أبو محمد ووثيقة الزواج
أبو محمد رجل نحت الدهر معلقات التعب في جفونه ووجنتيه وترعرعت سهام الكفاح على تقويسة ظهره فلو ذكره رسام محلي او عالمي في احدى لوحاته لبيعت بملايين الدولارات لان رسومات هذه الفصيلة من البشر في عصر حروب الايفون والجالكسي اصبحت تبهر العالم لندرة وجودها وحب التمتع بالنظر اليها وكانها احفورة كشفت من وقت وجيز
العم ابو محمد تزوج في سن متأخره لاسباب ليست نفسية ولا تحتاج للجان في مسرح الجامعه العربيه لتفسير اسباب غموض حالة ابو محمد لان السبب بسيط وهوا تفاعلات الكماليات القاتلة مع قليل من لافتات مرقعه تدعى بالعادات الاجتماعيه المندسة مع شعلة تقديس اكوام من الصوف تزينة على شكل اوراق نقدية, كل هذه الاسباب خلقت حالة ذعر من مفاعل الزواج الذي يفكر كل شخص ببنائة قريبا أو داخل حدود حياته والعم ابو محمد واحد من ضحايا هذا المفاعل الذي بنته سواعد ابناء جلدته من نسيج العادات والتقاليد القاتله.
الان سنفونية العودة تعزف على اصابع ابنه محمد بعد ان كبر وترعرع في كنف ابيه الذي ما انفك يفكر بهم وحزن كيف سيأمن زواج ابنه الذي اخرجته له الحياه بعد حقبة من الزمن فأبو محمد دق مسمار الثمانين في شجرة العمر العتيقة, فمن هنا تنبه لان ايامه تغيرت واصبحت كمسلسل أبو عواد على التلفزيون الاردني ايام الصبا فالان لا احد يذكره الا من باب الحنين الزائف لايام زمان.
اليوم يا ابو محمد اصبح الزواج له مراسم وطبول كطبول الحرب الجاهلية فترى الدماء تسيل من رؤوس الاغنام او الابل او البقر وكانها قرابين لالهة الزواج في العصر اليوناني وترى معدن الذهب يتربع كملك المعادن على ايدي النساء وولائم ونفاق اجتماعي وتقليد اعمى ونسينا ان الانبياء والرسل وهم اشرف الخلق لم يسنو اي سنة مشابه لبدع الزواج في عصرنا هذا .
احتار ابو محمد في القضية الي جعلت حياته كحياة اهل بغداد بعد غزو التتار وتوقفت عدادات التفكير لديه وهو ينظر لابنه الذي يشكل نسبة هوا ومن معه من شباب الامه اكثر من نسبة الماء في جسم الانسان بالنسبة لأشخاص المجتمع.
الخير موجود ولن يموت الا بفناء البشرية في مجتمعاتنا لكن الفئة العظمى تنشد نفس النشيد لوطن مصطنع لقبوه بالعادات والتقاليد والنفخات الاجتماعية فاثقلت كاهل الشباب اعباء الزواج والمهور اصبحت اغلى ومرتبطة باسعار النفط العالميه الخاليه من الدعم, والبطاله وشح الموارد ان كان هناك شح حقيقي وطلبات اهل الفتاة القاتله كل هذه الاسباب جعلت الشباب يعزفون عن فكرة الزواج جعلتهم يشطبو من جدول مواعيد حياتهم ملاحظة تسمى غدا ستتقدم لطلب فتاة.
الكثير من الباحثين والمفكرين والكتاب والنقاد هبوا في وجه هذه العاصفة القاتله التي تدعى بتكاليف الزواج بتذكير الناس بالاحاديث النبوية الشريفه والقران الكريم واقوال العظماء من التاريخ وتفننو بوضع سياسات لصد وتوقيف كل سبب يمنع ظاهرة الزواج في مجتمعاتنا فالكثير تناسو او نسو ان كل مشاكل العزوف عن الزواج والعنف بين الشباب والنزعات والنعرات القاتلة بين شباب المجتمع والسعي لمرافقت الاشقياء وتعاطي المخدرات والمسكرات والهمجية الشبابية سببها الاول والاخير هوا عادات وتقاليد المجتمع في منع الشباب والفتيات من الزواج فنرى نسبة العنوسة اصبحت تتربع على موسوعة الارقام العالميه ونرى نسب الطلاق بعد زواج مرهق مكلل بديون واحمال القروض من زواج مختلق من ظلوع المجتمع اصبحت تتعدى نسبة حرارة افران صهر الحديد.
