كارثة اللجوء السوري

تم نشره الإثنين 01st نيسان / أبريل 2013 01:09 صباحاً
كارثة اللجوء السوري
د. فهد الفانك

الحكومة الاردنية مسؤولة عن تفاقم أزمة اللجوء السوري إلى الأردن نتيجة سياسة الباب المفتوح بشكل أدى إلى اجتياح شمال المملكة لدرجة اعتباره منطقة منكوبة ، وتحميل البلد محدود الموارد أعباء تفوق طاقته.

قبل عدة أشهر أكد رئيس الحكومة أن الأردن لا يستطيع أن يستقبل لاجئاً سورياً إضافياً واحداً. وكان عدد اللاجئين في حينه أقل من مائة ألف ، فما الذي حدث حتى تفتح الأبواب على مصاريعها لحوالي مليون سوري نصفهم في المخيمات التي خلقت مشكلة أمنية لا يريد أحد أن يعترف بها ، ورتبت على البلد التزامات لا يستطيع حملها في مجالات الطاقة والمياه والتعليم والصحة والخدمات.

اعترفت الحكومة أن كلفة استضافة اللاجئين السوريين ستتجاوز مليار دولار سنوياً إذا استمر تدفقهم ، والواقع أن الكلفة تزيد عن ضعف هذا المبلغ حتى لو تم ايقاف التدفق اليوم ، فكيف يكون الحال إذا استمر السيل الجارف لانتقال الشعب السوري إلى شمال الأردن.

الوضع الراهن للجوء السوري المكثف يكلف حسب رأي الحكومة مليار دولار دون أن تكون تحت تصرفها موارد لسد هذا المبلغ ، الذي لا تسمح به الموازنة التقشفية التي قدمتها الحكومة إلى مجلس النواب.

التبرعات المالية العربية والأميركية التي وصلت والمنتظر وصولها بالقطارة لا تسد جزءاً صغيراً من الكلفة الباهظة ، فما هو تفسير وتبرير قرار الانفتاح الذي لا يضاهيه سوى فتح الجسور لتسهيل هجرة الشعب الفلسطيني بعد حزيران 1967 ، وإذا لم يكن ذلك كافياً فإن جواز سفر مؤقت كان جاهزأً لمن يترك الضفة ليفتح له أبواب العالم بأسره. هل بدأ إصدار جوازات سفر مؤقتة للاجئين السوريين؟!.

يتمتع الرئيس النسور بشرعية صاحب قرار قوي ، فقد قرر تخفيض عجز الموازنة وخسائر الكهرباء في وجه المعارضة الشديدة ونجح ، فلماذا يخاطر بهذه الشرعية ، إذ يحمّـل الموازنة أكثر مما تطيق ، وأضعاف ما يمكن توفيره من رفع الأسعار وتخفيض الدعم ، فبأي حق يرفع الأسعار بعد الآن بحجة عجز الموازنة طالما أنها تحتمل مليار دولار إضافي.

إذا كان الرئيس قوياً في مواجهة المعارضة الداخلية فعليه أن يكون قوياً أيضاً في مواجهة الضغوط العربية والاجنبية التي تريد استخدام الأردن كأداة لتنفيذ سياساتها في سورية.

مجلس النواب استشعر الخطر وأخذ موقفاً واضحا وقدم خمسين توصية لمواجهة الكارثة ، وبانتظار ما ستأخذ الحكومة به من هذه التوصيات. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات