ما زلنا في إرهاب " الثقافة "

تم نشره السبت 06 نيسان / أبريل 2013 11:41 مساءً
ما زلنا في إرهاب " الثقافة "
ظاهر احمد عمرو

اكتب هذا المقال عن تجربتي مع المكتبة الوطنية التابعة لوزارة الثقافة( و هي الصرح الكبير الذي يفخر به كل مواطن لأنها ستكون ذاكرة وطن ), حيث انتهيت مؤخراً و بكل فرح و سرور، من كتابة تجربتي في هذه الحياة ،في كتاب خاص هو الأول لي أسميته :" حياتي " من قاع الفشل و محاولة الانتحار ... الى الاستقرار .
و طبقا لشروط النشر ذهبنا لأخذ رقم ايداع من المكتبة الوطنية للقيام بطبعه ،وعند ذلك طلبوا منا ان ننتظر وقتاً للرد على ذلك , و انتظرنا الاسبوع الاول ثم الثاني و الثالث دون أن نتلقى أي رد من المكتبة الوطنية .وعند مراجعتهم قالوا أن هنالك لجنة ملكية يجب أن يعرض عليها و ذلك لوجود كلام عن العائلة الهاشمية .
استغربت واستهجنت ذلك ،وبعدها ذهبت انا و صديق لي من وزارة الثقافة عند عطوفة مدير المكتبة الوطنية لإحساسنا ان هناك إهمالاً من الموظف المسئول , و للأسف أكد ذلك و قال ان هناك أوامر من رئيس الوزراء ، بأن لا يصدر اي كتاب اذا احتوى على كلمة واحدة عن العائلة المالكة سواء كانت ايجابية ام سلبية الا بعد مراجعته من اللجنة الملكية المعنية بذلك .
و هنا بدات اتوجس خيفة و قلقاً ، و راجعت الكتاب عدة مرات ،و لم أجد سوى بعض المواقف الايجابية و هي من ذكرياتي الحياتية ،و خطرت ببالي أنه عندما يكون هناك روتيناً حكومياً او شيئا غير قانوني أو شيئاً غير منطقي ،العبارة القائلة ( ان هناك أوامر من فوق ) و اتعجب انه في هذا العصر ... عصر الانترنت واليوتيوب والفيسبوك والفضائيات التي في دقائق يكتب المرء و يقول و ينشر ما يشاء بكامل حريته للتعبير عن رؤيته و وجهة نظره بدون تدخل اي فرد ، نعامل بهذه الطريقة المتخلفة من طرف وزارة الثقافة فأتساءل : أي ثقافة و أي رقابة تلك ؟
أحسست أن العملية ما هي إلا إرهاب ثقافي من مخلفات العصر الماضي ،عصر الاحكام العرفية و التي عايشناها مع المخابرات ،و كان إرهابا واقعياً في نفوس الناس ،إذ كان الكل يحسب حسابا لها، و لكن الحمد لله رب العالمين , خف و إنتهى ذلك الارهاب من النفوس و خاصة بعد اندلاع الثورات العربية و الربيع العربي، ذلك الاحساس البغيض و المقيت و ربما زاد ذلك في نفسي هو وجودي في حزب سياسي أردني ( حزب الحياة ) و الذي جعلنا على احتكاك مع هذا الجهاز لان كل الاحزاب مرتبطة بوزارة الداخلية قانونياً .
بحيث تعودنا عليهم و على معاملتهم و اخلاقهم الحسنة التي لم تكن في اذهاننا سابقاً و لكن للأسف و من تجربتي في كتابي و الذي الى الأن لم أحصل على رقم ايداعه مع انه كتاب عادي و لا يوجد فيه صفحة واحدة تعادل مما ورد في كتاب ( أسد الأردن ) للمؤلف الاسرائيلي - اليهودي ( آفي شلايم ) و الموشح بصورة لجلالة الملك الراحل الحسين ليوحي ان ظاهره الرحمة و لكن بعد ان قرأته وجدت ان باطنه فيه كل المصائب و العذاب
عندما راجعت عطوفة مدير عام المكتبة الوطنية في ذلك ،قال ان الكتاب كان ممنوعاً و عندما نشر عالمياً تمت الموافقة على نشره في المكتبات الاردنية و خاصة في مركز الكتب الاردني .
أتمنى أن ننتهي من هذه الإجراءات البالية و المنتهية صلاحيتها في عصر الحرية و الاعلام و التي كفلها جلالة الملك بقوله ان الحرية سقفها السماء . و اعتقد ان هذه اللجنة لو كانت برئاسة جلالة الملك لإنتهينا بأخذ رقم الايداع منذ مدة .

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات