إشتقت إلى ...
اشتقت إلى....
اشتقت إلى سهرةِ صيفٍ من زمنٍ جميلٍ ارتحل من ماضينا ...
إشتقت لعبقِ التاريخ الراعفِ حزناً على مآسينا ..
اشتقت لزاعوق مطرٍ قديمٍ يغسل عار انفسنا وما به ُ قد ابتلينا..
اشتقت لربيعٍ يُزهر في نيسانَ بعشق الأرض يعزفُ لحنا ربيعيا يرضينا...
اشتقت لفلاحٍ يحرثُ الأرض بمحراثٍ قديمٍ يمشي الهوينا خلف حصانٍ وهو فرحٌ يناجي رب العالمينَ ..
إشتقت لحطبِ الموقد يعبق بدخانٍ نفاذ الرائحةِ ومن دفء نارهِ ُيدفينا..
إشتقت لفجرٍ تطل شمسه باسمةً فوق سهولِ الأرض التي اصبحت مزروعةً بيوتاً تحجب شعاع الشمسِ ولا ُتدفينا ..
إشتقت لخيرات الأرض ومن خيرِ ثمارها كانت بودٍ تعطينا ..
اشتقت لسنابلَ قمحٍ تبدوكموجٍ بحرٍ حين ُيداعبها نسيمٌ فلا تستكينَ....
اشتقت لصوت ديكِ الفجريوقظنا بصوتٍ افضلَ من منبهٍ مزعج يؤذينا..
إشتقت لحاراتِ وأزقةِ القريةِ الضيقةِ وكنا فيها مع من يسير سائرينا..
اشتقت لخبز طابون امي من فرنٍ نسيه الأبناءُ والأحفادُ ، يعبق برائحته بين بيوت الفلاحينَ..
اشتقت لبيدرٍ من عطاء الأرضِ نأخذ منه قمحا ،شعيرا، عدسا ، كرسنة وفوقه دراس بيدرٍ يغني لحنا جميلاً ...
اشتقت للمذراةِ ، والشاعوبِ ، بيدٍ ماهرةٍ من كومة البيدر تستخلص قمحا و شعيرا...
اشتقت لصوت أبي رحمه الله من آذان الفجر ينادينا ....
اشتقت لصحنٍ من زيتٍ وزيتونٍ وزعترٍ وفيه عبقُ الأرض يبقى في الذاكرةِ حينا....
اشتقت لخيرات الأرض من كزبرةٍ برّيةٍ ، وجَلَتونٍ ، وفرْقعونٍ ، وازهارٍ برية تتمايلُ برائحةِ وردِ وياسمينا ...
اشتقت لراعٍ يسوق اغنامه وخرافهُ بلحنِ نايٍ ينساب نغما عذباً بين حقول وبساتينا..
اشتقت لِطْرقوعِ شنينةٍ من سعْنٍ بدوّيٍ في بيتِ شعرٍ بعذبِ طعمهِ َيْروينا..
اشتقت لمؤذنٍ يصعدُ المئذنةَ وبصوتهِ يصْدح بآذانِِ المغربِ في رمضانَ للإفطارِ ينادينا...
اشتقت لمدرسةِ الطفولةِ ونبض العلم من معلّمٍ مخلصٍ ومن عطاءِ عزمه لا يلينا ...
اشتقت لِسَبَتِ جدّتي المملؤ بخيراتٍ ومنه كانت تعطينا...
اشتقت لزمن الطفولة البرئ الذي كنا فيه نعبث ببراءة ونعود من اللعب و ننامُ منهكينَ ....
اشتقت لسهراتِ صيفٍ تحت دالية في عريشةِ البيت مع قناديلٍ تتراقصُ مبديةً نجومَ السماء زاهرةً وقمرُ باسمُ بضيائه يناجينا ...
إشتقت للصدقِ ،للمحبة، للبراءة ولطهرِ النفس ، التي كانت تملأ الأملَ فينا ...
اشتقت لراحةِ بالٍ وصفاءِ النفسِ وأمانٍ واطمئنان في بلدٍ يبدو من شرَ اعمالنا علينا حزينا ....
اشتقت لطرقاتٍ ألفتها بحبٍ ومودةٍ مع الأصدقاء والأصحاب ....
اشتقت لصديق صدوق تركني وارتحل وتاه في بلاد الإغتراب ..
اشتقت للنفسِ تصفو وتسكنُ متنعمةٍ براحةِ البالِ ولا يعكّرها شر، وسؤٌ ، واضطرابْ ...
أشتقت لِما راحَ من عمري زمنا.... وما ضاعَ منهُ ِسنينا.....
اشتقت لوطن يعود إليه الخير والحب بعدما سرقه عابث وجعل العيش فيه وهم وسراب ""؟؟