حزب الوحدة يقيم احتفالابمناسبة يوم الأرض وذكرى معركة الكرامة ويوم المرأة العالمي ( صور )

تم نشره الأحد 31st آذار / مارس 2013 01:35 مساءً
حزب الوحدة يقيم احتفالابمناسبة يوم الأرض وذكرى معركة الكرامة ويوم المرأة العالمي ( صور )

المدينة نيوز - : بحضور حشد من الشخصيات الوطنية والحزبية والنقابية وأعضاء وأصدقاء ومناصري الحزب أحيا حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني مساء يوم السبت 30/3/2013 مناسبة يوم الأرض وذكرى معركة الكرامة ويوم المرأة العالمي.

وافتتح الرفيق وسام الخطيب والرفيقة رانيا لصوي المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وترديد نشيد موطني.

وألقيت في المهرجان الكلمات التالية:

كلمة فلسطين قدمتها الرفيقة ليلى خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.كلمة اتحاد المرأة قدمتها السيدة آمنة الزعبي رئيسة اتحاد المرأة.كلمة الشخصيات الوطنية قدمها الأستاذ محمد البشير.كلمة رابطة المرأة الأردنية قدمتها الرفيقة ماجدة أبو يمن.كلمة الحزب قدمها الرفيق الدكتور سعيد ذياب الأمين العام للحزب.

_ الرفيقة ليلى خالد وجهت التحية بإسم الرفيق أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمكتب السياسي وكافة مناضليها في فلسطين والشتات إلى جماهير الشعب الفلسطيني الذي يؤكد على تمسكه بأرضه فلسطين كل فلسطين.

في هذا اليوم من كل عام نستذكر الأرض التي سلبها الصهاينة، وتآمرت عليها الأنظمة العربية، وازداد التآمر هذه الأيام لكن هذه المرة بعهر سياسي لم يسبق لها مثيل عندما جلسوا بالدوحة يتآمرون على سورية، لكننا نقول لهم وبصوت عالٍ نحن مع سورية كما نحن مع فلسطين، وهؤلاء لا يمثلوننا الذين لم يتوقفوا لحظة عندما كانت المحرقة الصهيونية في غزة ولم يفكروا يوماً بتسليح شعبنا الأعزل الذي يواجه آلة الحرب الصهيونية.

من يمثلنا هو الذي يحمل الحجر والذي سيتحول إلى رصاص وقنابل في وجه المحتلين الصهاينة، الشهداء هم الذين يمثلون شعوبهم، ونفتخر بالأرض التي ضمت شهداءنا.

علينا أن نتوحد في فلسطين، ونتوحد عربياً، ونواجه الإمبريالية من خلال عولمة النضال التحرري الأممي، ووجهت التحية للأسرى داخل السجون الصهيونية، وللأمهات اللواتي فقدن أبنائهن دفاعاً عن الوطن، والتحية للمناضل جورج عبد الله في السجون الفرنسية.

_ السيدة آمنة الزعبي قالت ها نحن نلتقي مرة أخرى في رحاب هذا المكان الوطني المحترم وعلى هذا المنبر الحر كما التقينا مرات عديدة لنحيي معاً ذكرى مناسبات جليلة ومحطات مضيئة نؤكد على مضامين ومعاني وأحقية هذه المناسبات ونستهلم منها العبر والمواقف منها هو آذار يجمع في ثنايا أيامه ذكرى يوم المرأة العالمي وما يعنيه من دلالات عميقة في استذكار نضالات وتضحيات النساء من أجل حقوقهن ومن أجل الحق والعدالة والكرامة الإنسانية، ويوم الأم صانعة وحافظة الهوية ومنشأة الأجيال، ويوم الكرامة العظيم .. التي أنجز فيها النصر المشرف المؤزر على جيش العدو الصهيوني وأسطورته الزائفة بتعاضد جهود المقاومة الفلسطينية الباسلة والجيش الأردني العربي البطل.

يوم الأرض العظيم وكل الأيام للأرض والتي قدم فيها أبناء شعبنا الفلسطيني المقاوم المناضل أروع العبر في التضحية والفداء والتشبث بالحق وبالأرض والذي عمد ترابها بمداء الشهداء.

هو آذار الربيع الذي تتماهى فيه كل هذه المعاني الجليلة مع عبقرية الطبيعة فيلتقي الرمز بالواقع ليصبحا شيئاً واحداً ونحن إذا نحتفي بهذه المناسبات فإننا نعلن عن تمسكنا بالأرض كل الأرض وكل ذرة تراب تمضخت بدماء الشهداء من أبنائها وبناتها ونعلن عن تمسكنا بالكرمة والحرية والعدالة والعيش الكريم.

