و لم يمزح في ذلك بتاتاً كما أنها تعرف بأنها لو توفيت فإنه لن يفكر بالزواج من بعدها وفاءً و إخلاصا لها و لأولادهما . و رغم ذلك قالت الزوجة .... عشرة سرطانات و لا ضرًة .
و أكملت الزوجة قائلة لزوجها ... أنتم معشر الرجال تعرفون كل شيء و لكن الشيء الوحيد و الصعب عليكم أن تفهموه هو شعور المرأة تجاه زوجة أخرى .
فقلت حينها : سبحان الله العظيم . إذا كانت كل مقومات المرأة المؤمنة و الصالحة في هذه الزوجة و قالت ما قالت، فكيف يكون شعور أي امرأة أخرى لا يوجد لديها صفات مثل تلك الزوجة ؟!
و الحمد لله فبعد كشف الطبيب اتضح أن الزوجة بصحة جيدة و عافية و لا يوجد أي شيء لديها و لا عند الاولاد و لا يوجد سرطان و لا يوجد زوجة أخرى .
على أي حال.. حاولت أن أروي هذه القصة لايصال حقيقة شعور المرأة و لهذا أسأل الله أن يعين كل زوجة عندما يكون معها زوجة أخرى ( ضرة ).