عندما تتكاتف اعضاء المجتمع بمختلف اعمارهم وتفكيرهم وقدراتهم لحل مشكلة يصبح الامر بسيط وهين في البداية دعونا لانلقي اللوم فقط على الدولة والحكومه وانها المنبع الرئيسي لمشاكلنا الاجتماعيه فالحكومه لا تتدخل بمهر الفتاه والحكومه لاتتدخل بمراسم الزواج والحكومه لا تتدخل ان كان الشب او الفتاه سيقضون شهر العسل في تركيا او البرازيل ,لنبدأ من انفسنا ثم نلقي باقي اللوم على الاخرين .
هنالك اعراف وتقاليد اجتماعيه نراها في مجتعاتنا العربية والاردنية على وجه التحديد تسمى وثائق اجتماعيه تعتبر كدستور اجتماعي ليس محرم دوليا ولا محليا ولا تمنعه اي ديانه في بلادنا كوثائق الانتخابات الداخليه التي اصبحت مصدر الألهام لاختيار النائب من ابناء المجتمع في اطار المجتمع المحلي الواحد وهنالك وثيقة لتثبيت قيمة الدية في حالة القتل والمشكال بين ابناء المجتمع وهنالك وثيقة عشائرية اجتماعيه لدعم الزواج الجماعي بين ابناء العشيرة الواحده او القرية الواحدة .
لكن للان لم يتم تطبيق وثيقة وهيا الاهم من بين كل والثائق الاجتماعيه التي تنص على انه لكل رجل من ابناء العشيرة الواحده او القرية الواحده ممن وقعو على هذه الوثيقة اذا اراد تزويج ابنته لاي شاب ان لا يتجاوز مهر الفتاه مبلغ محدد ومعقول " كألفين دينار " وان لا يجوز للشاب ان يدفع تكاليف كبيرة للتحضير للزواج فقط لمبلغ معين " كألف دينار" ويلتزم اهل الفتاه ببنود الوثيقة كقانون مدني عشائري اجتماعي لا يجوز ان يتعداه أحد, فالقضية تعتبر" سلف ودين " عندما تزوج ابنتك بمهر قليل ايضا عندما تزوج ابنك لن تتكلف اعباء الزواج الكبيره لانه سينطبق عليه بنود الوثيقة .
بهذه الطريقة يتم تشجيع الشباب على الزواج وتقل نسبة العنوسة وتحل مشاكل دفينة في نفسيات شباب الامه الذين اصبحنا نرى ضياعهم وانحلال الاخلاق والعادات السيئة لدى نسبة منهم لم ترى من قبل, فلو ان كل مجتمع او مدينة في بلدنا الحبيب الطيب الذي يزخر بعقوله النيره وكبار المثقفين والمتفاهمين طبقو هذا الدستور الاجتماعي لرأينا نتائج طيبة ومضمونه لحل مشاكل ابنائنا التي معظمها يصب في حوض العزوف عن الزواج.
الثقة بالله عز وجل والتوفيق به وكل الامل بابناء وطنا الحبيب للسعي لمثل هذه المبادرات الطيبة التي يحبها الله ورسوله, وكل رجل في مجتمعاتنا وكل دولة وقانون وديانه تحب هذه المبادرات الطيبة التي هدفها صهر وتوجيه طاقات الشباب للاتجاه الصحيح وحل مشاكل سوسة الضياع التي نخرت عضد الامة الذي كان قويا متكاتفا موحد.
الشرح يطول عن وثائق كهذه الوثيقة لكن الفكرة بذرة لابد ان نغرسها في ارض عقولنا الطيبة التي لم تمت ومازالت خصبة بالعطاء والخير والنوايا النيرة من ابناء وطننا الحبيب ومجتمعاتنا الطيبة.