ولكنني أيضاً أتساءل هل أصبح حاضرنا الآن مخيفاً إلى درجة الاستعانة عليه بالماضي. هل صار واقعنا مراً إلى حد رشق شيء من حلاوة الرمز عليه.

وأتساءل كما غيري هل نحن في زمن الربيع حقاً؟

لقد ناضل شعبنا العربي في كل أقطاره المختلفة نضالاً طويلاً، من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية من أجل قضيته الأولى قضية فلسطين، ومن أجل التخلص من الاستبداد والقهر على أيدي أنظمة مستبدة احتكرت السلطة والنفوذ والثروة ومقدرات الشعوب وارتهنت للغرب، وناضل الشعب العربي ولا زال من أجل مناهضة الهيمنة واستعادة الاستقلال الذي اغتصب بوسائل شتى بالاحتلال والهيمنة واتفاقيات الذل والإذعان.

وناضل من أجل دولة المواطنة والعدالة دولة الحق والقانون الدولة المدنية بكل أبعادها ومعانيها، فهل وصلنا إلى الربيع الذي نحلم به؟

آمل أن ما نشهده اليوم ربيعاً وليس اختلاطاً للفصول حيث تضيع البوصلة وتختفي الحدود بين الأشياء بحيث لم نعد نعرف من يحارب من ومن أجل ماذا، هل هي حرب عبثية كلا، لكنها الحرب الخبيثة التي يتخفى فيها العدو ويلبس الأقنعة.

إنها أخطر أنواع الحروب.. ألا ترى عدوك وألا تعرفه.. بل أنت ترى نفسك بخندق واحد معه، أنت تصوب نحو أخيك وعدوك يصوب نحوكما معاً الأثنين.

لم يكن الإنسان العربي أكثر حيرة وأقل حولاً مما عليه الآن، نعم إننا نشهد تتويجاً لمرحلة طويلة من الكسل الفكري والاستبداد والإقصاء والتهميش والضياع والوهم وها نحن الآن نجني ثمارها، لماذا نضيع البوصلة؟ لماذا نغلب الجزء على الكل لماذا نصطنع تناقضات بين أشياء منسجمة ونؤلف بين متناقضات.

هل أصبحت في هذا الخضم فلسطين وحقوق شعبها مثلاً قضية ثانوية؟ هل صار الماضي أكثر اهمية من الحاضر؟

هل أصبحت القرية أكبر من الوطن والقبيلة أولى من الأمة؟ هل صارت الطائفة أكبر من الدين؟

نعم إنها نتيجة حتمية للالتحاق بالغرب ومصالحه أن تنقلب أولوياتنا وحياتنا رأساً على عقب.

نراقب المشهد أمامنا فلا نكاد نسمع إلا جعجعة ولا يقع بصرنا على طحين أين عقلاء الأمة وأين مناضلوها ومفكروها.. ألم يعد التاريخ يلهمنا.. ألا يستفزنا أن أعدائنا يعبثون بمصائرنا ونحن لا نزال نلجأ إليهم نستجدي منهم العون والنصيحة.

أدعو الله أن ندرك الربيع الحقيقي الذي يبعث الحياة الجديدة المرجوة وأن لا تضيع نضالات ودماء الشهداء سدى.

وأخيراً أحيي نضال شعبنا العربي التواق للحرية والانعتاق من القهر والاستبداد، أحيي نضال الشعب الفلسطيني البطل وأرواح شهداءه البررة وصمود أسراه وأسيراته الذين يثبتون بحقهم وحق شعبهم بالحرية والتحرر حتى آخر نبضة قلب وآخر رمق، أحيي النساء العربيات في مواقفهن المناضالات من أجل الحق والحرية والعيش الكريم.

_ السيد محمد البشير قال نودع شهر آذار ونودع فيه مناسبات مجيدة، مناسبات كان لها إيقاعها في مسيرة أمتنا فالجمع بين الاحتفال بعيد الأم وعيد المرأة وانتصارات معركة الكرامة والذكرى الخالدة ليوم الأرض جميعها ذكريات ومانسبات لونتها أمتنا في آذار الانتصار.

