قصتي مع الاسلام في ولاية نورث كارولينا الامريكية
قبل عدة سنوات اضطررت ان اسافر للولايات المتحدة الامريكية و الى ولاية نورث كارولينا و تحديدا الى مدينة رالي , لاقضي بعض الاعمال الخاصة لصديق عزيز علي في السعودية حيث كنت مقيم , و كان لي اصدقاء اردنيين في تلك الولاية من ضمنهم صديق عزيز علي اسمه ( احمد ) ذهبت معه في احد ايام الجمعة لقضاء الصلاة في المسجد الرئيسي لتلك المدينة و رغم كبر حجم المسجد نسبياً و ما يحتويه من حديقة و ملحق خاص به و لكن في كثير من المناسبات كصلاة الجمعة او الاعياد تتم الصلاة على دفعتين لكثرة عدد المصلين حيث يضيق المكان بهم , و لفت انتباهي انه كان يوجد بجوار المسجد بيت أرضي و عليه رايتين واحدة سوداء و الاخرى خضراء مكتوب عليها ( لا اله الا الله محمد رسول الله ) و كانت الرايتين ملفتتين للإنتباه لحجمهما و للونهما .
و بعد انتهاء الصلاة سألت صديقي احمد عن قصة هذا البيت و قصة الرايتين فضحك و قال : سنذهب لهذا البيت لاحقاً لزيارة اهله حيث ان صاحب هذا البيت هو صديق له اردني الجنسية من اصل فلسطيني إسمه ( وليد ) جاء منذ عدة سنوات للدراسة في جامعة نورث كارولينا و كانت له زميلة في الجامعة أثارت إعجابه فاحبها و لهذا عرض عليها الزواج .
و لكنها اشترطت عليه ان يعتنق الكاثوليكية المسيحية و هنالك صار خلاف بينهما حول ذلك لانه يريدها ايضا ان تعتنق الاسلام مع انه ليس ملتزماً دينياً .
و أخيراً و لحل هذه الاشكالية توصلوا الى اتفاق يقضي بان يذهب هو الى الكنيسة للتعرف على الدين المسيحي و المذهب الكاثوليكي خاصة و هي تذهب الى المركز الاسلامي لتتعرف على الاسلام .
و بعد شهر من ذلك سيجتمعان و يقرران اما الخروج من الدين او ان يكونا مسيحيين كاثوليكيين او مسلمين .
و بالفعل ذهب هو للكنيسة بواسطة تلك الفتاة و ذهبت هي الى المركز الاسلامي بواسطة السيد وليد .
و بعد انتهاء الموعد اتضح ان راعي الكنيسة لم يرتاح الى السيد وليد لانه كان كثير الاسئلة المحرجة فطرد من الكنيسة .
و اما هي فكان حظها أفضل داخل المركز الاسلامي بوجود شاب امريكي مسلم من اصل تركي عرفها على الاسلام و شرح لها مقاصده و غايته فما كان من الفتاة الا ان اسلمت بعد ذلك و تزوجت السيد وليد و انجبا ثلاثة اطفال .
و عندما ذهبنا الى منزل السيد وليد استغربت مما رايت و سمعت , حيث ان جذور عائلة الفتاة كاثوليكية بحتة فلم يوجد في تاريخ عائلتها ان اعتنق احدهم ديانة غير ديانتهم المسيحية و الكاثوليكية تحديدا و لم يكن لعائلتها اي جذور غير امريكية , و المهم اني وجدت هذه المراة منقبة و تلبس الكفوف السوداء و تدرًس ابنائها المناهج الخاصة لكون النظام التعليمي في الولايات المتحدة يسمح بذلك و تتحكم هي بما يشاهدونه و يسمعونه على التلفاز من خلال الريموت كونترول .
و اصبحت هذه المراة المسلمة لاحقا مسئولة عن النساء المسلمات في منطقة رالي و اصبح السيد وليد ملتزماً تماما على يديها و حدثني السيد وليد على ان زوجته وافقت مرة للذهاب الى الاردن للعيش هنالك مع والديه و لكنها سرعان ما رجعت عن ذلك بعد ان رفضت العيش في منزل عائلة وليد بسبب وجود اربعة اشقاء له غير متزوجين ( عزًاب ) و قالت : لا استطيع العيش في هذا البيت لانهم ليسوا بمحارم لي .
و عند سؤالنا عن الرايتين قالت : ان الراية السوداء هي راية الرسول صلى الله عليه و سلم كان يستخدمها عندما يعلن الجهاد و اما الراية الخضراء فهي راية التوحيد و الاسلام .
فقلت : سبحان الله العلي العظيم يهدي من يشاء و يعز من يشاء بيده الخير و هو على كل شيء قدير . و اصبحت هذه الفتاة بدلا من ان تكون صديقة لوليد ... اصبحت زوجة مسلمة – مؤمنة و مخلصة لربها و لزوجها و لبيتها و اصبحت السبب الرئيسي في التزام السيد وليد و إستقامته .