«الاخوان» .. هدوء ما بعد الانتخابات

تم نشره الثلاثاء 09 نيسان / أبريل 2013 02:12 صباحاً
«الاخوان» .. هدوء ما بعد الانتخابات
حسين الرواشدة

منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل نحو شهرين ونصف الشهر لم نسمع صوت “الإخوان” المسلمين، صحيح انهم واظبوا على اصدار ما يلزم من بيانات حول بعض الاحداث السياسية، والتزموا بالمشاركة في “مسيرات” الحراك ايام الجمع، لكن الصحيح ايضا انه فيما عدا ذلك تجنبوا “الظهور” وآثروا الهدوء وتوقفوا عن طرح أية مبادرات او القيام بأي تصعيد.

يمكن –بالطبع- فهم هذا “الكمون” السياسي وفقا لعدة اعتبارات، منها ان الاخوان مشغولون “بترتيب” اوضاعهم الداخلية، فقد دخلوا في انتخابات الفروع والشعب، وهم الآن بصدد اعادة النظر في تشكيلة المكتب التنفيذي، واجراء ما يلزم من مصالحات لطيّ صفحة “زمزم” وتداعياتها، وبالتالي فهم يستثمرون هذه المرحلة “لبناء” داخلهم من جديد، استعدادا للمرحلة القادمة، ثمة اعتبار ثانٍ وهو ان “المستجدات” التي شهدها “الاسلام السياسي” في مصر وربما في تونس، ناهيك عن “الملف السوري” الذي يشكل الاسلاميون فيه “فاعلا” اساسيا دفعت الاخوان الى “التوقف” طويلا لقراءة المشهد والاستفادة من التجربة واخطائها، وربما كانت “المقاطعة” فرصة بالنسبة لهم للاطلاع على الصورة من خارجها، واجراء “المراجعة” السياسية اللازمة لتجنيب الجماعة من الوقوع في الخطأ نفسه، او التأثر بتداعياته في المدى المنظور، وثمة اعتبار ثالث وهو يتعلق “بتفاهمات” ربما ابرمت بين الاخوان ومطبخ القرار دفعتهم الى الالتزام “بالتهدئة” مقابل تطمينات “باقتراب” ساعة المشاركة وفق “مواصفات” جديدة ترضي جميع الاطراف.

ثمة اعتبار رابع وهو ان الاخوان راهنوا على “احتجاجات” الشارع وعلى بعض “التحالفات” مع الخاسرين في الانتخابات لكن هذه الرهانات –حتى الآن- لم تفضِ الى ما كان يتوقعه “الاخوان” كما ان “التحالفات” لم تخرج بعد الى “الميدان” وبالتالي فان انتظار الاخوان سيبقى معلقا بما يمكن ان يطرأ على المشهد السياسي سواء فيما يتعلق بمقررات رفع الاسعار او اي اشتباك بين الحكومة والبرلمان.

ايضا ثمة اعتبار خامس وهو محاولة الاخوان “تصدير” خطاب عقلاني مقابل محاولات “شيطنتهم” او التخويف منهم، وللتذكير –هنا- فانه سبق للاخوان اطلاق دعوة “لاقامة” برلمان شعبي موازٍ للبرلمان، لكن يبدو انهم تراجعوا عن هذه الفكرة، بعد ان وصلتهم تحذيرات من مغبة “التشكيك” بشرعية المؤسسات وخاصة البرلمان، وعليه يمكن فهم “تحسين” الاخوان “لخطابهم” في سياق “تصالحي” مع الدولة، وفي سياق “تطمين” للشارع والمجتمع.

مهما تكن الاعتبارات والاسباب التي دفعت “الاخوان” الى “الهدوء” والكمون السياسي، وسواء كانت ذاتية او موضوعية، بسبب ظروف الداخل ورهاناتهم على المستقبل او بسبب “مستجدات” الخارج وملفاته العالقة، فان المؤكد ان هذه المرحلة لن تستمر طويلا، وانهم لن يفوتوا فرصة “ التصعيد” للمطالبة بمزيد من الاصلاحات اذا ما تغيرت المعادلات الراهنة، وبالتالي فان استثمار هذه “المرحلة” للدفع نحو “توافقات” سياسية تضع الاخوان في حسابات المعادلة السياسية القادمة، وتطوي صفحة الاختلاف والجدل والمقاطعة، يبدو مسألة ضرورية، بل هو واجب وطني ايضا يتحمل الجميع مسؤوليته.

بقدر ما تستحق مواقف الاخوان، والحراكات الشعبية الاحترام على الالتزام “بالعقلانية” والتحمل وعلى فهم “الحالة” الاردنية، وعدم المغامرة “بالسلم الاهلي” مهما كانت الاسباب بقدر ما تستحق ايضا ان نتعامل مهما بمنطق سياسي “عقلاني” يحافظ على سيرورتها واستمرارها، ويضمن خروجنا جميعا من “محنة” التربص والانتظار، ومنطق الاستعلاء والاقصاء ومرحلة “التشكيك” والتخويف الى مرحلة “اليقين” الوطني الذي نندمج فيه ببناء البلد والانتقال به الى ما يليق بشعبه من حرية وكرامة وعدالة. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات