مجلس النواب... ارحل
الإصلاح الذي يراوح مكانه بخطوة إلى الامام وخطوتين الى الخلف لابد ان يبدأ بخطوة جادة وهي حل مجلس النواب الحالي والذي لايرى فيه الارنيون سوى رقعة من احجار الشطرنج يحركها لاعبو الفساد بكل الاتجاهات مستغلين الضعف وقلة الخبرة للمثلي المجلس الذي اثبت ومنذ جلسته الاولى انه مجلس فاشل بكل المقاييس.
المجلس الحالي الذي يشبه مدرجات الرومان التي كانت تقام فيها العاب المجالدة بدا جلسته الاولى بيافطات شوارع رفعها احد النواب وانتهى بالاسلحة البيضاء والاسلحة الحية داخل اروقته مما يدل على ضعف وقلة حيلة اعضائه وما يجري تحت القبة لايدل الا على ضعف مخفي وراء الجعجعة والهلوسات التي تصدر من هذا النائب او ذاك.
النواب كلهم مستوزرين وهذا ماظهر جليا بالايام الماضية حيث اوهم النسور وبحركة ثعلبية ان وزارته القادمة ستضم وزراء من داخل المجلس وهذا جعل جميع النواب ينتظرون اللحظة التاريخية بدخول القبة والرابع في وقت واحد ولكن على مايبدو ان السحر قد انقلب على الساحر وظهرت بعض الوجوه من النواب التي تأملت بالوزارة وبدأت (بالطخطخة ) على الحكومة الجديدة حتى قبل ان تستقبل مهنئيها.
هذا المجلس يفوق الحكومة بالتخبط وهو لايصلح لقيادة المرحلة وسيقدم خدمة لن ينساها له الوطن ان حزم امتعته وغادر فورا لأن السادة النواب يعيشون على مايبدو خارج حدود الوطن ولا يعون مايجري بداخله فاليوم يعلن بعض النواب انهم سيحجبون الثقة عن الحكومة لندخل مرة ثانية في ازمة سياسية جديدة وهذا كله بسبب تخلي الرئيس الجديد عن وعوده بتوزير النواب.
اذا المسألة ليست مسألة الخوف على الوطن او عدم رضى عن الحكومة بسبب سياساتها بالتعامل مع الملفات السياسية والاقتصادية بل هي مسألة شخصية تتعلق بالنواب انفسهم ولهثهم خلف المكتسبات الشخصية وفي أولويتها المقاعد الوزارية, ولا ندري سبب هذه (الطعطعة) امام شاشات الفضائيات في وقت يفترض ان جميع القنوات يجب ان تكون مفتوحة بين الحكومة والنواب وان يكون الحوار الجاد والبناء على طاولات العمل وبعيدا عن الكاميرات, فالوقت لايسمح اطلاقا بالاستعراض وتفتيل العضلات وسحب المسدسات على الحكومة او الدفاع عنها.
الوقت ياسادة لايتسع للمهاترات والمناكفات بل هو وقت العمل الجاد الدؤوب ورص الصفوف فما عاد الوطن واهله يحتملون تلك المسرحيات التي لاتعود على الوطن الا بمزيد من الاحباط وفقدان الثقة بالحكومة والنواب معا فان بقيتم على هذا الحال فالافضل لكم جميعا ان ترحلوا غير مأسوف عليكم فعلى مايبدو انكم بواد والوطن بواد آخر.