يوم الأرض أم يوم الانسان
في نهاية آذار من كل عام تمر بنا ذكرى يوم الأرض، ومنذ سنين يستثمر ثوار فلسطين هذا اليوم للانتفاض في وجه الكيان الصهيوني في محاولة منهم لعمل صدمة انعاش ثورية للقلب العربي ، على أملٍ بالصحوة والتحرك لانقاذ ما تبقى من كرامة بعد أن ضاعت الأرض .
لا بأس أن نحيي هذه الذكرى ، ولكن السؤال الذي يدور في خلدي ، أليس الانسان أهم وأولى من الأرض ، أليس الانسان أغلى ما نملك ... ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لأن تهدم الكعبة حجرا حجرا ، اهون على الله من ان يراق دم امرئ مسلم ) ... إذن فعلامَ نتذكر يوم الأرض ، وهو يوم واحد وننسى سنوات عجاف يقضيها الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني ، نتذكر هذا اليوم وننتفض ولا يهتز لنا جفن عندما يُقدمُ الاحتلال الصهيوني على اغتيال الأسير تلو الأسير ..
أشرف أبو ذريع ثم عرفات جرادات وقبلهم العشرات ، واليوم الأسير ميسرة أبو حمدية والذي يشارف على الهلاك وبات لا يقوى على الحراك بعد تفشي المرض اللعين في جسده النحيل وما زال الاحتلال يصرّ على مخالفة القوانين والمواثيق الدولية وحتى قانونه هو .. ويبقي على الأسير ميسرة في سجونه يواجه الموت وحيداً الا من معية الله .
حتى متى نحتفل بيوم الأرض وتترك حكومتنا في نفس الوقت خمسة وعشرين مواطناً أردنياً يلاقون مصيرهم المجهول في سجون الاحتلال دون أدنى مسؤولية تجاه الإنسان ..
أليس من يبيع الإنسان وينساه جدير أن يبيع الأرض والعرض !!!
أسير المحرر