فتكريم المرأة اعتراف حقيقي بدورها في بناء المجتمعات، وفي وطننا يأخذ تكريمها لوناً مختلفاً لأنها خاضت صراعين في آن واحد، الأول باعتبارها نصف الأمة التي تصدت لمؤامرات الغرب الاستعماري والثاني لأنها جزء من معركة أمتنا ضد التخلف وتعبيراته بالإقصاء والتهميش وهضم الحقوق الإنسانية التي تجلت بأبشع صورها، بوضع المرأة في المجتمعات العربية خلال القرن الماضي.

لقد حققت المرأة العربية انتصارات عظيمة عندما شاركت في المعركة ضد كافة أشكال التمييز والتجهيل فكان نصيبها من التعليم كبيراً والتعديلات التشريعية الشيء الكثير، كما كان لمشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشيء الأكثر، منوهاً بشكل خاص إلى المرأة الصامدة في فلسطين رغم جبروت الاحتلال وأدوات قهره في المدينة والمخيم والسجن وهذا يسجل للمرأة العربية في العراق ولبنان وسورية ومختلف أقطار وطننا حيث شاركت في معارك الأمة ضد أعدائها الأمريكيين وحلفائهم المحليين وتحدت مؤامرات الكيان الصهيوني في آن واحد.

في الذكرى الــــــ 45 لمعركة الكرامة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية والجيش العربي ضد جيش الاحتلال الذي لا يقهر، نستذكر الرد البطولي على هزيمة الأنظمة العربية في حرب الأيام الستة 1967 والتأكيد على أن إرادة المقاومة بتلاحم قواها هو القول الفصل في معركتنا المستمرة منذ سايكس بيكو، التي أكدت رغم لهاث البعض وراء سراب السلام، أن لا حل لقضيتنا إلا بالمقاومة والتي بدونها لن نستطيع استعادة حقوقنا، لا بل لقد أصبح واضحاً اليوم أن الشعار الذي أطلقه الدكتور منيف الرزاز في عام 1968، ما زال خالداً ودقيقاً ( ففلسطين طريق الوحدة والوحدة طريقها فلسطين) هذا هو مدخلنا لتحقيق انتصارنا فبدون الوحدة لا يمكن لنا استرجاع أرضنا ومن دون استرجاع أرضنا لا نستطيع بناء الوحدة، هذه الجدلية هي الرد الحقيقي على أعدائنا الخارجيين والداخليين الذين بثروات الأمة عززوا انقسامها وبها أدخلوها في الصراع الذي يتجلى اليوم في سوريا العروبة، سوريا التي بمعاولنا وثروتنا نهدمها ونمزقها ونعزلها عن محيطها العربي كفصل جديد ملحق بفصل العراق الذي ما زال ينزف في أكثر من موضع.

إننا ونحن نستذكر آذار نستذكر انتفاضة شعبنا في فلسطين الذي تمسك بأرضه وقاوم وثيقة (كينيغ) بتهويدها في الجليل الأعلى في فلسطين 48 حيث كانت لهبته الشاملة الحسم في إسقاط مشروع الصهاينة في تهجير جديد لأهلنا وفي تأكيد آخر على أن المقاومة هي الخيار الوحيد القادر على إعادة حقوقنا التي أضاعتها الرهانات على مشاريع السلام المزعوم فالشهداء خير ياسين، رجا أبو ريا، خضر خلايله، رأفت الزهيري، حسن طه، خديجة شواهين، جميعهم مشاعل أنارت طريق النضال الفلسطيني في كل مكان ضد محاولات التشتيت والعزل في الجسم الفلسطيني العربي الواحد الذي تداعت أطرافه لتعلن تضامنها مع أهلنا هناك ولتعلن عن هذا اليوم يوماً خالداً في تاريخ أمتنا.

نذكر آذار ونذكر 24 منه حيث كان لشعبنا الأردني جولته المجيدة في انتزاع حقوقه السياسية التي غيب عنها خلال السنوات الثمانين من عمر الأردن السياسي، نذكر آذار وسنوات من الاحتجاج والمسير والاعتصام وما زلنا نطالب بإصلاح النظام لا الانقلاب عليه بإعادة الأمور إلى نصابها من حيث تعديلات دستورية تجعل من شعبنا مصدراً للسلطات وقانون انتخابات يساهم في بناء أدوات سياسية بديلة عن الأداة العشائرية والرأسمالية التي أصبحت صاحبة القول الفصل في التشريع والتنفيذ وأحياناً في التطاول على القضاء، حيث أعاد هذا النهج المجتمع الأردني إلى ما قبل التقدم وأدخله في عنق الزجاجة على كافة الصعد.

