سامر العيساوي ... أي الأبطال أنت

تم نشره الأحد 14 نيسان / أبريل 2013 11:30 مساءً
سامر العيساوي ... أي الأبطال أنت
فؤاد الخفش

لطالما عوّدنا رجال هذا الوطن تجسيد البطولة عبر أعمالهم وبطولاتهم ، ولطالما كانت البطولات في بلادي فردية شخصية فرفع أفراد أسماء بلادهم، وخط رجال حروف المجد لأوطانهم وهذا ما ينطبق على البطل الأسير سامر العيساوي.

فيما مضى قالوا: إن الأسطورة فيها شيء من الخيال ولا يحق لنا أن نصف الأبطال الحقيقيين بالأسطورة حتى لا يمتزج الخيال بالواقع ، ولكن سامر أصبح أسطورة بكل ما تحمل الكلمة من معنى دون مخالطة للخيال أو ابتعاد عن الواقع.

سامر الذي عودتنا فضائياتنا أن تضع أمام اسمه في كل يوم مع رقم يزداد يمر عليه البعض بشيء من الحزن وآخرون بشيء من الأسى تذكّرنا بمعاناته وتسلط الضوء على قضيته لعل الشارع يتحرك مع ازدياد الرقم ولكن لا حياة لمن تنادي.

سامر الذي اعتاد أن يرسل البرقيات إلى شعبه والتطمينات على صحته ووضعه وصموده وإصراره على العودة للقدس تعامل مع بطولته الشعب بشيء أقل من حجم معاناته وكأنه اعتاد في ظل موجة الإضرابات.

حكاية سامر ليست مجرد رقم يزداد في كل يوم وجوع أصبح سامر متعايشاً معه رغم كل آلامه ، سامر حكاية القدس العصية على الخضوع والذل والركوع.

سامر حكاية شعب رفض ويرفض التهجير وأصر ويصر على البقاء في كنف البيت المقدس الذي منه يستمد العيساوي صموده وإصراره وحكايته.

أعترف أني تجنّبت مرات ومرات الكتابة عن هذا البطل لأني أعلم أن الكلمات أمام أصحاب القمم السامقة لا تجدي نفعاً رغم حديثي المتكرر عنه في كل وسائل الإعلام عبر المقابلات فإن التقصير مع هذا الرجل هو سيد الموقف وهذا ليس اعتراف مجامل بل هي حقيقة لا نخجل من الاعتراف بها وعنها.

قضية سامر العيساوي ليست قضية فردية إنما هو دفاع عن حق عام ووطن وجرح وقصة شباب البلد الذي حرروا من براثن المحتل بعزة وفخار وأعاد الاحتلال اعتقالهم وزجّهم مرة أخرى في سجون الاحتلال.

قضية سامر وجرحه يوضحان لنا غياب الاستراتيجيات لدى القيادة والفصائل ومنظمات المجتمع المدني، حتى الشباب والحراك الشبابي غاب عن هذا الجرح مع الوقت والأيام.

كنت أتوقع أن يزيد التضامن مع سامر وقضيته العادلة مع الأيام ولكن العكس هو الذي حدث خفت التفاعل وقل مع ازدياد ألم وجرح ومعاناة سامر الذي من المتوقع أن يضاف إلى قائمة الشهداء في أي وقت ولحظة.

لسامر العذر من شعب أنهكه الانقسام وعدم وضوح البوصلة وغياب الاستراتيجيات وللقدس منك التحية والإجلال لأنك أعدت لها هيبتها ومكانتها بصمودك أيها البطل.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات