اسرائيل بين الأمس و اليوم
نشأت اسرائيل بقرار أممي يوم 14/05/ 1948 ،و بدأ صعود نجمها ووصل إلى أوجه عام 1967 ،وكان هذا العام غير مسبوق في انتصار اسرائيل ،وهزائم العرب بشكل فاضح ،ولم يحدث في التاريخ،أن أمة كاملة هزمت من قبل مجموعة صغيرة الحجم بهذا الشكل .
إستمر هذا الصعود الصاروخي للعدو الصهيوني حتى يوم 21/03/1968،وهو يوم معركة الكرامة الذي كان يوما غير مسبوق ،وكانت الامة العربية في قمة بؤسها و قنوطها ،ولكن هذا اليوم اعاد الحياة لنا جميعا ،بعد أن كنا على شفا حفرة من الموت .
منذ ذلك اليوم تجمد الصعود الصاروخي لهذا الكيان و بدأ في الاستقرار، و بعدها بدأ بالهبوط منذ اضطراره للهروب من غزة و انسحابه من سيناء و من اراض اردنية ،وكذلك اضطراره للهروب مرغما من جنوب لبنان عام 2000 ،الى أن وصل الى أسوأ أوضاعه هذه الأيام , بعد عجز اسرائيل عن تحقيق أهدافها من العدوان على لبنان عام 2006 وعدونها الأول على غزة عام 2008 – 2009 , وكذلك عدوانها الأخير على غزة أيضا حيث سجلت أعلى درجات الفشل في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، واصبحت كلها تعيش في خوف و هلع و تخبط في سياساتها مثل :
1- التخبط في السياسة الخارجية مع تركيا حليفتها القديمة .
2- التخبط السياسي و تهديداتها المستمرة لايران بدون فعل .
3- الوضع الغير واضح لها مع مصر حليفتها السابقة .
كل ذلك بعد عدة نكسات و اخرها النكسة العسكرية في حربها الاخيرة و هي حرب الايام الثمانية على غزة , حيث شاهدنا منظر الهلع و الخوف الغير مسبوق على وجوه مستوطني هذا الكيان، و على وجوه سياسييه ،و رأينا النصر و الفرح ايضا للشعب الفلسطيني .
عندما اتذكر حرب حزيران من العام 1967 و نتائجها، وأقارنها بأيام الحرب الأخيرة على غزة من العام 2012 و ما آلت إليه, أرى الفرق الهائل بين اسرائيل الأمس و اسرائيل اليوم .
ما يزيد تفاؤلي هو الحرية التي يعيشها الانسان العربي هذه الأيام، بعد الثورات العربية و الربيع العربي، رغم كل المصاعب و الضبابية و الغيوم المتلبدة في سماء أمتنا ، لكن هذا الانفجار الناجم عن هذا البركان الكبير لابد وأن يهدأ في لحظة ما . عندها سنخرج بكرامتنا و قدرتنا على أخذ القرار الصحيح، و ما شاهدته خلال الاسبوع الماضي من قدرة الانسان على العمل و تحقيق الانجاز عندما يملك حريته ،هو ما قام به شباب صغار السن بواسطة أجهزة حواسيبهم الالكترونية، من اختراق مواقع اسرائيلية يفترض بها أن تكون عصية كموقع الموساد،وموقع الكنيست و موقع وزارة الدفاع ... الخ , ما أدى الى شلل و خوف و هلع لدى هذا الكيان .
أتوقع أن هذا الطريق الجديد يتناسب مع عصر الانترنت و الفيسبوك و التويتر لأن هذا العلم أصبح متاحا للجميع ،ولن يؤثر السحر الإعلامي الذي كان يملكه و يتصرف به هذا العدو لوحده .
أومن أن هذه الامة في حال ملكت حريتها و كلمتها ،فإن هذا الكيان سيبدأ بالسقوط و الزوال ان شاء الله , و لهذا اقترح على هذا الكيان ان يبدأ بالرحيل عن ارضنا " ارض فلسطين التاريخية " ،حتى لا تكون مفاجأته مذهلة بسقوطه القريب لأنه بني على باطل .
إن تمسك الشعب الفلسطيني و الأمتين العربية والاسلامية بذرات تراب فلسطين، لا يتزعزع مطلقا بحقها في ارضها و مقدساتها .
فمهما كانت الصعاب فلا يأس و لا قنوط مع الايمان، و لايأس و لا قنوط لصاحب الحق في حقه .