لقد راهن صاحب القرار على الوقت في التعامل مع عملية الإصلاح، واستمر في الاعتماد على نفس الفريق السياسي والاقتصادي الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه، دون اكتراث أو أخذ العبر بما حصل في وطننا العربي الكبير من تغيير وإسقاط لأنظمة كانت مرشحة للاستمرار في الحكم، ودون يقين أن الواقع الأردني لا يمكن معالجة مشاكله المختلفة دون إصلاح سياسي عميق يعكس إصلاحاً اقتصادياً واجتماعياً يساهم في إنجازه الجميع.

لقد فعلت الأجهزة الأمنية فعلها في ملفات الوطن المختلفة فالتعليم ومخرجاته والصحة وكلفتها والنقل العام وتخلفه وأزمة الطاقة وانعكاساتها على المواطنين والوظيفة العامة والاعتداء عليها والمؤسسات المستقلة وأعبائها... إلخ، جميعها ملفات تجعل من مستقبل الأردن في خطر، مما يستدعي منا جميعاً أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه وطننا، عبر الاستجابة السريعة لدعوة الجبهة الوطنية للإصلاح بإجراء حوار سريع وجاد يضم كافة الأطراف والقوى لوضع الحلول الجامعة لإنقاذ وطننا في عاصفة قادمة لا محالة إذا بقينا مشتتين والتي ستجرفنا وستزيد من نزيف الأمة الذي ما زال مستمراً حتى تاريخه.

تحية إكرام لكل أم وامرأة في عيدهما.. تحية إجلال وإكرام لشهداء معركة الكرامة ويوم الأرض الأبرار.. تحية احترام وتقدير وتضامن لأسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني والأمريكي.. تحية لانتفاضة شعبنا العربي في فلسطين والوطن العربي من أجل الحرية والكرامة والوحدة.

_ الرفيقة ماجدة أبو يمن وجهت التحية لشهداء آذار الذي تفتح فيه الورود وتجارب الانتصارات، فآذار المرأة، يوم الانتصار لثورة الورود والخبز ونضالات عاملات المصانع اللواتي أشعلن الثورة لانتزاع حقوقهن من محتكري رأس المال.

ويمر علينا في الواحد والعشرين من آذار يوم الأم أم الحياة، أم الأرض، ليستمر النضال لانتزاع حقوق المرأة في عموم مجتمعات العالم والمجتمعات العربية خاصة، ويستمر نضالنا مطالبين بحقنا بصون كرامتنا قانونياً واجتماعياً وفكرياً والحصول على كامل مواطنتنا بإقرار قوانين الأحوال الشخصية والعمل وقانون الضمان الاجتماعي.

نحتفل بشهر المرأة شهر آذار هذا العام والحراك الأردني يدخل عامه الثالث للمطالبة بحقنا في الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية.

إذ أن الردة على الإصلاح والارتهان لمطالب صندوق النقد الدولي برفع أسعار المحروقات وإجراء انتخابات نيابية وفق قانون الصوت الواحد، يفرض على المرأة كما على الرجل الاستمرار في الحراك وتطوير أدواته لتحقيق التغيير وإلغاء التبعية للمنظومة العالمية الاقتصادية القائمة على استغلال الشعوب وسلب إرادتها.

في آذار المرأة والكرامة وتلاحم الدم الأردني الفلسطيني على تراب الكرامة وتأكيد أن وحدة الدم والنضال لا بد لها من الانتصار.

وفي النهاية أبى آذار ان يغادر إلا بتتويج نضالاتنا بيوم الأرض حيث انتفض فلسطينيو الداخل بوجه الاحتلال بنضال شعبي منظم، كان له الأثر البالغ على تشكيل الوعي السياسي بحقهم بالدفاع عن وجودهم وتمسكهم بأرضهم وهويتهم الوطنية.

ففي آذار تحية لكل إمرأة قدمت ابنها أو زوجها شهيداً أو أسيراً.. لكل إمرأة ثائرة في وجه الاحتلال ومشاركة في معركة الصمود والكبرياء.. تحية لكل شهيد وشهيدة ولكل أسير وأسيرة.

_ الدكتور سعيد ذياب قال في كلمته أرحب بالحضور أجمل ترحيب في هذا اللقاء الجماهيري في شهر آذار، هذا الشهر الجميل شهر الربيع والعطاء.. في هذا الشهر نحيّ وإياكم ثلاث مناسبات، مناسبة يوم الأرض، حيث يحيي الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وكل أحرار العالم في الثلاثين من آذار من كل عام هذا اليوم تكريماً للفتية الذين استشهدوا في ذلك اليوم من عام 1976 دفاعاً عن عروبة الأرض ورفضاً لسياسات الكيان الصهيوني الرامية إلى مصادرة الأراضي وتهويدها.

