التوطيــن !!!
التوطين ظاهرة عالمية عبر التاريخ بدأت منذ عهد سيدنا آدم عندما قَتل قابيل هابيل حيث هرب قابيل بعد ارتكابة الجريمة الى السهول مع ذريتة ...
التوطين ايضاً كان عندما استوطن السلاجقة و الاكراد الذين هاجروا من آسيا الوسطى في عهد الدولة العربية الاسلامية العباسية الى الشمال السوري و الذي يسمى الآن جنوب تركيا و شمال العراق حيث ان هذه الاراضي حتى حدود اسطنبول فتحها العرب ايام الدولة العباسية و الاموية وفيها دفن ابو ايوب الانصاري عند اسوار القسطنطينية ثم نقل الى داخل اسطنبول أو الاستانة ليصبح الاكراد و الاتراك خنجراً في خاصرة العراق و سوريا في عصرنا الحالي .
في عهد صلاح الدين بعد طرد الصليبين استوطن المصريون الساحل الفلسطيني و استوطن الاكراد الضفة الغربية
استوطن سكان آسيا الوسطى احفاد يافث بن نوح اوروبا من خلال هجرتهم عبر تركيا الى اوروبا.
استوطن الاوروبيون البيض امريكا الشمالية و الجنوبية واستراليا بعد قضائهم على اغلب السكان الاصليين من الهنود الحمر و الابروجينيز ..
هناك حالات كثيرة على التوطين و الاستيطان ليس اخرها استيطان البيض الاوروبيون جنوب افريقيا و بعض الدول الافريقية الآخرى ولن يكون آخرها ... استيطان اليهود فلسطين بعد طرد الجزء الاكبر من السكان العرب من فلسطين و هذه العملية لا زالت مستمرة ولكن ما يعوقها الزيادة السكانية الكبيرة للعرب الفلسطينيين حيث ان من بقى من العرب في الجزء المحتل من فلسطين 1948 ازدادوا خلال خمسة و ستون سنة من مئة الف الى أكثر من مليون ونصف و سوف تلعب المتواليات الهندسية و العددية دورها في تصفية دولة اسرائيل ديمغرافياً مع الزمن
التوطين في عبر الاردن Transit Jordan بدأ حوالي عام 1888 بانتقال قبائل الشركس و الشيشان من روسيا و محيطها الآسيوي الى الاردن و استمر ذلك حتى عام 1905 و تزامن معه هجرة عائلة المجالي من الخليل الى الكرك عام 1890 .. ثم تلاحقت موجات الهجرة من الهاشميين مع الملك المؤسس من الحجاز الى الاردن و هجرة الدروز من جبل العرب ثم جاءت الهجرة الاولى من فلسطين عام 1948 ثم 1967 ثم هجرة بعض اللبنانيين اثناء الحرب الاهلية في لبنان تبعها هجرة الفلسطينيين من الكويت و هجرة العراقيين من العراق بسبب الحروب المتتالية و خصوصاً بعد احتلال العراق عام 2003 و الان جاءت موجة الهجرة السورية الثانية بعد هجرات متتالية للسوريين الى الاردن مثل عائلة البقاعي و الطباع و الصباغ و غيرهم .. حتى ان رئيس مجلس النواب الاردني
حديث العهد بالرقم الوطني حيث كان والده رئيس مجلس الشعب السوري !!!!
التوطين ليس كله ضرر بل فوائده أكثر من ضررة في الاردن فبدونه لم تكن الدولة الاردنية، وفي أحسن الاحوال سيكون الاردن اما صحراء فارغه او ملحقة مع عدة دول مثل العراق و سوريا و السعودية .. وقد استفاد من كان في الاردن من السكان قبل عام 1948 من الهجرات المتتالية ... حيث قامت الدولة الاردنية بتوطين العشائر البدوية التي كانت عابرة للحدود بين الاردن و سوريا و العراق و الجزيرة العربية و فلسطين و هذا التوطين هو أحد موجات التوطين ... وساهم المهاجرون في بناء المدارس و الجامعات و تعليم السكان الاردنيين و كذلك اقامة المستشفيات و تحسين المستوى الصحي للسكان ... كما ان ارتفاع قيمة الاراضي بشكل مذهل عاد بالفائدة المالية على السكان الاصليين و على الدولة الاردنية و البنية التحتية في الاردن
التوطين مستمر و سيستمر في كل انحاء العالم و هنالك دول قامت و لا زالت قائمة على التوطين منها الاردن و كندا و الولايات المتحدة و استراليا و نيوزيلندا وهي دول اللاجئين قسرياً وطوعاً أرفع قبعتي احتراماً لسايس بيكو !!!!!!!!!!!!!!!!.