العنف الجامعي ... الى أين !!!؟
كل يوم تطالعنا الاخبار بالعنف الجامعي الذي أصبح مسلسلاً يومياً يتنقل بين الجامعات الحكوميه والخاصه على حد سواء ، وكأن أيدي خفيه تحركه من جامعه الى أخرى هدفه الاطاحه بمرتكزات الوطن الرئيسيه ( العلم والامن والامان ) الذي كنا نتغنى به سابقاً ، ونحن نعلم أهمية العلم حيث وردت هذه الكلمة في القران الكريم (60) مره ،وهذا يدل على مكانة العلم والعلماء في تقدم البشريه ورفعتها ، لاخراجها من ظلمات الجهل والتخلف والوثنيه ، وهي عوامل إنحطاط البشريه وشرذمتها ، اما ما نراه هذه الايام الا المناداه بالرجعيه الجاهليه من عصبيه وعنصريه بدأت تغزو جامعاتنا ودور العلم التي لم تعُرف سابقاً وعلى مر العصور الا رافداً أساسياً لتطور وتقدم المجتمعات نحو الرقي ورفعة الانسان ، وذلك واضح بالآيه القرأنيه الكريمه ( أقرا باسم ربك الذي خلق )سورة العلق ، ونحن نعلم بإن حقيقة العلم موضحه في قول الشاعر(العلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم).
أما آن لنا الاعتراف بإن هناك مشكله إسمها العنف الجامعي يتهدد حياتنا اليوميه وحياة أبنائنا الطلبه ولذا فإنه من الاجدر عقد جلسات تشاوريه اطرافها ( الجامعه ، والطلبه ، والاهل ، وهيئات المجتمع المدني ) للخروج بقانون يحد من العنف الجامعي ومحاولة التخلص منه ووضع النقاط على الحروف من حيث تحمل المسؤوليه ، بالمناسبه هي مسؤوليه تشاركيه الجميع معني بها ، لإعادة الصوره المشرقه لبلدنا وجامعاتنا ، وذلك بإيجاد الحلول الناجعه لها ، ومن هذه الحلول :
1- : وضع أجهزة تفتيش على مداخل الجامعات ، لغايات كشف الادوات الحاده والبلطات والمسدسات وغيرها من الاسلحه التي يمكن أن تستخدم في إي عراك او مشاجره قد تحدث لا سمح الله.
2- : تركيب كميرات مراقبه داخل الحرم الجامعي وأماكن تواجد الطلبه.
3-: تشديد العقوبات على المتسببين بإشعال الفتنه وتبعياتها ، قد تصل الى الفصل من الجامعه وعدم قبوله في أي جامعه أخرى داخل الوطن.
4- : إضافة بند لتخرج الطالب من الجامعه بإنه حسُن السيره والسلوك طيلة فترة الدراسه في الجامعه لتؤهله بالتخرج ودخول سوق العمل مستقبلاً .
5- : تفيعل عمادة شؤون الطلبه لتعزيز اللقاءات الطلابيه وإدارة الجامعه بهذا الخصوص ، وللاسف عمادة شؤون الطلبه ممكن نشعر بوجودها في حالة الانتخابات الطلابيه او بتنظيم أحتفال للجامعه والدعوه للمشاركه به فقط.
6-: معرفة أسباب إثارة المشاجرات والعنف الجامعي ومحاولة التخلص منها ، فمثلاً إذا كان السبب الانتخابات الطلابيه فإنه يجب تجميدها او الغاءها نهائيا وذلك درءاً للمخاطر.
7- : تفعيل دور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، في عملية الرقابه على مجتمع الجامعات ، وعدم الاكتفاء بمعادلة الشهادات والتصديق عليها عند التخرج ، وعدم إستخدام سياسة فرض القيود على الجامعات وبالذات الخاصه دون أي مبرر ولكن لتنفيذ أجندات شخصيه كيديه ضد بعض الجامعات الخاصه ، والاجدر بها إيجاد جو التنافس التعليمي الشريف والبحث عن أفضل السبل في إستقطاب الطلبه العرب والاجانب في جامعاتنا مما يعزز مكانة التعليم العالي ، وأنوه هنا الى أنه كانت إحدى الجامعات الخاصه تحقق النجاح تلو النجاح في إمتحانات الكفاءه الجامعيه الذي كان يعقد سابقاً وعندما تعرت بعض الجامعات الحكوميه في هذا الامتحان (فشلت) ، عملت وزارة التعليم العالي على تجميد العمل به وبدأت تبحث عن أسباب لاغلاق الجامعات الناجحه ، حيث الطلبات كل يوم شكل ، حتى وصلت تلك الجامعات الى مرحلة اليأس مع وزارة التعليم العالي والبعض منها الآن بصدد الاغلاق.
وفي الختام فإنه إذا استطعنا التخلص من أسباب العنف الجامعي ومن تفعيل دور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتطوير مناهج التدريس في مرحلة المدرسه والجامعه بما يتوافق مع تطلعتنا نحو التقدم والازدهر والرفعه فإنه بإستطاعتنا الولوج لمرحلة الفرصه السكانيه بكل ثقه وإقتدار والتي لم يتبقى عليها الفتره الزمنيه البعيده - نهايات العقد الثاني من هذا القرن - وبهذا نستطيع أن نقول بإن بلدنا العزيز هو على خطى ومسار (هونج كونج ، وماليزيا ، واليابان ، ...) النمر الاسيوي ، وغير ذلك فسنبقى بالمربع الاول وإقراء على الدنيا السلام .