ونحيّ كذلك ذكرى معركة الكرامة، في 31 آذار 1968، التي تجسد فيها أمران؛ أولاً، وحدة الشعب ووحدة الدم، ثانياً، إرادة القتال وتوجيه البنادق نحو العدو الصهيوني فقط، فكان الانتصار كما يقول المرحوم الفريق مشهور حديثة. وهذا هو شهر آذار بما يعنيه من عطاء وجمال، فيه 8 آذار هذا اليوم الذي كرسه العالم والقوى الديمقراطية كيومٍ لتكريم المرأة وعطائها، وإنصافاً لها كي تحصل على كامل حقوقها ككائن مستقل له كينونته، ومواطنة مستقلة في ظل مجتمع يمارس كامل حقوقه وواجباته بكل حرية.

ليس من المبالغة في شيء أن نقول أن هذه المناسبة التي تمر فيها ذكرى يوم الأرض، مرحلة شديدة التعقيد والخطورة، ذلك أن الفهم الصهيوني ببناء المستوطنات يتجلى بأكثر الصور بشاعة ودلالة، حث يستمر هذا الكيان في بناء المستوطنات بل أنه يرفض وقف الاستيطان ولو مرحلياً من أجل عودة مسرحية وملهاة التفاوض.

والمؤشر الآخر على خطورة المرحلة كذلك، هو التحول الأمريكي في الموقف من الاستيطان، باعتباره غير شرعي إلى عقبة على طريق السلام، وصولاً إلى تجاوز الحديث عنه ومطالبة الفلسطينيين بالقفز عنه كشرط للعودة للمفاوضات.

والمؤشر الثالث، هو ذلك التفاهم الأمريكي الصهيوني على تصفية القضية من خلال السعي لبناء مشاريع تخدم العدو الصهيوني وتحقق أهدافه.

ومما يزيد من خطورة المشهد، أن الانقسام الفلسطيني لا يزال مستمراً، بل يتعمق ليأخذ أبعاداً جغرافية وسياسية، بل وحتى مجتمعية. مما يؤكد على أن الطرفين يرهنان موقفهما بإنجاز المصالحة بعوامل خارجية لا ترتبط لا من قريب ولا من بعيد بالمصلحة الوطنية الفلسطينية. الأمر الذي يضع الجميع أمام مسؤوليته في مواجهة المخاطر والانقسام من أجل الاستفادة من اللحظة السياسية المواتية، لتطوير وارتقاء الحالة الجماهيرية وصولاً إلى انتفاضة شعبية شاملة تضع القضية الفلسطينية برمتها على سكتها الصحيحة، سكة التصدي للكيان الصهيوني والإمبريالية والرجعية المرتبطة معه.

إن قراءة المشهد الفلسطيني لا يمكن أن تستقيم إذا لم يتسنى لنا فهم ما يجري في الوطن العربي، إذا كنا قد تفاءلنا في الحراك الشعبي العربي الذي بدء في تونس وتواصل ليمتد إلى عموم الوطن العربي، للتخلص من أنظمة الفساد والاستبداد، هذا التفاؤل راح يخبو قليلاً قليلا، وذلك بسبب اندفاعة القوى الإمبريالية نحو أقطارنا العربية من أجل احتواء هذا الحراك وحرفه عن أهدافه التقدمية، بل راحت هذه القوى تعمل جاهدة على تأجيج الصراعات المذهبية والطائفية والاثنية، وصولاً إلى تفتيت الوطن وفرض هيمنة صهيونية غربية مطلقة عليه، هذا هو (الشرق الأوسط الجديد) الذي يسعون من أجله.

لقد ساعد تلك القوى على تحقيق أهدافها، عوامل عديدة منها، ضعف مشاركة القوى التقدمية، وضعف تأثيرها في الحراك الشعبي. مضافاً إلى ذلك أن ما يُعرف بالإسلام السياسي مارس دوراً إقصائياً ورفضاً للرأي الآخر مما عمّق حدة التناقضات المجتمعية في مرحلة انتقالية نحن في أمسّ الحاجة منها للتوافق وصولاً إلى بر الأمان.

