أوهام مزمنة!!

تم نشره الأحد 07 نيسان / أبريل 2013 02:36 صباحاً
أوهام مزمنة!!
خيري منصور

لا يخطر ببال مختار لقرية تعدادها اقل من الف نسمة او رئيس لمجلس قروي ان هذا الكوكب يضم سبعة مليارات انسان، وان هناك عواصم يصل تعدادها الى عشرات الملايين، وان هناك سناتورات يتهيأون للترشح لرئاسة بلدان بسعة قارات.

ومن لم يشاهد في حياته غير غدير او ساقية يصعب اقناعه بان هناك محيطا كان يسمى بمحيط الظلمات واسمه اليوم الاطلسي، ولا يخطر ببال من يؤلف كتابا ان عدد الكتب التي تصدر يوميا في العالم يعجز اذكى الحواسيب عن احصائها، تلك هي المحنة الابدية، وسوء التفاهم الزمني بين من لديهم خيال يذهب بهم بعيدا ويعبر بهم القارات وبين من لا يملكون هذه النعمة.

واذكر ان برتراند رسل وهو فيلسوف ورياضي وناشط من اجل السلام، ظل يتظاهر في لندن حتى تجاوز التسعين، ونشر مقالة ذات يوم عن الكون والمجرات ومجمل الكواكب كي يوضح كم هو الانسان ضئيل اذا قيس بما حوله.. لكنه لا يراه. وانتهى الرجل الى اكتشاف ما سماه اهم ينبوع للحرية وهو الجهل، فمن لا يعلم يتحدث عن كل شيء بدءا من اسرار الخلق حتى الذرة، لهذا سخر منه مثل شعبي معروف عندما سماه «ابو العريف» وهو في الحقيقة لا يفرق بين العصا والالف او بين الياء والمكنسة!!

يحتاج الانسان كل بضعة ايام الى ان يغمض عينيه وفمه ايضا لدقيقة واحدة يتخيل خلالها كم من البشر ولدوا وكم ماتوا وماذا يحدث في شارع ارباط في موسكو او اي شارع في لندن ونيويورك وسدني وبرلين!!

هذه الدقيقة تتيح لمن يفترسه الوهم ان يدرك حقيقته، وانه ليس محور الكون وليس حتى محور زقاق او بيت!

ان من علمونا يستحقون منا الامتنان ومنهم من يستحق تلك العبارة القائلة من علمني حرفا كنت له عبدا، رغم ان المعلم الحر لا يرضى بذلك، لكن هؤلاء يستحقون ايضا العتاب لانهم ورطونا وجعلوا منا غرباء في عقر الدار والوطن.

لهذا هناك من تمنوا لو انهم قطط او شجر او مجرد حجارة، ومنهم كامو الفرنسي ورايتمان الامريكي وابن مقبل العربي.

ذلك لان الوعي عذّبهم وغربهم وحول حياتهم الى جحيم، اذ كان عليهم ان يكذبوا حتى يتأقلموا ويقبلوا او يصدقوا فينالوا العقاب.

قديما عندما كان هناك خجل وماء وجه كان من لا يعلم يعتذر ويحاول التعلم، وشيئا فشيئا تنامت الوقاحة وبنت لها انيابا واصبح العارف مطالبا بالاعتذار عما يعرف لانه ثقيل الدم ولا يعرف كيف يقضي الوقت في النميمة واكل لحوم الاحياء والموتى.

والمرء يضطر احيانا الى تدوين بعض المشاهد كي لا يختلط عليه الامر ويظن ان ما رأه او سمعه لم يكن كابوسا شاهده في النوم.

والاغرب من كل هذا ان من يسخر من اسم كاتب او فيلسوف او شاعر يكتب اسمه بالحروف اللاتينية يحفظ اكثر من الف اسم لاتيني للشامبو والصابون وانواع السيارات والموبايلات!!

والعالم العربي الذي يشكو من شحة السياحة عليه ان يكتشف الوجه الاخر لهذه الشحة وهو عدم ضبط الاخرين له متلبسا بحياة هي دون الموت، لكن من يقنع عجلا في نوبة برطعة انه يعلف ليذبح، وان جلده سوف يتحول الى حذاء!! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات