ما حدث في جامعة مؤتة ليؤلمنا
أن الذي يحدث في جامعة مؤتة اليوم لمحزن ومؤلم ،لما جري على ساحاتها المعدة للعلم والمعرفة من مشاجرات ومصادمات عنيفة مابين أبنائنا الطلبة ليزيد أشد الحزن ويدمي القلوب لما ألت إليه الأمور عندما خرجت عن الضبط والسيطرة وهي تأخذ منحى خطير جداً نحو تفاقم الأمور والتصعيد حتى تأخذ شكل المعركة الحقيقية حسب ما تصوره لنا المواقع الالكترونية في نقلها لوقائع تلك الصدامات العنيفة التي نتج عنها ما كان قد نتج وهي خسارة على الوطن الغالي بأسره بسيرتها العلمية الطيبة وتاريخها المجيد و هي مدعاة للألم والحزن على كل حال و تشوه صورة الجامعة العريقة وأخواتها من الجامعات الرسمية.
لم يكن يجب أن تتطور هكذا أمور لو اتخذنا موقف رسمي وشعبي حازم وعقلاني في بداية الأمر هذا وتحكيم العقل والمنطق وسلوك السبل التي تمنع هذه الواقعة باتخاذ الإجراءات الحازمة والصارمة مع مثيري تلك المشاجرات من بداية الأمر ومنع كل أسبابها من البداية ، لكن الذي يدعي للقلق والخشية أن تنتقل تلك المصادمات إلى خارج أسوار الجامعة لتتحول إلى وسيلة وذريعة لامتداد الفوضى والخروج عن القانون بدعم من القوى الخارجية التي تتحين الفرصة التي قد تسنح لها للنيل من وحدة المجتمع الأردني وتقويض أمنه واستقراره لا سمح الله ،بينما نلاحظ تباطؤ في الإجراءات المتخذة من قبل الأجهزة الرسمية التي يعنيها أمر استمرار الجامعة بأداء رسالتها العلمية الريادية ومصدر إشعاع للعلم والمعرفة وخدمة المجتمع المحلي ورافد اقتصادي للوطن يعول عليه كثيراً .
يلزم على ضوء ما حدث اتخاذ كل الإجراءات الرادعة لوقف كل أشكال العنف والاحتكاك بين إطراف النزاع وأستأصل المشكلة من أساسها ومعالجتها بالطرق المتبعة قانونياُ وإداريا وعشائرياً حتى يتم التغلب على المشكلة وحلها بأسلم الطرق لاسيما و بذور الخير مزروعة في نفوس مكونات مجتمعنا الأصيل الضاربة جذوره في أعماق التاريخ الخالد حتى نحافظ دوماً بقدر عالي من المسؤولية على وحدة نسيجنا الاجتماعي مترابط ومتآلف دوماً ،حباً للوطن ودافعاً لعدم تصعيد الأمور وخروجها عن الضبط والسيطرة ولدينا من الإيمان والمعتقد و العرف المتبع أن التزمنا به ينهي كل مشاكلنا مهما كبرت وكثرت واحتواءها بأضيق الدوائر واقصر الطرق أكراماً للشعب الطيب والقيادة الهاشمية الفذة حتى نحافظ متآلفين على بقاء سمعة الوطن الطيبة بما تستحق بالمحافظة عل الأمن النظام العام والتقيد بالقانون لتعود الجامعة المرموقة لتقديم العلم والمعرفة لروادها القادمين من المنطقة المحيطة بها والذين يشدون إليها الرحال من مختلف محافظات المملكة الأردنية الهاشمية والدول العربية المجاورة وفاء لرسالة التعليم وتقدير واحترام لأضرحة شهداء مؤتة رضوان الله عليهم الذين تسابقوا للشهادة من أجل هدف سامي تخلدوا به في الدنيا والآخرة .