لقد تمادت تلك القوى (قوى الإسلام السياسي) إلى درجة الدخول في صفقات مع الدول الغربية مما أضعف دور قوى التغيير وترك فرصة كبيرة للتدخل وتوجيهها بما لا يخدم قضايانا الوطنية.

والمسألة الأخيرة والتي تتطلب منا جرأة الاعتراف وتتمثل بهشاشة مناعتنا المجتمعية وقابليتها الزائدة وبسرعة للاستجابة للمحرّض الخارجي، وصولاً إلى تفتيتها وزرع الاحتراب بينها.

في الوقت الذي يستمر رئيس الحكومة المكلف في مشاوراته مع النواب، وكان قد سبقه رئيس الديوان المشاورات ذاتها، ولكن من أجل تحديد إسم الرئيس، فإن اللافت للنظر أن هذه المشاورات لا تستهدف الالتزام ببرنامج محدد، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، ولا تقود إلى تحديد أسماء الفريق الوزاري، إذن ماذا تستهدف هذه المشاورات؟ ولماذا كل هذا الوقت؟

إن الشيء المرجح أن الرئيس يهدف إلى إرضاء السادة النواب، وبالتالي ضمان حصوله على الثقة دون أن يعرف أحد على أي أساس يسير.

نحن لا نزال نعتقد أن الواقع مأزوم بكافة مكوناته، وأن الحكومة بسياساتها وتوجهاتها تدير ظهرها لهذا الواقع، وتمعن في السير وفق التزامها مع صندوق النقد الدولي، دون أي جهد مهما كان ضئيل يمكن أن تبذله لمواجهة هذا الواقع.

لقد كانت الحكومة قد تحدثت عن إعادة النظر بالمؤسسات المستقلة، وتوحيد موازناتها مع الموازنة العامة، ولكننا لم نشاهد من هذا القبيل، ولا تزال تسير على ذات النهج في بذخ الإنفاق، ولم تفكر ولو للحظة، لإعادة النظر في مخصصات وزارة الدفاع، ولكنها بالمقابل تتحمس كثيراً لتغطية عجز موازنتها برفض الدعم عن المحروقات أو التبشير للناس بأنها سترفع أسعار الكهرباء والماء في حزيران القادم.

فحتى اللجنة التي تم تشكيلها من أجل تقييم برنامج الخصخصة بدا واضحاً لنا، أن الهدف من تشكيلها جاء فقط من أجل احتواء المطالب الشعبية التي طالما ألحت بإعادة النظر بسياسة الخصخصة وتقييم ما تحقق ومحاسبة الفساد الذي رافق ذلك الدرب.

أما في موضوع الفساد ومحاربته، فإن حكومتنا لا تزال عاجزة وحائرة في كيفية الإمساك بالفاسدين وتتعذّر بأنها لا يوجد لديها أي ملف في هذا الشأن.

نحن إذن أمام مشهد يتمثل بحكومة تصريف أعمال وبرلمان أقل ما يمكن وصفه بأنه برلمان لا يعي دوره ووظيفته بل حتى لا يعرف ماذا يريد !!

مقابل هذه الصورة للحالة الرسمية، فإن الحالة السياسية الشعبية والقوى السياسية تتسم بالتردد والتباين في تحديد أهدافها وبرامجها، ويكمن هذا السبب في إخفاقٍ لتحديد طبيعة التناقض الأساسي، الذي يحكم الصراع المجتمعي. وهي مسألة تكمن أهميتها وخطورتها في أن هذا الإخفاق يقودنا إلى اصطفافات خاطئة، ويعطل من دور القوى القومية واليسارية من القيام بما هو مأمول منها كحامل للمشروع الوطني والديمقراطي. الأمر الذي يتطلب منا الحوار الجدي والمعمق من أجل حسم هذا الموضوع، حتى نضع أقدامنا على الطريق الصحيح في صراعنا من أجل بناء أردن وطني ديمقراطي.

في يوم الأرض وفي يوم الكرامة وفي يوم المرأة، التحية للمرأة الفلسطينية والأردنية والعربية

المجد والخلود للشهداء.. شهداء الكرامة.. شهداء كل معارك البطولة.. الشهداء المدافعين عن الأرض.. والتحية للأسرى القابعين في سجون الاحتلال ويخوضون معركة الأمعاء الخاوية.. والتحية للمناضلين من أجل حرية أمتهم ووحدتها..

وألقى الشاعر صلاح أبو لاوي عدداً من القصائد الوطنية، واختتم المهرجان بحفل فني وطني أحياه الفنان عبد الحليم أبو حلتم.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات