أوكازيون قومي!!

هذا الاوكازيون لا علاقة لها بأية مناقصة أو مزايدة لتحرير المحتل من أرض العرب، ولا علاقة له بالشامبو أو ملابس فصل الشتاء، ان بضاعته هي اللحم العربي الذي أصبح أرخص من لحم البقر المغشوش.
فما نسمعه هذه الايام عن الزواج من اللاجئات العربيات خصوصاً السوريات يندرج في خانة واحدة فقط، قد تتعدد اسماؤها على سبيل التضليل، لكنها في حقيقتها دعارة قومية مؤدلجة، فمن أعدوا خلال عدة هزائم لمن لجأوا منهم الخيام لا الخيل أو حتى المنجنيق،يعدون الآن ذكورتهم الجريحة ليتصابى الشيخ، ويتعافى العنين ويكمل المهزوم نصف هزيمته وليس نصف دينه، وكأن اللحم الشامي معروض في مزاد الرقيق، ولو شئت أن أقول ما يدور في داخلي بلا مواربة أو تجميل فهو باختصار «إخص» على شوارب تتنافس على حمائم جريحة. فما هكذا تورد النساء أو حتى البهائم، وللانسان في كل أرض وزمان كرامة آدمية يجب أن تردع سلالة أبي زيد الذكورية عن هذا الانتهاك. فهل يقدم العرب الآن ومن خلال هذا الاوكازيون القومي درساً لكل الشعوب بحيث تضطر التأقلم مع ظروفها وشروطها لأن أي خيار هو أرحم من طرح الأبناء والبنات في المزاد؟
هكذا يتأكد لنا ما قاله الاسلاف ولم نصدقه عن الجمل بل الناقة التي تقع وتكثر حولها السكاكين المشحوذة، ويسيل عليها لعاب المتربصين كما يسيل لعاب الكلاب على رائحة العظم من بعيد.
ان كل الذرائع الملفقة لتشريع هذه الدعارة تسقط تباعاً كأقنعة من شمع لا تصمد دقيقة واحدة تحت الشمس، فما يحدث هو استثمار لجراح الآخرين.. وبدلاً من تضميدها يحدث العكس، فنجد من يريدون لعق هذه الجراح كالوطواط، الذي يكره الشمس لأنها توقظ فريسته النائمة.
اننا نخون وعلى مرآى من الملأ أبسط ما ورثناه من أدبيات الكرامة والعفة والعِرض، فبدلاً من أن يجد اللائذ ملاذاً يفاجأ بكمين أو فخ، وبذلك يصبح ظلم ذوي القربى أشد مضاضة من قتل ذوي البعدى! فهل أصبح من حق الشامية ان تستعيد ما قالته ميسون الكلبية في ديوان معاوية، لكنها هذه المرة لا تقول ان بيتاً تخفق الارياح فيه أحب من قصر منيف، أو أن كلباً ينبح امام الخيمة أحب من قط أليف.
ميسون الشامية في الالفية الثالثة من حقها ان تقول ان طعم التراب في ريف دمشق أعذب من الكافيار، وان ما تبقى من بردى يسقي الصحراء، وان كلباً شريداً في حوران أرحم من ذكر حلق شاربيه امام عدو وعقفهما كجناحي غراب أمام فتاة قاصر هربت من الاستعباد الى الرق، ومن الموت الى التنكيل بجسدها ووأدها وهي على قيد الحياة.
لقد اكتشف العرب نمط انتاج جديد اسمه نمط اللجوء، فهو موسم ليس لرفع الاسعار وتأجير البيوت فقط، بل للاستمتاع بأيتام هذا الزمن النذل.
ما من اسم آخر لهذا الاوكازيون رغم كل الحذلقات والمترادفات اللغوية سوى اسم واحد حروفه لزجة كالديدان وترشح منها رائحة مقززة..
هو أوكازيون الدعارة القومية المؤدلجة!! ( الدستور )