وزارة التموين / خطوة للوراء

تم نشره الأربعاء 03rd نيسان / أبريل 2013 02:03 صباحاً
وزارة التموين / خطوة للوراء
د. فهد الفانك

بعـد التجربة الفاشلة لوزارة التموين ، تعود الوزارة مرة أخرى ، ليس لأنها لازمة ، بل لمجرد الاستجابة للضغوط من جهات تعتقد أن وزارة التموين هي الحل مع أنها ستكون مشكلة إضافية.

عودة وزارة التموين تعني أن الحكومة لم تعد تؤمن باقتصاد السوق وتحرير الأسواق وفتحها للمنافسة ، وتعني أن الحكومة ترغب في العودة للقيام بدور المتاجرة استيرادأً وتصديراً وتسويقاً ، كما تعني أن الوزارة لا تثق بالقطاع الخاص وستقوم بتحديد الأسعار بدلاً من العرض والطلب في مناخ المنافسة.

عودة وزارة التموين تعني أن الحكومة غير جادة في تبني برنامج للإصلاح الاقتصادي يحظى بمباركة صندوق النقد الدولي ، فالصندوق لا يهضم قيام وزارة تموين من شأنها تعطيل عمل الأسواق وتوريط الحكومة فيما لا تصلح له.

ماذا عن التجربة السابقة لوزارة التموين؟ في عهد الوزارة بلغ التضخم (الغلاء) 14% في السنة ، وكانت الوزارة تحدد هامش الربح للتجار بنسب تزيد عما كان سيتقرر في ظل المنافسة.

احتكار الحكومة للسكر والأرز والقهوة لا يعني ان كبار المستوردين لهذه الأصناف سوف يتعطلون عن العمل ، ذلك أن الوزارة تطرح الطلبيات في عطاءات يأخذها وينفذها نفس التجار المتخصصين باستيراد هذه المواد.

كل ما هنالك أن الوزارة تتحمل عنهم مخاطر تقلبات الأسعار ، ومخاطر الديون المشكوك فيها والمعدومة ، وتعفيهم من تكاليف البيع ، فأرباحهم سوف يقابلها مصاريف أقل.

أسعار السكر والأرز والقهوة تتقلب يومياً ، والتاجر المتخصص يعرف متى يربط الصفقة بأحسن سعر ، أما عندما يتقدم لعطاء وزارة التموين فهو يخمّـن ما سيكون عليه السـعر العالمي عندما ينفذ العطاء ، ولذلك فإنه يفترض أسوأ الاحتمالات ، ويضيف هامشاً لتقلبات السعر ، وبالتالي فإن كلفة الاستيراد ستكون أعلى.

المستفيد الأول من وزارة التموين هو التجار الذين سيحصلون على عطاءات الاستيراد وعلى هامش أرباح مضمون ، والخاسر الأول هو المستهلك الذي سيتحمل كلفة سوء الإدارة والبيرقراطية حتى لا نقول الفساد.

أما الخاسر الأكبر فهو الخزينة التي عليها أن تمول وتتحمل رواتب الموظفين الذين سيتحولون إلى تجار في يوم وليلة ، وسوف توضع تحت الضغط للعودة إلى سياسة الدعم الاستهلاكي للتستر على ارتفاع الكلفة.

غلطة تشكيل وزارة التموين تشبه غلطة إيقاف تسعير المحروقات شهرياً ، يسهل أخذها ويصعب التراجع عنها ، وفي الحالتين اتخذ القرار الخاطئ من أجل الشعبية.

ماذا يقول الفريق الاقتصادي؟. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات