أم خديجة .. وأمّ الربيعين!

تم نشره الثلاثاء 09 نيسان / أبريل 2013 02:16 صباحاً
أم خديجة .. وأمّ الربيعين!
خيري منصور

العاصمتان الخالدتان، العباسية التي قال خليفتها للغيمة: اذهبي حيث شئت فإن خراجك لي، والأموية التي ألحق شاعرها الدنيا ببستان هشام.. تنافستا على الشعار الواحد ولم يحدث أن اشتبك توأمان كما اشتبكا فيهما!

وتنافستا على احتضان فصائل فلسطينية وعلى وعود بتحرير فلسطين، وأمس قرأت عما يجري في الموصل أو أم الربيعين كما توصف من اشتباك بين متسولات عراقيات وسوريات، والمتسولة المحترفة «أم خديجة» شكت للجميع من المنافسات الشاميات لأنهن جميلات وصغيرات.. ولو لم تكن قناة الدمع لدي قد جفت منذ زمن لأغرقت بالدمع هذه السطور.

تنافس قومي على التسول، وغيمة الرشيد صارت خيمة، أما الغوطة فهي بكل اشجارها رماد في المواقد لمن يدخنون الأراجيل من ملايين العرب المتعطلين عن كل شيء باستثناء العلف أو ما تسير منه.

بغداد الهوى والنوى وشام الأهل هما خبر في الصحف وعلى الشاشات المخصصة للتسلية، وصراع بين متسولات يستخدمن أعمارهن ومساحيق التجميل للمنافسة.

أهذا ما تبقى؟ حيث لم يسلم حتى الموتى من الذبح، فتمثال السّياب في البصرة مثقب بالرصاص. ورأس المعري ملقى بجوار جسدة الحجري على التراب. وأسد بابل يلتقط الجنود الأمريكيون الصور وهم يمتطونه فيما يصرخ الأيوبي من قبره وهو يرى القلاع تباع والأطلال كمائن يتناوب عليها ذوو القربى الأشد مضاضة!

لو أن ساحرة عجوز تقاضت من الأعداء اضعاف وزنها ذهبا وطلب منها ان تتنبأ للعاصمتين العباسية والأموية بهذا المصير لما بلغت في خيالها ما بلغه الواقع.

ليسموا ما يجري ربيعا أو فردوسا أو زلزالا، فالأسماء لا سعر لها، لكن اجدادنا حسنا فعلوا عندما قلبوا قائمة الأسماء كلها فأعطوا أقساها واخشنها لأبنائهم وأنعمها لعبيدهم، لن نختلف على التسمية لكن ما جرى هو انتحار قومي ولم يحدث لأية أمة في التاريخ أن نبشت قبور أسلافها لتبحث عما تبقى من نخاع في عظامهم وهي رميم!

أم خديجة المتسولة في الموصل هي من سلالة بنت الأزور ونازك الملائكة وسهى حديد وسفانة ابنة الطائي تنافسها بنات الشام على التسول من المارة وهم عرب من صلب عجم إلى أن يثبتوا عكس ذلك، ليس فقط في الموصل والبصرة بل في كل شارع وزقاق في هذه التضاريس الصفراء التي عطشت حتى انهارها، وقرر زيتونها ونخيلها الانتحار وفاء لمن زرعوا وعقابا لمن لم يستحقوا الجهاد!

إنها خاتمة لم يكن خيال المؤرخ هيرودوتس ليصل اليها، ولا جحيم دانتي أو دستوبيا أورويل.

ما الذي صنعناه بأنفسنا؟!

فما صنعه غزاتنا بنا أرحم، ما دام قدر الغيمة الرشيدية خيمة، وياسمين الشام لعاب الثعالب! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات